جرى مع أصدقائنا حوار وكان موضوعه ((العروبة والإسلام)) . ودار الحوار على تسعة اجزاء ..
الجزء الأول
قال: هناك آراء تقول: ضرورة فصل العروبة عن الإسلام!!!
قلت: ولماذا؟!
قال: لأن العروبة قبل الإسلام وقبل المسيح وبالتالي لا منطق هنا بالربط بينهما!!!!
قلت: أنت كمسلم ألا تؤمن بالقرآن؟.
قال: نعم.
قلت: ألم يقل الله تعالى في كتابه حكاية عن نوح (ع):{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ .....إلى قوله:.... وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}72يونس....
وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام : { مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ} 78الحج....وقال تعالى عن يعقوب وبنيه : {إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}133البقرة.....وقال تعالى عن يوسف الصديق: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}يوسف 101.....وقال عن فرعـون حين أدركه الغرق : {قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}90يونس....وقال تعالى عن سليمان حين أرسل الكتاب إلى بلقيس : { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 0 أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} 30-31النمل.....  . الإسلام هو مجموع مكارم الأخلاق التي أرسل الله الأنبياء ليتمموها .....الإسلام هو عبادة الله الواحد الأحد والإيمان برسله ولا نفرق بين رسله....وكل أمة لها نبيها، لها رسولها، لها إمامها، فهي لا تخرج أبدا عن دائرة الإسلام ....فالإسلام من السلام وهو إسم من أسماء الله الحسنى .....وكما في الحديث: ((المسلم من سلم الناس من لسانه ويده))...ولذلك لا يمكن أبدا أن نقول الإسلام هو حكرا على نبينا رسول الله (ص) بل هو غاية كل الأنبياء كما رأينا من سياق الآيات الكريمة......وعلى هذا لا يمكن أبدا الادعاء أن العروبة قبل الإسلام .....
قال مقاطعا: وماذا تقصد بالعروبة؟
قلت: ما قصده الله في كتابه: ((إنا أنزلناه قرآنا عربيا)) ... ما قصده الرسول(ص): ((أحب العرب لثلاث لأنني عربي ولأن القرآن عربي ولأن كلام أهل الجنة عربي)) ... وما قصده الإمام الصادق (ع): العربية ليست بأب وجد بل هي لسان ناطق بالحق....فالعروبة هي لسان حق لا لسان الأعراب الذين يكذبون بلسانهم وقلوبهم.....ما رأيك بسلمان الفارسي هل كان عربيا ؟
قال: كلا كان فارسيا؟.
قلت: ومحمد ألم يكن عربيا؟.
قال: هو فخرها وسيدها...
قلت: قال الرسول (ص): ((سلمان منا أهل البيت)) كيف هو من بيت رسول الله العربي وسلمان من بلاد فارس...
قال: قصد الرسول أنه منه لأنه يتكلم بالحق وآمن بالحق ورسوله....
قلت: ألا ترى كيف أجبت بنفسك عن معنى العروبة التي يحبها رسول الله...
قال: هذه حجة رائعة ودامغة..........  ..... لكن أريد حجة أخرى ....
......................
نتابع في الجزء  الثاني
قال: أريد حجة ثانية تدل على أن هناك ترابط بين العروبة والإسلام؟
قلت: ما رأيك بحديث الرسول الذي ذكرناه في الجزء الأول..((أحبّ العرب لثلاث لأنني عربي ولأن القرآن عربي، ولأن كلام أهل الجنة عربي)) .
قال: حديث صحيح ...
قلت: وهل لأهل الجنة لسان كلساننا ولغة كلغتنا؟.
قال: لا أعرف...
قلت له: حسنا.. سنضع الافتراضين....أولها: أن لهم لسان كلساننا....أليس في الجنة آدم والأنبياء والأولياء ومن فاز بإيمانهم واتباعهم كلهم؟!
قال: نعم...
قلت: إذا لسانهم عربي وهذا تأكيد أن العروبة لم تفارق الأنبياء وأتباعهم...
قال: وما الافتراض الثاني؟
قلت: أن لسان أهل الجنة ليس كلساننا من لحم ودم ....وهنا المقصود لغة أهل الحق وهو الرأي الذي أميل إليه أي أنهم أهل حق... وأهل العروبة هم أهل الحق .... وبالتالي لا يمكن فصل الإسلام عنها....لأن جوهر إيمان الأنبياء ودعاؤهم أنهم مسلمون....إذا ثبت أنهم عروبيون وثبت وأنهم كانوا مسلمون لله وبعثوا ليتمموا مكارم الأخلاق كما في حديث موسى(ع): جئت لأتمم مكارم الأخلاق....وحديث المسيح (ع): ما جئت لأنقض ناموس النبيين بل جئت لأتمم مكارم الأخلاق....وقول الرسول (ص): إنما بُعِثتُ لأُتمّم مكارم الأخلاق.وبهذا ثبت أنه لا يمكن فصل العروبة عن الإسلام أو فصل الإسلام عن العروبة....
قال: حجة منطقية ودامغة...فما هي الحجة الثالثة؟.
.......................
نتابع في الجزء الثالث
قال: وماهي الحجة الثالثة؟! أن العروبة لا تنفصل عن الإسلام؟
قلت: انظر لقوله تعالى{وَ لَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ{ ...دقق فكرك في قول الله عز وجلّ:{ هو للذين آمنوا هدى وشفاءا} والذين آمنوا بالقرآن العربي (العروبي ) هو كل من آمن بالرسول ولا يصح أن تؤمن بالقرآن أنه كتاب الله دون الإيمان بالرسول العروبي فضلا الإيمان بكل الأنبياء أيضا....ولذلك كانت العروبة هنا لسان الحق والصدق فكل مؤمن عروبي وكل عروبي هو مؤمن.....
قال مقاطعا لنا: ألم يكن أبو لهب عم الرسول كافرا عروبيا وعربيا؟! ...وكذلك الإخونجية والوهابية عروبيون ؟!
قلت: كلا كانوا أعرابا ولم يكونوا عروبيون لأنهم لم يدافعوا عن الحق وينصروا رسول الله....لذلك وصفهم الله بالأعراب تمييزا عن العروبيين .....كما قال تعالى:{قالَتِ الأْعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا{..لاحظ قول الرسول ((أحبّ العرب لثلاث لأني عربي ولأن القرآن عربي ولأن كلام الجنة عربي)) ..لو كان المقصد بالعربية هنا مجرد لغة فقط كما يدعون فهل يُعقل أن يحبّ رسول الله الأعراب الذين ذمّهم رسول الله؟. وفي هذا دليلا ثالثا على أنه لا فصل بين العروبة والإسلام.....لأن العروبة لسان حق وصدق وإيمان....ولسان الأعراب لسان باطل وكذب ونفاق....لسان العروبة لسان مقاومة ولسان الأعراب لسان مساومة.....
قال: آتنا بدليل على أن العروبة لسان مقاومة والأعراب لسان مساومة؟.
قلت: [لقد اجتمعت قريش إلى أبي طالب فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك يعبد إلها واحدا ونحن نعبد آلهة وهو يسفه رأينا فإن كان الذي يحمله على ذلك الفقر، جمعنا له مالاً حتى يكون أغنى رجل في قريش و نملكه علينا....فأخبر أبو طالب رسول الله (ص) فقال الرسول (ص): يا عم والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا القول حتى أنفذه أو أقتل دونه. فقال له أبو طالب امض لأمرك فو الله لا أخذلك أبدا[....ألا ترى روح المقاومة لدى الرسول (ص) وأتباعه وكيف كانت روح المساومة لدى الأعراب المنافقين....
قال: أعطنا دليلا رابعا من باب السياسة والتاريخ ورجال المقاومة المجاهدين؟.
.......................

