منذ نصف قرن استكمل العدو سيطرته على كامل تراب فلسطين بما فيها الأماكن المقدسة، شغلنا انفسنا بأشياء اخرى في محاولة للهروب مما آلت اليه الامور، تعلمنا الاتجار في كل شيء ، بما فيه، المتاجرة بالعرض، لم نعد نأبه بالكرامة، وصل الامر بنا الى بيع اوطاننا للغير، تنازلنا عن ديننا، دخلنا في اديان اخرى ، بل اصبحنا ملحدون، فالرب لم يعد الرب المعهود، نصبح ونمسى على افعال يتبرأ منها الشيطان ، فجرائم شياطين الانس تعجز الشياطين مجتمعة عن فعلها.
سنوات عجاف مرت على امتنا العربية، قاتلنا بعضنا ولا نزال ، والينا اعداءنا، استنجدنا بهم لإذلال بعضنا. بفضل زعمائنا السياسيين والكهنوتيين ومشايخ واعيان قبائلنا الميامين، عشنا بعضا من ايام الفيل، رأينا الطيور الابابيل وهي تصعق بعضنا بأحجار ليست من سجيل، كبّرنا وهللنا واعتبرناه يوم الفتح المبين، اتخذناه عيدا لنا، صرنا نستنجد بآلهة العصر، برنار ، حمد ، اردوغان وساركوزي وغيرهم عند الشدائد، بعض الالهة قضى نحبه(السياسي) ومنهم من ينتظر.
الشرفاء من ابناء الامة لم يرضخوا لما تخطط له النفوس المريضة الحاقدة، التي ساهمت في سقوط آلاف القتلى والجرحى، ملايين المشردين بالداخل والخارج، قرر هؤلاء الشرفاء المضي قدما في محاربة الفكر التكفيري الذي لا يقيم وزنا للنفس البشرية، بعد ان انكشفت الاعيب من يدعون الاسلام.
التحمت الجماهير مع من اراد تحريرها وفك اسرها من العصابات الاجرامية، فكان السقوط المدوي لحكم الاخوان في مصر والذي لم يستمر طويلا، فكانت بداية النهاية لسقوط الاخوان الذي شكل دافعا للأحرار في دول "الربيع العربي" لمواصلة النضال ودحر العصابات الاجرامية، لقد ضاقت الارض على المجرمين بما رحبت، تخلى عنهم غالبية من كانوا يدعمونهم فالمساعدات لم تؤتي اكلها بل اصبح المجرمون عبئا على الدول الداعمة لهم ما الّبت الرأي العام على حكام تلك الدول.
لقد لاحت بارقة امل لهذه الامة المنكوبة بعد سنين العسرة، فانتصار الشعب المصري لإرادته بفعل جيشه المغوار يبعث على الفرح وقد طوى المصريون صفحة الاخوان الى غير رجعة، اما اخوان تونس فإنهم يداهنون الشعب لأجل الاستمرار في السلطة ولكن حتما سيرحلون كما رحل حكم الاخوان في السودان، اما إخوان ليبيا المسيطرون على مقاليد الأمور بفعل السلاح واستجلاب المرتزقة فإنهم قاب قوسين او ادنى على الرحيل بفعل ضربات اجيش الوطني والقوى المساندة له من كافة انحاء البلاد.
هنيئا للشعب المصري بإزاحة حكم الاخوان، المستقبل سيكون زاهرا بإذن الله، صمود شعوبنا العربية غيّر المسارات التي رسمت لتدمير الامة العربية، هنيئا للوطنيين في كافة انحاء عالمنا العربي لما بذلوه من تضحيات لقد تحطمت على صخرة الصمود مخططات الاعداء وأتباعهم من العرب وما هم بعرب.
على شعوبنا ان تتخذ من الذكرى الاليمة منطلقا لاسترداد ما اخذ منها عنوة ولن يتأتى ذلك إلا ببناء القوة العسكرية وتنمية الموارد الاقتصادية التي تغذي المجهود الحربي.لمحو ما لحق بالأمة من عار وذل وهوان، فالجماهير قادرة على صنع الاحداث والانتصارات، فالجراح ستضمد والمؤسسات ستفعّل والوطن سيبنى من جديد، وستلاحق لعنات الشعوب الحكام الذين اذلوها وشيوخ الفتنة الذين سببوا المآسي للأمة.