جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

التنين الصيني في العالم العربي! | بقلم: الدكتور عدنان منصور
التنين الصيني في العالم العربي!



بقلم: الدكتور عدنان منصور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
14-12-2022 - 1314

تعزيزاً لمكانتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وأخذاً بأهمية ودور وتأثير المواقع الجيو ـ سياسية والاستراتيجية في رسم سياسات الدول، أطلق الزعيم الصيني شي جين بينغ عام 2013، مبادرة تحمل شعار «حزام واحد، طريق واحد».
في 14 أيار 2017، عقدت القمة الأولى في بكين، لإطلاق مبادرة مشروع «الحزام والطريق»، وهو أضخم مشروع اقتصادي وتجاري، يشمل إنشاء السكك الحديدية، والطرق السريعة، والمرافئ، والطاقة، حيث تتجاوز قيمة الانفاق على المشروع 1.2 ترليون دولار،
يغطي المشروع مناطق الصين وغرب ووسط آسيا وأوروبا، وصولاً إلى أفريقيا.
هذه المبادرة تهدف الى إنفاق الصين مئات المليارات من الدولارات، لاستثمارها في البنى التحتية، على امتداد طريق الحرير، داخل الصين، والذي يربطها بوسط آسيا والقارة الأوروبية. كما تهدف هذه المبادرة الاقتصادية التنموية الى التعاون والتواصل بين الصين ودول أوراسيا، والتي تتمحور حول مشروعين أساسيين كبيرين: طريق الحرير الاقتصادي البري، وطريق الحرير الاقتصادي البحري. طريق الحرير البري له ستّ ممرات داخلية تربط الصين بدول آسيوية، أما طريق الحرير البحري، فيمتدّ من سواحل الصين الجنوبية مروراً بسنغافورة والهند، وصولاً الى البحر الابيض المتوسط.
مشروع طريق الحرير، يترتب عنه إنشاء شبكات من الطرق والمرافق، والموانئ التي تربط الصين بدول عديدة في آسيا وأوروبا، لا سيما أفريقيا التي توليها الصين أهمية اقتصادية وتجارية منذ سنوات.
إن تنفيذ مشروع طريق الحرير بالنسبة للصين، هو مسألة وقت، ليس ببعيد. ولو انّ الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، قلق ولن يرتاح لهكذا مشروع، حيث ظهرت مواقف رسمية وإعلامية في دول غربية واسيوية تدور في فلك واشنطن، تتشدّد تجاه الصين وتندّد بالمشروع، وتشكك فيه.
مع مجيء الرئيس جو بايدن الى البيت الأبيض، حركت واشنطن حلفاءها للتصدي للمشروع الصيني. فما كان من رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون Scott Morrison إلا أن أعلن انّ طريق الحرير الجديد، يتعارض مع مصالح أستراليا الوطنية.
نيوزيلاندا من جهتها تحدثت بلهجة حادة عندما أعلنت رئيسة وزرائها جاسيندا أرديرن Jacinda Ardern، انّ الخلافات مع بكين في قضايا مهمة يصعب التوافق حولها. أما مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، فقظ أصدر تقريراً أعرب فيه عن مخاوفه من تغيّر الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الجيوسياسي المتزايد للصين. ووفقاً لتقييم المجلس فـ «إنّ الولايات المتحدة، رغم اهتمامها بتعزيز البنى التحتية، والتجارة، والاتصالات في كافة أنحاء آسيا لمواجهة طريق الحرير الصيني، إلا أنها لم تؤمّن الاحتياجات المتأصلة في المنطقة، إذ كانت استثماراتها محدودة وهي آخذة في الانخفاض».
مما لا شكّ فيه، أن الصين جعلت من الاستثمارات في البنى التحتية أولوية مهمة لها. وانّ مبادرة الحزام والطريق، ستتيح لها مجال التقدّم على الولايات المتحدة في أكثر من مكان في العالم وبالذات في أفريقيا وآسيا.
وزير الخزانة الأميركي الأسبق جاك لو، رأى أنّ مبادرة الحزام والطريق «تعزز قدرة الصين على إبراز قوتها عبر المنطقة والعالم… وانّ صانعي السياسات يحتاجون الى تقديم بدائل لمبادرة الحزام والطريق حيث ما أمكن، وتثقيف البلدان الأخرى بما ينطوي عليه ذلك، والردع عند الضرورة!»