نتابع في الجزء الرابع
قال: أعطنا دليلا رابعا من باب السياسة والتاريخ والحديث من ومشايخ ورجال المقاومة العروبيين؟...لكي تكون الأمور متكاملة أن العروبة والإسلام مترابطان كترابط الروح والجسد؟....
قلت: انظر لقول العالم الباكستاني "محمد أحمد مظهر" الذي قال: ((إن اللغة العربية أقدم لغات العالم على الإطلاق)) ...وهو باكستاني لم يكن مدفوعا بدوافع ضيقة طالما ليست العربية لغته القومية ولكنه أرسل مقولته هذه إرسال المسلّمات طبعا لم يقدم البرهان والإثبات على ذلك...وكذلك الفيلسوف زكي الأرسوزي يقول:((إن العربية ذات جذور في الأصوات والصور الطبيعية مثل((نية ، ونواة، وذُكاء وذَكاء....))ويرى هذا الفيلسوف أن كل كلمة لا يمكن إرجاعها إلى صورة صوتية مقتبسة عن الطبيعة وفي إطار الصناعات اللغوية لهي كلمة دخيلة على العربية)). ..انظر لقول الصادق عليه السلام:((تكلموا العربية فإنها كلام الله الذي تكلم به خلقه)) . ...وقال أيضا(ع) :  ((أُعطيَ سليمان بن داوود مع علمه معرفة النطق بكل لسان ونطق الطير والبهائم، وكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية، وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية، وإذا خلا إلى أهل بيته تكلم بالسريانية والنبطية، وإذا جلس للوفود والخصماء تكلم بالعبرانية، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلّم بالعربية)). ...وما رواه أبو ذر الغفاري قال: قلت يارسول الله أي كتاب أنزله الله على آدم قال(ص): كتاب المعجم "أ ، ب ، ت ، ث ، ....الخ ... وقد تكلم آدم سبعمائة لغة أفضلها العربية، ثم ورث علم الحرف من بعده شيث وهو الذي بنى الكعبة، وبعده ورث علم الحرف آنوش ثم قينان ثم مهلائيل ثم يازد ثم إدريس وإليه انتهت الرئاسة في علم الحرف)) ... وفي حديث آخر قال(ص) : (( إن الحروف كان إنزالها على آدم في أول ليلة من ليالي رمضان وأمره الله أن يكتبها بالقلم فأخذ من جلود الضأن ودبغها حتى ابيضت وكتب فيها الثمانية وعشرين حرفاً، وقيل تسعة وعشرين حرفاً، وهي أصل الصحف والزبور والتوراة والإنجيل والقرآن)). ... ولذلك نقول أن العربية هي وقفية وهي لغة حية و متجددة تنتمي لأصول ثابتة... ومن هنا نفهم الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم.....
قال: ما الدليل أن العربية متعلقة بالسماء؟...
قلت: إن الحروف الهجائية ثمانية وعشرين وكانت معها اللام ألف أي تصبح 29 حرفا.... وقد أزالوا حديثا اللام ألف من المناهج لكنها موجودة سابقا على مر الزمن.....
قال: وماعلاقتها؟.
قلت: لأن عدد الحروف العربية طابقت الأيام الشمسية والقمرية ...... لذلك تجدها مترابطة تماما مع السماء .....وهي مترابطة مع كل الأنبياء ...ومتجذرة في كل الأديان.....لذلك لا يمكن أن تكون العروبة إلا جلاء للحق ومن مع العروبة مع الحق إن كان يهوديا أو مسيحيا أو مسلما......وأنا أسألك سؤلا ألا يقال أن من أسماء سوريا الشمس ؟.
قال: نعم...
قلت: ونحن أبناؤها...... ولذلك نجد أن العروبة وسوريا وكل من يؤمن بالحق مسلما مسيحيا مهما كان دينه فإنه من هذه العروبة النقية من أبناء الشمس والقمر .....
قال: هذا رائع نتمنى الزيادة.....
..................................
نتابع في الجزء  الخامس
قال: لقد أثبت بشكل رائع ترابط العروبة مع السماء، ومع أهل الجنة، ومع الأنبياء، وكأنّ العروبة هي لكلّ مؤمن بالله وبالوطن بل من هو صادق ومؤمن ومقاوم ....
قلت: صدقت ....هي لكل من يحمل مكارم الأخلاق التي جاءت بها الأنبياء.......انظر للمجاهد المقاوم الشيخ صالح العلي الذي هو مرجع لنا كطائفة في الدين ومرجع لنا كنبراس الهدى في المقاومة ....يقول ثلاثة أبيات وهي مكتوبة على ضريحه:
1- صونوا البلاد من الدخيل وشيدوا ....صرح العروبة شامخ البنيان/
2- ومن الكرامة أن تصونوا مجـــدها....من كيد كل منافق ملســان/
3- فلأنتم جنـــــــــــدُ الإلهِ وحزبُــــهُ.... وعدوُّكُم من عنصرِ الشيطان/
أيها الصديق بالله عليك أﻻ يؤكد كل مقالاتنا السابقة بقوله هذا؟...
قال: كيف؟.
قلت:
1-  علينا أن نصون البلاد من الأجنبي والأعراب المنافقين.. لكي نحمي صرح العروبة، ونحمي وطننا ومجده وعزته، ﻷنّ العروبة ﻻ تكون أبدا متصلة بالسماء والنقاء إﻻ بالمقاومة واﻹيمان بالله والوطن....ولذلك عبّر عن "صرح العروبة" بكل ما تعني العروبة بحديث رسول الله (ص) حول العروبة.....وماعنيها من صلتها بالسماء والأنبياء والحق....2-  يوصينا أن نحميها من المستعربين ﻷنه كان يعلم كما نعلم الآن أن هناك أعراب منافقون هم أسوأ من الأجنبي .... 3-لاحظ كيف عبّر أن العروبي هو من جند الإله مهما كانت طائفته ومذهبه......أما الأعراب المنافقون فهم من عناصر الشيطان وهم أدوات الشيطان وهم بلاء الأمة من عهد آدم حتى عصرنا.... وكما تعلم يقول في موضع آخر:
1- تريدون باسم الدين تفريق أمة ....تسامى بنوها فوق دين ومذهب/
2- تعيش بدين الحب قولا ونيــــةً..... وتدفع عن أوطانها كلّ أجنبـــــي/
3- وما شرع عيسى غير شرع محمد... وما الوطن الغالي سوى الأم والأب/

