جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

مشروع الشرق الأوسط: من ملء الفراغ إلى الدولة الإسلامية | بقلم: د. يوسف مكي
مشروع الشرق الأوسط: من ملء الفراغ إلى الدولة الإسلامية



بقلم: د. يوسف مكي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
06-09-2015 - 8336

 الشرق الأوسط، هو تعبير جيوسياسي، متحيز لأنه ينطلق من كون القارة الأوروبية هي مركز العالم. وعلى ضوء ذلك يتحدد الشرق والغرب. بل إن هناك شرق أوسط وشرق أدنى وشرق أقصى، وجميع هذه التصنيفات ترتبط بإنجلترا، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس...والموقع بناء على هذا التصنيف، ليست له علاقة بالأقوام، التي تعيش في الشرق، أقصاه وأوسطه وأدناه. وأهمية هذه المناطق، لا تكمن في قواها البشرية ... بل في ثرواتها ومواردها، ومضائقها ومعابرها، وممراتها، ومواقعها الاستراتيجية. ومن هنا فليست هناك حسابات لثقافات ومعتقدات وانتماءات الشعوب القاطنة في تلك المناطق...ارتبط المصطلح بالصراعات الكولونيا لية على المنطقة. ولأنه يرتبط بالمصالح الاستراتيجية، للقوى المتصارعة، فإن جغرافيته لم تمتلك صفة الثبات. فهي تتمدد وتتوسع تبعا لتلك المصالح...يضم الشرق الأوسط بلدان المشرق العربي وإيران وتركيا، والكيان الغاصب، وأحيانا تضم له باكستان وأفغانستان. وإثر سقوط السلطنة العثمانية، وإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة على ضوء المصالح البريطانية والفرنسية، فيما عرف باتفاق سايكس- بيكو تم النظر إلى البلدان التي صنفت كبلدان الشرق الأوسط،  أنها وحدة جيوسياسية، بالنسبة للمصالح الاستعمارية...واستنادا على هذه القاعدة، فإن كل الأحلاف العسكرية التي طرحت في المنطقة، منذ مطالع الخمسينيات من القرن المنصرم، ابتداء من مشروع الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور لملء الفراغ في الشرق الأوسط، إثر هزيمة وتضعضع بلدان الاستعمار التقليدي في الحرب العالمية الثانية، إلى حلف بغداد، ولاحقا حلف المعاهدة المركزية، دشنت على قاعدة انتمائها للشرق الأوسط، من غير وضع أي اعتبار للانتماءات القومية، لشعوب المنطقة...ووفقا لهذه الرؤية، فإن من الطبيعي أن تتسم العلاقة الاستعمارية، بحركة التحرر الوطني، وبالحركة القومية العربية بالعداء. فحركة التحرر هي بالأساس موجهة ضد الاحتلال، وتطمح للتحرر ونيل الاستقلال. بمعنى أنها ابتداء ضد الأحلاف التي أشير إليها. وتطمح حركة القومية العربية، إلى تعبئة الشعب العربي، نحو فكرة العروبة، واعتبار الأولوية للانتماء للأمة، وليس لمصطلح الشرق الأوسط. وقد عملت ولا تزال على تكنيس آثار سايكس- بيكو ووعد بلفور...انزياح الاستعمار التقليدي، الذي بدأت ملامحه تبرز بوضوح منذ منتصف القرن السابق، واتضحت مقدماته في تبني الرئيس الأمريكي روزفلت لسياسة الباب المفتوح، أدت إلى تسلم الولايات المتحدة تركة الاستعمار التقليدي في المنقطة العربية...ومنذ البداية، طرح أيزنهاور مشروعه لملء الفراغ فيما عرف بالشرق الأوسط. وقد تم الإفصاح في حينه، عن نهاية النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك عصبة الأمم، وتشكيل نظام دولي جديد تكون الأمم المتحدة أحد تعبيراته. وكان واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن ترغب في بقاء النظام العربي، حتى بتشكيله الهش والكسيح، وأنها ترغب في الإجهاز نهائيا عليه...