نظراً لأهمية الموضوع، ومن أجل مواجهة المشروع الصيني، سبق للرئيس الأميركي جو بايدن، أن دعا رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون، إلى إشراك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بغية إنشاء مشروعات بنيوية أساسية من طرق وموانئ وغيرها، في البلدان التي تحتاج الى مساعدة، وعدم ترك الصين أن تسير وحدها في مبادرتها إنشاء طريق الحرير، إذ انّ تركها وحدها، يعزز من نفوذها في العالم.
واشنطن لا تنفكّ عن ممارسة ضغوطها الكبيرة، في كلّ الاتجاهات لوقف تقدّم المشروع الصيني، في حين اعتبر الغرب مشروع طريق الحرير على «أنه مشروع استعماري فاسد! فيما ترى بكين على أنه أكبر مشروع تنموي في العالم، والذي يضمّ اليوم في صفوفه 139 دولة، ويغطي 60% من سكان العالم، ويحقق المكاسب لكلّ الأطراف، ويعزز من فرص التنمية والتبادلات التجارية بين الدول. إذ تمثل التجارة على طول طريق الحرير 40% من إجمالي التجارة العالمية، ويتمّ الجزء الأكبر منه عن طريق البحر.
طريق الحرير سيولّد استقطاباً جديداً بين كتلتين كبيرتين: الأولى بقيادة الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي، واليابان، وتايوان، وأستراليا، وكندا وغيرها من البلدان الحليفة لها، والثانية بقيادة الصين وروسيا والهند، حيث انضمّ العديد من الدول في أميركا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربي إليها، إذ أقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة، مع 12 دولة عربية على صعيد ثنائي. مع الجزائر ومصر وقطر عام 2014، مع العراق والأردن والسودان عام 2015، مع المغرب عام 2016، مع جيبوتي عام 2017، مع الكويت وعمان عام 2018، ليرتفع عدد الدول العربية المشاركة في الوقت الحاضر الى عشرين دولة، ومعها الجامعة العربية.
تمدّد الصين وتوسّع مروحة نفوذها السياسي، والتجاري، والاقتصادي في العالم، قد يفسح المجال مستقبلاً أمام حرب اقتصادية ساخنة بين كتلتها، وكتلة الولايات المتحدة، حيث يريد كلّ طرف ان يعزز حضوره ونفوذه في العالم.
زيارة شي جين بينغ التاريخية للمملكة العربية السعودية، ومشاركته في القمة الصينية ـ السعودية، والقمة الصينية ـ الخليجية، والقمة الصينية ـ العربية، تشكل منعطفاً سياسياً واستراتيجياً كبيراً، لجهة علاقات الصين مع العالم العربي، لا سيما مع المملكة العربية السعودية، لما لها من أهمية ومكانة إقليمية وسياسية، واستراتيجية، وطاقوية، ومالية رفيعة، يجعل منها حجر الأساس في العلاقات الصينية ـ العربية، وهذا ما يقلق واشنطن بشكل خطير، حيث كانت ترى دائماً في منطقة الخليج مركز نفوذ تابعاً لها، لا يجوز لأيّ دولة في العالم ان تخرقها او تنافسها عليها.
المملكة العربية السعودية هي اليوم بوابة الصين الى العالم العربي، وهي ترسم في الوقت الحاضر معادلات جديدة على الخارطة السياسية العربية، والاقليمية، والدولية. وهي في خطواتها الجريئة تجاه الصين، تقول لواشنطن، انّ للممكة الحرية والحقّ في نسج علاقاتها بإرادتها مع دول العالم، بما يخدم مصالحها الوطنية، والاقتصادية والتجارية، وإنْ أغضبت من يريد أن يغضب.
العلاقات العربية ـ الصينية تتمدّد، وتتوسّع، وتتعمّق أكثر فأكثر، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام الشعبين العربي والصيني، لتسطير تاريخ جديد في العلاقات السياسية الدولية. ولنا في الشراكة الصينية العربية كلام لاحق.
يبقى أن نقول: أمام القوة الحاكمة ـ الولايات المتحدة، والقوة الصاعدة ـ الصين، تتقدّم بكين، وتتراجع واشنطن.
لأنه في سياق هذا التطور التاريخي، يصبح تقدّم الصين واقعاً حتمياً لا مفرّ منه!

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الذكاء الإصطناعي والموت القريب
بقلم: الدكتور حسام الدين خلاصي

الغوغاء المنظّمة
بقلم: الدكتورة ناديا خوست



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور عدنان منصور |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//