هل لا حظت كيف عبر عن صرح العروبة أن العروبة هي روح شريعة عيسى ومحمد .....لأن الوطن هو لكل أبنائه وهو كالأب والأم ..... ومن عقّ أبويه بأن يمد للأجنبي يده كي يحتل بلده ألا يخرج عن كل الشرائع فضلا عن خروجه عن صراط العروبة....
قال: صدقت .... أعطني مقاوما آخر عروبي....
قلت: أعطيك مقاوما عروبيا خالدا، ما زال في الذاكرة هو القائد الخالد حافظ الأسد والذي حارب الأعراب المتأسلمين حيث قال في أحد خطبه ينبه على خطر المتأسلمين أيام أرهاب المتأسلمين الإخونجية وهم وهم داعميهم وأدواتهم من أجنبي وأعراب: ((برئ من الاسلام كل من يقتل باسم الاسلام ....برئ من الإسلام كل من يمدّ يده للأجنبي..))  ويقول القائد الخالد أيضا: ((لن تكون أرض العرب إﻻ للعرب)) ......وهو بذلك يؤكد أن الأعراب بريئون من الاسلام ومن العروبة ولن تكون هذه الأرض إلا لأهلها الشرفاء أهلها المدافعين عنها المؤمنون بالله والوطن....لأن العروبة هي روح الاسلام وروح المسيحية وروح كل وطني ومؤمن بالله ورسله ووطنه وﻻ يتحالف العروبي أبدا مع الأجنبي ضد بلاده.....
قال: لقد أغنيتنا بحججك الرائعة دون تعقيد، وما تقوله ﻻ يمكن لعاقل إﻻ أن يفتخر بعروبته مهما كانت لغته وقوميته وجنسيته....لكن لي سؤال هنا: هل يصح أن نقول أن مانديلا و شافيز وكذلك الخميني وجمال عبد الناصر وهواري أبو مدين رئيس الجزائر كانوا عروبيين....... وهل الأعراب من آل سعود وأعراب الخليج والإخوان المسلمون وتنظيم القاعدة ومن لف لفيفها كداعش وغيرها أعراب ؟
.............................