كان سبيل الولايات المتحدة للإجهاز على النظام العربي، والحيلولة دون تقدم حركة القومية، هو دعم الكيان الصهيوني، وجعله قوة ماحقة، قادرة على سحق الجيوش العربية مجتمعة. ومن جهة أخرى، تسعير الصراعات السياسية بين الأقطار العربية. وقد نجحت الاستراتيجية الأمريكية في ذلك إلى حد كبير...لم يكن دور الكيان الصهيوني، بالنسبة للولايات المتحدة سوى مقدمة أولية، لتفكيك الكيانات الوطنية. فقد تلازم الدور الصهيوني، مع تسعير للنزعات العرقية، في شمال العراق وجنوب السودان. وليس خفيا على أحد الدور الأمريكي في تسعير تلك النزعات. وتعدى الأمر ذلك، في مراحل لاحقة، بتحفيز نزعات انفصالية، عرقية ودينية لفئات شكلت لآلف السنين ركنا أساسيا من النسيج الوطني، كما هو الحال مع الأمازيغية في بلدان المغرب العربي. وجرى العمل، على بعث هويات اندثرت منذ زمن طويل كالفينيقية والآشورية.. وكل ذلك يصب في مخطط تفتيت الوطن العربي، إلى ما هو أقل من الكيانات المجهرية...كانت هزيمة الخامس من حزيران عام 1967م، محطة رئيسية في محطات إخضاع الأمة، وإضعاف مقاوماتها تجاه الاحتلال والتغريب. وتبع ذلك، الانتقال في النظرة للصراع مع الصهاينة، من صراع الوجود إلى صراع الحدود. وتكشف خلالها غياب النظام العربي، وتخلخل ثوابته القومية. وكانت العلاقات بين الحكومات العربية في حينه، تقوم وفقا لتعبير المفكر العربي، عبدالإله بلقزيز على غش متبادل... لا شك أن احتلال العراق عام 2003م، وتنفيذ عملية سياسية فيه على أساس القسمة بين الطوائف والأقليات القومية، قد شكل نقطة انطلاق رئيسية نحو تنفيذ مخطط التفتيت. وتلازم ذلك باستقلال جنوب السودان لاحقا، وبقيام حركة تمرد في دارفور... ما المحطة الأبرز، والأخطر في مشروع التفتيت، فقد جاءت بعد ما عرف بالربيع العربي. وكانت نتائجه كارثية بكل المقاييس. فلم يحدث مطلقا في التاريخ العربي المعاصر، أن شهد الوطن العربي، ستة حروب أهلية في آن معا، كما هو الحال الآن...هناك حروب أهلية مريرة تشتعل في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال، فضلا عن عمليات إرهاب شرسة، في مصر وتونس والجزائر. ولا يكاد يسلم منها بلد عربي واحد...لقد انتقلت ثورات الحرية والكرامة، التي دشنت بالثورة التونسية، إلى حركات تطرف مسلحة، تقتل على الهوية. وغابت وسط اشتعال النيران، شعارات الثورة والحرية. وحل محلها التفجير والتكفير. وبدلا من الدولة المدنية التي جرى التبشير بها، برزت داعش، ودولتها الإسلامية المتخيلة، ليكتمل مشروع التفتيت الذي بدأه أيزنهاور بمشروعه ملء الفراغ...بداية ربيع حقيقي، تطل من بلاد النهرين، ترفع شعارات العروبة، وترفض تقسيم العراق إلى حصص بين الطوائف، وتعيد لهذا البلد العريق حضوره التاريخي.. فلعل هذا الحراك، الذي انطلق في القلب من جنوبه، ومن بين نخيله، يشكل انعطافة جديدة نحو وأد مشاريع التفتيت، من ملء الفراغ، إلى دولة داعش الإسلامية.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حوار عن العروبة وفصلها عن الإسلام!!!!
بقلم: سميع حسن

تهجير السوريين من أرضهم: لماذا؟ وكيف يعالج؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. يوسف مكي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//