هل حان الوقت لتأسيس دوله النظام والقانون؟
هل نقول كفانا ثورات كفانا انقلابات واغتيالات!
أليس من حق هذا الشعب أن ينعم بالأمن والأمان ويستقر سياسياً، ويستغل ثرواته، ويزرع أرضه ويبني مستقبل أبنائه!
سته وخمسون عاما ًمنذ قيام ثورة 26سبتمبر1962م المجيدة، ضد الاستبداد والظلم والجهل والفقر، نصف قرن منذ قيام أول ثورة ،والتي تعدُّ أم الثورات اليمنية، والتي عندما قامت كان الناس يحلمون ببناء دولةٍ يسودها النظام والقانون، دولةٍ تقضي على المحسوبيه والامتيازات والطبقات بين افراد الشعب، دولةٍ تقضي على الجهل والتخلف والمرض والجوع ،دوله مستقله سياسيا ًمتحرره فكريا ًوثقافيا ً،كانو يحلمون ببناء جيش وطني قوي يحمي ويدافع عن الارض ويحمي السياده الوطنية ويحافظ على الهويه اليمنية،كان الشعب يحلم بتحقيق الوحدة اليمنية والعربية الشامله،ولكن للأسف فلم يتحقق من هذا شيئ على ارض الواقع.
فبعد ثورة26سبتمبر تم التآمر خارجيا ًعلى الشعب اليمني وثورته، وعملوا على إعاقه تحقيق أهدافها، ودخلت اليمن في حرب أهلية لمدة ثمان سنوات، وقلنا عندها لقد حان الوقت لوقف نزيف الدم اليمني والتفرغ لبناء الوطن ،ولكن التدخل الخارجي لم يتوقف بل زاد اكثر، ولم تنعم اليمن بالأستقرار السياسي والسبب التدخلات الخارجية، فتم عزل اثنين من الرؤساء السلال والإرياني،وتم اغتيال اثنين الشهيد الحمدي والغشمي، وبعدها جاء الرئيس علي عبدالله صالح، وفي الجنوب سابقا ًبعد ثورة 14اكتوبر1963م، وطرد المستعمر البريطاني في30نوفمبر 1967م،تم الانقلاب على قحطان واغتيال سالمين وعبدالفتاح اسماعيل،واحداث يناير 1986م الداميه،التي اطاحت بالرئيس على ناصرمحمد، وعندها حكم البيض ورفاقه، فخلال الفتره من قيام ثورة سبتمبر في الشمال واكتوبر في الجنوب، الى قيام الوحدة شهدة اليمن ثورات وانقلابات واغتيالات سياسية وتصفيات حسابات وكلها بتخطيط خارجي،وخدمة لأجندة ومشاريع خارجية،لم يتركوا لهذا الشعب حاله، وبعد تحقيق الوحده اليمنية في22مايو1990م، كنا نظن ان اليمن وصل الى شاطئ الأمان،وان عصر النهضة والتقدم والرقي قد حان وقته، وأن عصر الحروب والصراعات السياسية والانقلابات العسكرية والتدخلات الخارجية قد ولى إلى غير رجعه، ولكن لم يمضي سوء أربع سنوات كانت سنوات خلافات سياسية واغتيالات، وكل طرف يحمل الطرف الأخر المسؤوليه، وكلها كانت عبارة عن مقدمات لحرب عسكرية، والتي اندلعت في صيف1994م، حرب أهلية دامية بتدخلات ودعم خارجي، وبعد انتهى الحرب في 7/7/94والتي لم ينتصر فيها احد،فالكل خاسر،كانت فرصه لتأسيس لمشروع دوله مدنية حديثه دوله العدل والمساواه دوله النظام والقانون،واستخراج الثروات وزراعه الارض،ولكن للأسف لم يتم استغلال هذه الفرصه الذهبية،بل تم تأسيس مشروع دوله فاشله، دوله اقطاعيين وعودة الطبقات بين ابناء الشعب،وبناء جيش ولاءه لأشخاص،وفتحنا اليمن على مصراعية للتدخلات الخارجية اكثر منذي قبل،واصبح عملاء الخارجي واذرعته هم السلطه وهم الحاكمين وهم التجار وهم القيادات العسكرية، تم تدجين مؤسسات الدوله ومناهج التعليم، وبث ثقافه الكراهية وتأسيس للطائفية والمذهبية، والانتقام والاقصاء والتهميش، وكلها أجندات ومشاريع خارجية،وبقيت الامور تتدهور والاوضاع تسيئ اكثر فأكثر، حتى وصلنا الى ماسمي بثورات الربيع العربي2011م،والتي كانت كما نعرف بتخطيط خارجي وتدخل خارجي مباشر في الشؤون العربية ومنها اليمن، وعندما جأت ثورة21سبتمبر 2014م،لإسقاط الهيمنه والتدخلات الخارجية ورفض الوصايه، وطرد الاقطاعيين ورموز الفساد الذين كانوا حاكمين لليمن ومستغلين لثرواته والواقفين حجر عثره في وجه بناء دوله النظام والقانون، منذ قيام ثورة26سبتمبر 1962م،حتى بدايه العدوان على اليمن من قبل تحالف الشر السعوصهيوامريكي، والتي كشفت الحقيقة واظهرت ماكان مخفي ومستور،وعرف الشعب من هم سبب محنته وشقاؤه، ومن وراء كل الحروب والصراعات والاغتيالات التي شهدتها اليمن.
فهل نقول أن ثورة 21سبتمبر ستكون آخر الثورات؟
وأن بعد هذه الحرب وهذا العدوان على اليمن،وهذا الاحتلال وهذا القتل والدمار وهذه الانتهاكات، والاغتصابات التي تحدث في ارض الإيمان، من قبل جارة السوء وحلفها الشيطاني بزعامه أمريكا واسرائيل وبريطانيا،فأن الشعب لن يفرط في دماء ابنائه وتضحيات ابطاله ،وان الشعب اليمني قد عرف مخططات ومشاريع الاعداء،وان اليوم والغد لن يكون كما الأمس ،وأن عصر الثورات والانقلابات والحروب والتدخلات الخارجية قد ولّى إلى غير رجعه.
واننا لن نرتهن للخارج،ولن نكون تابعين لأحد،وان من اراد ان يحكم اليمن فعليه ان يكون ولائه لله والوطن والشعب،فلاوصايه لأحد علينا،وان الشعب اليمني لن يظل يتبع اهواء الاحزاب والسياسيين الذين يخدمون أجندات خارجيه.
فأتركونا وشأننا!
كفانا قتال!
كفانا حروب!
كفانا ثورات وانقلابات!
افتحوا صفحه جديدة عنوانها اليمن للجميع، لامناطقية ولاطائفية، ولامذهبية ،ولاحزبية.
نصف قرن ٍمن الصراعات والاغتيالات والحروب والقتال والارتهان للخارج والجوع والفقر ونهب الثورات تكفي… تكفي .
اليمن أمانه في أعناق اليمنيين الشرفاء والأحرار والمخلصين الوطنيين.
وعاش اليمن حرا ًأبيا ً، والخزي والعار للخونه والعملاء.