نتابع في الجزء السادس  

 ونقول: إن سوريا ومصر هما جناحا الأمة ﻻ تستقيم صراط الأمة إﻻ بسﻻمة الجناحين عروبة ووطنا.....

قال: هل يصح أن نقول أن مانديلا و شافيز وكذلك الخميني وجمال عبد الناصر وهواري أبو مدين رئيس الجزائر كانوا عروبيين....وهل الأعراب من آل سعود وأعراب الخليج والإخوان المسلمون وتنظيم القاعدة ومن لف لفيفها كداعش وغيرها أعراب ؟

 قلت: كل من يقف مع الحق ومع الأنبياء ومع المقاومة الشريفة هو على مسار العروبة....وكل من يناقض هذا فهو لا علاقة له بالعروبة ولا بالدين الحق فهو إما من العلوج أو الأعراب الذين ذمهم القرآن....

قال: أتمنى أن توضح ذلك بالتفصيل....

قلت: ألم تستمع أو تقرأ ما قاله الرئيس العروبي المفدى بشار الأسد في لقائه مع رجال الدين تاريخ 23 نيسان 2014؟

 قال: استمعت إليه لكني لم أفهم كيف حدد العروبة وعلاقتها بالاسلام؟.

قلت: لقد أعطى شرحا وافيا وكافيا لكل ذي عينين ...قال الرئيس بشار الأسد حفظه الله بالحرف: (( القرآن حافظ على العروبة بحد ذاتها كمفهوم، ولا يجوز أن نختصر القرآن بحفاظه على اللغة العربية وكأنه مجرد كتاب لغة عربية. هو أكبر من ذلك بكثير((...وقال أيضا))وقد شبه الترابط بين العروبة والإسلام الرئيس حافظ الأسد في يوم من الأيام، هي الروح والجسد، فنحن لا نرى الروح والجسد من دون روح هو جسد ميت. فإذاً لا يمكن الفصل بين فكرة العروبة وفكرة الإسلام)). ...وقال أيضا: ((عندما نتحدث عن العروبة لا نتحدث عن العرق. العرق هو آخر شيء نفكر فيه في منطقة مثل منطقتنا المتنوعة. نحن نتحدث عن العروبة بالمعنى الإنساني والحضاري. فهذه القاعة ربما تحوي العربي والتركماني والشركسي والكردي. نحن نتحدث عن العروبة بالمعنى الإنساني والحضاري))...وقال أيضا: ((جزء من الأزمة التي نعيشها في سورية هي أزمة صراع هوية، فيها عدة جوانب. الجانب الأول هو الصراع بين الإسلام والعروبة بدلاً من التآخي والتوافق والتكامل والتمازج والاندماج. كان هناك حالة صراع بين الإسلام والعروبة. حالة مفتعلة خلقت صراع هوية وأصبح هذا الشخص لا يعرف إن كان مسلماً أم عربياً أم غربياً ينتمي إلى الغرب كلياً((.....هل لاحظت كيف شرح ووصف أن أحد أخطر الأزمة كانت محاولات الفصل بين العروبة والإسلام .....وهذا ما كان الغرب يسعى إليه.....

