الشعوب العربية دائماً تتحمل سياسات حكامها سواء كانت سلبية أو ايجابية، وهذا ناتج عن سياسة عالمية مقرونة بالولايات المتحدة الأمريكية وما تقوم به من الضغط على الدول التي تتعامل معها، هذا الأمر كان واضحاً وجلياً في هذه الفترة مع البدء بإعلان ما يسمى صفقة القرن.
بعد الضغوطات التي قامت بها أمريكا على الدول العربية، كان هناك موقف غير متوقع وصل للساسة الأمريكان بأن الشعوب هي من تقف في وجه من يريد تطبيق صفقة القرن، وترفض هذه الصفقة من خلال الاحتجاجات التي لم تعد تَخفى على احد في الوطن العربي، كما حصل في الأردن مثلاً بأن ملك الأردن رفض صفقة القرن والضغوط عليه وعلى بلده وشعبه لتمرير هذه الصفقة، وأعلن بأن شعبه يقف معه في هذا الرفض؛ وهذا ما حصل فعلاً.
كما ساند الشعب الأردني ومليكه موقف الشعب الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة، والوقوف بوجه من يريد أن يفرضها على الشعب الفلسطيني الأبي.
هذه المعادلة لم تقف في الأردن وفلسطين فحسب، بل انطلقت إلى كل العالم سواء كان في لبنان أو في الجزائر أو في المغرب وتونس أيضاً وكثيراً من الدول الرافضة لهذه الصفقة، ومن الممكن أن يكون هذا مخالفاً لرأي حاكم الدولة، لكن كلمة الشعوب هي الأقوى والمسموعة في الأروقة العالمية وتحديداً عند من يحاول أن يفرض هذه الصفقة ولو بالقوة.
بعد الفشل الأمريكي الواضح في محاولة الضغط على إيران من اجل تصدير النفط عبر مضيق هرمز، باتت الشعوب العربية أقوى مما كانت عليه في السابق، وتحديداً الشعب الفلسطيني الذي يستمد قوته من قوة الدول المساندة له وإيران لها دوراً كبيراً ومهماً في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة المسلحة في فلسطين وغيرها.
الشعوب العربية في هذا الزمان هي من تحدد مصير تطبيق أي قرار أمريكي أو فرض أي دولة هيمنتها على دولة أخرى، الشعوب العربية أصبحت أكثر وعياً ونضجاً سياسياً من ذي قبل، بعد كشف المؤامرات على الوطن العربي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو بث أخبار مغلوطة وكاذبة من اجل إضعاف جهة معينة أو شخص أو دولة، الأمر بات مكشوفاً أمام الشعوب العربية ولا يلقى له أي سمع أو أي نوع من الاهتمام، هذا الوضع الجديد في العالم العربي جعله أكثر انتصاراً ومنعة وقوة مما كان عليه في السابق.