بقلم: ناصر ناصر
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 29-09-2018 - 1352 انسجم خطاب ترامب في الأمم المتحدة مع سياسته وخطابه العام والمستمر منذ توليه الرئاسة، وقد برز فيه التناقض المركزي بين تأكيده السيادة الأمريكية وأولوية أمريكا مقابل العولمة، والتدخل في شؤون الآخرين. ترامب هاجم في خطابه العديد من الأطراف، ومن أهمها إيران والتي هددها بحصار اقتصادي بعد أن حملها المسؤولية عن الفوضى ونشر "الإرهاب"، وذلك كي يحرمها مما اعتبره إنجازات اتفاق فيينا النووي معها، والتي استخدمتها على حد قوله لتمويل الفوضى و"الإرهاب". إن موقف ترامب من إيران ينسجم تماماً مع موقف أقصى اليمين في دولة (إسرائيل)، من غير المستغرب أن يستمر ترامب في إنكار الواقع، حينما اعتبر اعترافه بالقدس كعاصمة لـ"إسرائيل" لم يضر بعملية السلام التي يدعي زوراً و بهتاناً أنه ملتزم بتحقيقها، وليس أدل من استمرار الانحياز الامريكي لـ"إسرائيل" ما نقل من ترحيب واسع في "إسرائيل" لخطاب ترامب، فقد أشار داني دانون ممثل "إسرائيل" في الأمم المتحدة أن اسم أو كلمة دولة "إسرائيل" قد ذكر أكثر من أي دولة أخرى. ومن جهة أخرى كان الرد الرسمي الفلسطيني على الخطاب باهتا كعادته، حيث جاء على لسان أبو ردينة بأنه خطاب يعمق الخلاف ويبعد فرص تحقيق السلام، ولا يحمل في جعبته أي جديد، وهو وصف ينطبق بالضبط على تعليق السيد أبو ردينة. لا يمكن لأي طرف كان فلسطينيًّا أو عربيًّا أو غير ذلك مواجهة سياسات ترامب دون تدفيع ترامب ثمن سياساته الغريبة والهوجاء في المنطقة والعالم، وفي الحالة الفلسطينية لا يمكن ذلك إلا من خلال الوحدة الوطنية الفلسطينية والمستبعدة حاليا في ظل سياسات الرئيس أبو مازن. لذا فمن المتوقع استمرار تخبط الموقف الفلسطيني الرسمي اتجاه سياسات ترامب.
لا يوجد صور مرفقة
|