قال: فعلا لقد كان السيد الرئيس العروبي حقا قد وضع النقاط على الحروف تماما.....

قلت: لذلك بمجرد أن تفصل العروبة عن الإسلام يعني صار الإسلام مجرد غطاء سياسي لخدمة الأجنبي كحال القاعدة وداعش والإخوان المسلمين....

قال: كيف؟.

قلت: انظر إلى أفعالها ونشأتها تجد كل صراعاتها هي مع المسلمين والعرب .... ولكن هل وجدت لهم سهما واحدا في الحرب على إسرائيل.....وهنا يمكنك تمييز العروبي عن الأعراب الذين ذمهم الله....

قال: ربما يكونون تحت سيطرة الاستخبارات وينتظرون الفرصة ليعلنوا ولاءهم للعروبة....

قلت: كلا بل هم معجونون على خيانة العروبة والإسلام .... انظر إلى الرئيس المخلوع محمد مرسي كيف خاطب بيريز الإسرائيلي (صديقه الحميم) هل تظن أن هذه الحميمية ظهرت فجأة....كلا إنهم دائما مثله مثل القاعدة والوهابية على تنسيق دائم مع أعداء العروبة.....سأعطيك مثالا مناقضا عن شيخ عروبي في عهد الاحتلال الفرنسي....هو الشيخ العلامة عيد الصالح آل بشمان ...جاء إليه الفرنسيون وقالوا سنجعلك قاضيا إسلاميا ووووو وعرضوا عليه أموال فقط كي يستميلوه إليهم ويؤيد احتلالهم أي كان تحت سلطة المحتل....قال الشيخ العروبي العلامة عيد الصالح ردا عليهم:

1- أمِنْ دولةٍ ضاق الحمى بذئابها ...... إلى دولةٍ تَلْطي الأفاعي ببابها

 2- ولكننا من مســلميـن تمسّكوا ...... بدولة طوبى آلها وصحابـــــــها

بالله عليك ألا ترى كيف منعت عروبته المرتبطة بإسلامه أن يمد يده للأجنبي رغم قوة وبطش الأجنبي ورغم أنه تحت سلطته ومع ذلك فإن عروبة الشيخ رفضت كل الإغراءات فأين الذين مدوا يديهم للأجنبي والذي طلب من إسرائيل وأمريكا أن تقصف سوريا وتحتلها كالقرضاوي وأمثاله فقط لينالوا مكاسب على حساب الأوطان والإسلام والعروبة.....هكذا يظهر الفرق ناصعا وجليا بين العروبة والأعراب......... وخذ مثال آخر عن عروبي مسيحي هو فارس خوري،  أبلغه الجنرال غورو: أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية مسيحيي الشرق، فما كان من فارس الخوري إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدّعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله .......هكذا تكون العروبة ....هكذا تعرف أهل العروبة ....فهل عرفت أن العروبة هي متلازمة مع أصحاب الحق والأديان والمقاومة ومكارم الأخلاق....قال: لقد أثلجت صدري بشرحك وأدلتك الدامغة .....

....................................

نتابع في الجزء السابع

 قال : خطر ببالي سؤال ...

قلت: ما هو؟!

قال: لقد تبين أنه من المستحيل فصل العروبة عن الدين أو الدين عن العروبة فكلاهما كروح وجسد... لكن لماذا استطاع الغرب التحرر من الدين ولم يتحرر الشرق من الدين؟....

