بقلم: نارام سرجون
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 25-11-2024 - 160 لاشك أن أصعب شيء في التاريخ هو الدخول في التاريخ .. ولاشك أن أسهل شيء في التاريخ هو الخروج منه .. وهذا هو ديدن الوجود الانساني .. فالبشر يتصارعون من أجل البقاء في التاريخ .. أمم تدفع أمما لاخراجها من التاريخ وشطبها من ذاكرته .. فيما أمم تقاتل كي لاتخرج من التاريخ .. وماذا لو لم يأت السنوار؟ .. ولم يكن حزب الله الان ؟؟ كيف سيكون شكل العرب والشرق؟؟ هناك أقلام وحناجر تستميت لتصوير مايفعله حزب الله انتحارا واختيارا خاطئا للمعركة والحرب وأنه على نفسها جنت براقش .. وانه حسابات خاطئة ورطت الشعوب في المنطقة في لبنان وفلسطين .. وان صورة جندي اسرائيلي على سياج لبنان يعني هزيمة حزب الله .. هذه الاقلام وهذه الحناجر مدفوعة الاجر ومحمية بقوة من قبل المخابرات الاعلامية الغربية والعربية بحجة حرية التعبير والرأي الآخر .. فالاعلام الغربي والعربي هو اعلام مخابرات .. سيمتشق السيف لتدمير كل من ينتقد هذه الحناجر او يسائلها .. حتى قضائيا .. وهو نفسه الاعلام الغربي الذي فتك بمسيرة جوليان اسانج في حرية التعبير والتوثيق .. وهو نفسه الذي صمت عن قتل كل صحفي وكل متحدث اعلامي وكل قلم ينتقد الغرب وينتقد الخيانات العربية ويدعو الى المقاومة .. اما بقتله كليا في غارات مباشرة او بتسليط داعش والاخوان المسلمين والقوى الظلامية لتصفيته .. كما فعلت المخابرات الاردنية مع الكاتب ناهض حتر .. وكما تمت تصفية كثير من المتنورين والكتاب والاعلاميين المقاومين بحجة ان التيار الظلامي قتلهم فيما الحقيقة ان من قتلهم هو انهم على قائمة تصفيات غربية لقتل كل الاراء الثورية والحرة والمتنورة للسماح لموجة الجهل بالعبور دون سدود .. انها عملية استئصال للعقل والتفكير .. هي عملية استئصال للأصوات الحرة واستبدالها بأصوات عميلة مرتزقة .. تبث أخبارا كاذبة .. وتنشر آراء مشوهة وتدمر المناعة العقلية لدى الانسان .. وتدمر المنطق والبدهية .. والحس الفطري السليم .. فهناك من ينشر آراءه الشامتة ضد حزب الله ويلومه لأنه قاتل في سورية ولأنه يقاتل في فلسطين رغم ان من حق كل أمة وجماعة ان تدافع عن أمنها وجوارها الحيوي .. فالاميريكي والبريطاني والفرنسي يشن حربا على اي بقعة في العالم بحجة ان أمنه الوطني في ما وراء المحيطات مهدد .. أما حزب الله فلايجب ان يقاتل في سورية رغم ان داعش والقاعدة حطت رحالها في عرسال على عتبة بيت حزب الله وعلى بعد أمتار منه .. وأعلنت جهارا نهارا ان مشروعها دولة اسلامية تستأصل الروافض والكفار وستقدم رأس حزب الله ومحوره هدية للاميركييين .. وكان على حزب الله ان يقول لهم تفضلوا لجنوب لبنان والضاحية التي وصلت اليها طلائع الانتحاريين من القاعدة وداعش .. وكذلك كان على حزب الله ان ينتظر وصول الاسرائيليين اليه لا أن يبادر لايقافهم قبل ان يفكروا باجتياحه وهم الذين أقدموا على محاولتين سابقتين للاستيلاء على جنوب لبنان وفشلتا عام 2000 ثم عام 2006 .. وهاهي محاولتهم الثالثة .. ولايزال الاسرائيليون يدرّسون ابناءهم ان التوراة تعطيهم لبنان كملك لاسرائيل لانقاش فيه وان هذا الوعد يقترب .. ومع هذا يريد بعض المرتزقة العرب واللبنانيين ان يقولوا للبنانيين ان حزب الله اعتدى على اسرائيل .. وانه ورط نفسه وورط اللبنانيين ..
ونحن منذ ان عرفنا هذا الصراع مع الغرب في مطلع القرن العشرين كنا ضحايا افكارنا وآذاننا التي عرف الغرب انها نقطة ضعفنا ..
لا يوجد صور مرفقة
|