قلت: يا صديقي لو نظرت إلى الشرائع الثلاثة الموسوية والمسيحية والإسلام ودققت في ميلاد كل نبي لوجدت أنهم ولدوا في هذه المنطقة العربية ولم يخرجوا ببدنهم منها....أي أن هذه الشرائع والتي حقيقتها توحيد الله ومكارم الأخلاق هي ولدت وانبثقت من داخل المنطقة العربية .... وهؤلاء الأنبياء وكما مرّ سابقا هم عروبيون من حيث الجلاء والبيان والصدق والحضارة وتوحيد الله لأن كلامهم في الجنة عربي.....وهؤلاء الأنبياء بمبادئهم وشرائعهم انبثقوا وبُعثوا من قلب تاريخنا وتاريخ منطقتنا.... أي أنها انبثقت جسدا وروحا من داخل هذه الأمة والمنطقة... فجاءت هذه الشرائع للأنبياء موسى وعيسى ومحمد لتؤكد على مسار العروبة تماما وتجديدها....ولذلك هي صارت جزء من روحنا وكياننا .... جزء من دمنا وغذائنا.....فهل رأيت أحدا ينفصل عن ذاته .... وكما قال القائد الخالد حافظ الأسد: وطننا هو ذاتنا.... وقال الشيخ المجاهد صالح العلي: وما الوطن الغالي سوى الأم والأب....لأن الوطن الذي بُعث فيه الأنبياء مازجت قدسيته شرائع السماء ..... ولذلك كان الدين والعروبة والوطن هو ذاتنا وكياننا روحا.... ولذلك لا يمكن فصل كيانك عن ذاتك.... ولا يمكن فصل العروبة عن الإسلام .... ولا الإسلام عن الدولة....وكما تعلم أن رسولنا محمد (ص) بارك شامنا كما بارك يمننا .....أما الغرب الأجنبي فالأديان الثلاثة جاءه بالتبشير أي جاءه كضيف .... وكما تعلم أن الضيف مهما كان عزيزا عليك فإنك تستطيع التخلي عنه بسهولة... ولهذا فإن الغرب يمكنهم بكل سهولة فصل الدين عن الدولة ....قال: حجة منطقية وعقلانية....ولكن هل تتساوى البلاد العربية بنفس المعيار والمقياس العروبي؟.

قلت: لقد قال الرسول (ص): ((اللهم بارك لنا في شامنا، و بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، فقال: اللهم بارك لنا في شامنا و بارك لنا في يمننا، قالوا: و في نجدنا، قال: هناك الزلازل والفتن و بها يطلع قرن الشيطان)) فإذا حاولنا معرفة من سيطر على نجد والحجاز تجدهم العثمانيين ومن بعدهم الوهابيين .... وهؤلاء حاولوا تدمير كل مقومات العروبة وضرب الإسلام ... وحاولوا فصل العروبة عن الإسلام ...ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون....وطبعا لا تعميم بالمطلق ولا تخصيص بالمطلق.....فالعثمانيون كالإخوان المسلمين .... والوهابية كتنظيمات الكفر والضلال وأتباعها ....هما سبب تخلف الأمة ....هما سبب تمكن الأعداء من الأوطان العربية....وما كانت إسرائيل لتقوم لولا وجود هذين الشيطانين الإخونجية والوهابية...انظر لكل أفعالهم الإرهابية ما علاقة الإسلام بهذا؟ ....ما علاقة العروبة بهذا؟...ما علاقة صراط الأنبياء بهذا؟...انظر إلى من يمولهم ومن يدعمهم ستجد أنهم أنفسهم أعداء العروبة والإسلام.....وأذكرك بتصريح لمارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا: في عام 1991: ((لقد كان أمام الغرب عدوان اثنان: أحدهماالشيوعية والثاني الإسلام))....فهل علمت كيف أنشأوا هذه التنظيمات التكفيرية إن الشياطين تخطط منذ زمن بعيد ضد الإسلام والعروبة.....ولكن الله يأبى إلا نصرة أهل العروبة والحق... أهل الحضارة المتجددة....أهل الشام التي باركتها الأنبياء....ولذلك كل رجل دين أو سياسي أو أي شخص من منطقتنا استدعى الأجنبي لاحتلال بلاده أو طالب الأجنبي ليحتل بلاده أو تضرب بلاده فاعلم هو من جنود الشياطن هو من الأعراب المنافقين ....ومهما لبسوا لباسا إسلاميا فالإسلام والعروبة منهم براء......
...................................
 نتابع  في الجزء الثامن
 قال: حبذا لو تعطينا فكرة عن بعض الأنبياء وأين دفنوا وكيف كانت صلتهم بالعروبة؟.
قلت: إن من يبحث عن الأنبياء المذكورين في الكتب المقدسة يجد أنهم دفنوا في الأرض العربية ابتداءا من آدم إلى هابيل إلى نوح إلى سام إلى إبراهيم إلى إسحاق إلى يعقوب إلى يونس إلى موسى إلى داؤود إلى سليمان إلى عيسى إلى آخر الأنبياء عليهم السلام....
فمثلا تذكر المصادر التاريخية: 1-أن سام بن نوح مدفون في مدينة نوى التابعة لمحافظة درعا....2- وأن نوح دفن في قرية الكرك ....
3-هابيل دفن في سوريا.....4-قوم شداد بن عاد الذي ذكر عنه أنه هو الذي بنى مدينة عدن في اليمن...5-وثمود قوم النبي صالح الذين كان موقعهم حسب المصادر التاريخية والروايات بين أرض الحجاز والشام ...6-وقوم مدين ونبيهم شعيب وأصحاب الرس كانوا في أرض حضر موت ...كل ذلك أكبر دليل على قدم العروبة والعربية وإلى الأبد.....ألا يدل قدم الأرض العربية على قدم العربية؟!وقال الإمام الصادق (ع): ((خمسة أنبياء من العرب إسماعيل وهود وصالح وشعيب ومحمد عليهم السلام)) . ولذلك فإن العربي في عصرنا يمكنه العودة إلى تراث اللغة العربية البائدة لما قبل الإسلام ومعرفته بيسر وسهولة وخير دليل على ذلك الأدب المسمى بالأدب الجاهلي....وقد جاء في المصادر التاريخية: أن الأرض العربية تتحدث عن المهد الأول الذي نشأت فيه أقدم الحضارات العالمية أي مرحلة التكوين والتشكيل الحضاري والسياسي....ومن خلال الحضارة العربية تأثرت كل الحضارات البشرية في جميع أنحاء العالم.....ولذلك قال أغلب المؤرخون أن الموطن الأول للشعب العربي كان سوريا وهي عربية.....والذي أكده الباحث الأمريكي "كلاي"...وهناك من قال: أن بلاد الرافدين هي المهد الأول للشعب العربي ويؤيد هذا الرأي الباحث الإيطالي "أخباتسيو جويدي"...إذا هذه المصادر تؤكد أن الأرض العربية هي المهد الأول للشعب العربي دون سواها.....ولقد حاول اليهود حرف تاريخ سيدنا إبراهيم (ع) وهي محاولة لإيجاد تاريخ خاص بهم ولكن محرف التوراة نسي أن إبراهيم الخليل كلداني من أور، وغاب عنهم أن الكلدانيين عرب، وأنّ ذِكْـرَ النبي إبراهيم كان كما يذكره القرآن عربيا صرفاً....فهو حنيف مسلمٌ ....والحنيفية دين العرب من عهد إبراهيم الخليل إلى ظهور الإسلام .وكذلك النبي يعقوب وأبناؤه هم أبناء يعقوب الوارد ذكرهم في القرآن الكريم، وهم من أصول عربية، لا شك فيها (لأن النبي يعقوب لُقّب بالإسرائيلي) أولئك هم الذين يثني عليهم دون غيرهم ...والنبي يوسف وقصته الكاملة في القرآن ودوره في بناء مصر وعمله الدؤوب الصادق لمصلحة الشعب العربي المصري بكل فئاته دون تمييز....وهكذ تتوالى القصص حتى مبعث موسى النبي فأخذ يدعو الناس إلى التوحيد والإيمان برب العالمين لا كما يدعي بعضهم: أنه جاء لتكوين جنسية خاصة ويميزها عن غيرها....لأنه كما هو معلوم أن السحرة هم أول من آمن برسالته والسحرة هم عرب مصريون، وكل الذين اتبعوه مصريون، وحتى موسى كان من أصول عربية .....وتتابع الأمور و يُبعثُ المسيح نبيا من أصول عربية، لغته السريانية المتطورة عن الآرامية... والآرامية هي لغة العرب تلك اللغة التي كانت لغة التجارة العالمية ....خلال هذه المرحلة تعرضت المنطقة لغزوات واستعمار اليونان الذين سيطروا على المنطقة العربية قبل الميلاد لأكثر من ثلاثة قرون.....وكان قبلهم البابليون والآشوريون ثم تلاهم اليونان الرومان، الذين استمروا حتى الفتح العربي..........
قال: من أين أتيت بهذه المعلومات الهامة والرائعة في هذا الجزء؟!
قلت: من كتاب تاريخ بلاد الشام القديم المجلد الأول لــ أحمد علي إسماعيل علي ماجستير تاريخ رحمة الله عليه عدد صفحات المجلد الأول 609 صفحات ...وهو من حينا وكنت على معرفة وثيقة به ....وقد أهداني إياه قبل وفاته وهو من روائع الكتب التاريخية عن تاريخ بلاد الشام القديم...(أرفق لكم صورة الكتاب)...
قال: لقد أثلجت صدري وأثبت أن الأنبياء كانوا عروبيين ....
قلت: نعم كانوا عروبيين ولذلك من المستحيل الفصل بين الإسلام والعروبة.....طبعا على اعتبار أن الأنبياء كلهم مسلمون حنفاء.....بل هم من أسس الحضارات تأسيسا علميا وروحيا مدعوما بقوانين مكارم الأخلاق......
.................................

نتابع  في الجزء التاسع
قال: لماذا لم يكن هذا المفهوم في مبادئنا وأدبيات حزبنا؟..
قلت: لقد كانت العروبة في جوهر وأدبيات حزب البعث العربي الإشتراكي....
قال: كيف؟.
قلت: اقرأ نشيد البعث.... في المقطع الأول من البيت الأول: ((ياشباب العرب هيّا)) ، وفي المقطع الثاني من البيت الأخير: ((عاش شباب العربي)) ..... فهو بهذا يخاطب العربي العروبي المؤمن ....بهويته وتاريخه... العروبي المقاوم للظلم والظلم والجهل والظلام.... العروبي هو العربي لسانا وقلبا وروحا....العروبي الذي كان يقارع الاستعمار والأنظمة الرجعية..... انظر إلى قول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: ((سوريا هي قلب العروبة النابض))... لقد كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مدركا تماما أن العروبة هي متصلة بكل جواهر الأديان ومتصلة بالسماء.... وطالما أن سوريا هي قلب العروبة النابض فهو يعني بهذا:أن سوريا هي مهد الانسان الاول.....وهي مهد العروبة والإنسانية .... وهي مهد الأديان كما بينا ذلك في مقالاتنا السابقة..... وهي من علمت العالم الأبجدية الاولى...... وإذا كان المؤرخون أثبتوا أن سام بن نوح مدفون في مدينة نوى التابعة لمحافظة درعا....وهي مدينة سورية.....فهذا يثبت من التاريخ أن سام بن نوح وأبيه وإخوته كانوا في بلاد الشام جميعا.... وفي الأخص سوريا ...فقد تقاطع ما جاء في أحاديث النبي مع ما توصل إليه المؤرخون الغربيون أيضا بأن سوريا هي مهد الحضارة والعروبة ومكارم الأخلاق برسائل أنبيائها عليهم السلام.....وهذا ما توصل إليه الباحث أندريه بارو مدير متحف اللوفر السابق في باريس ورئيس بعثة التنقيب في مدينة ماري السورية: «إن على كل إنسان متمدن في العالم أن يقول: بأن لي وطنين, وطني الذي أعيش فيه, وسوريا"... فهم بهذا يدينون لسوريا مهد العروبة ومهد الحضارة ومهد الإنسانية ومهد الأبجدية الأولى....
قال: مالفرق بين السريانية لغة المسيح والعربية لغة محمد؟...

قلت: لقد أظهرت الدراسات حول اللغة الأكادية (السريانية) التي كانت اللغة العالمية والسائدة أن معظم التراكيب اللغوية والقواعد ومصادر الأفعال وجذورها وتصريف الأسماء والصفات فيها تشبه اللغة العربية الحالية, وكثير من الكلمات المستخدمة في اللغة العربية سواء الفصحى أو العامية موجود في الأكادية وهذا يؤكد الوحدة الحضارية وعروبة سكان هذه البلاد منذ أقدم العصور"والدليل أن السريانية والعربية لهجات للغة الواحدة فلو أردنا مثلاً أن نقول بالعربية الفصحى: ((الجملُ يرعى العشبَ))...نقولها بالسريانية: (( جملو روعي عسبو)).. كم تلاحظ أن هناك فرقين فقط بين العربية الفصحى وبين شقيقتها السريانية: الأول: أن العربية الفصحى معربة أي تخضع لقواعد النحو والصرف فالفاعل يحرَّك بالضم والمفعول به منصوب وهكذا..., بينما السريانية لا تخضع للإعراب والنحو ...فدعيت بالعجمية أي غير معربة, ولهذا نقول عن أسماء عربية قديمة كابراهيم واسماعيل ودمشق بأنها ممنوعة من الصرف لأنها في الحقيقة لا تخضع للنحو ... وهذا لا يعني أنها ليست عربية كما صار متداولاً اليوم نتيجة جهلنا بلغتنا القديمة. ...والفرق الثاني هو أن الأبجدية السريانية تتألف من "أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت", والعربية الفصحى تضيف ستة أصوات إضافية للأبجدية السريانية هي "ثخذ وضظغ", لهذا سميت بالفصحى لأنها تفصح عن أصوات حلقية صعبة النطق.....

قال: هذا رائع جدا ولكن بالنسبة للمعلومات التي أوردتها عن الفرق بين السريانية والعربية من أين مصدرها....

قلت: هي من مقالات الدكتور الباحث أحمد داوود... وقد أوجد الدليل والبرهان أن العربية هي اللغة الفصحى وما كان من لغات حولها هي لهجات لا تخضع لقواعد وتغيرت كثيرا مع الزمن لكن قرآننا حافظ على اللغة العربية .....