بقلم: الدكتور لؤي ديب
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 25-11-2024 - 164
ترامب فعلاً ليس مشغولاً بخوض حروب مستقبلية لكنه مشغول بشيء اهم هو وايلون ماسك ومجموعة من كبار رجال الاعمال في العالم يتمثل في : 1/ انقاذ امريكا من الانهيار الاقتصادي ونهاية سيادتها للعالم . صدمة ترامب للعالم ستكون من خلال : كيف : في الخامس عشر من أغسطس 1971م تلقى الاقتصاد الأمريكي والعالمي صدمة ” الرئيس نيكسون ” التي غيرت مسار الاقتصاد العالمي حتى يومنا هذا . ترامب تقريبا يقلد نيكسون في سياسته ولكنه هذه المرة سيربط الدولار بالذهب ولكنه ذهب رقمي ( البيتكوين ) لنوضح : 1/ تعاني الولايات المتحدة من نسبة دين إلى ناتج محلي إجمالي متزايدة منذ عقود. في عام 2008، استغرق الأمر 4 تريليون دولار من الائتمان لخفض هذه النسبة من 132% إلى 115% ، وللحفاظ على نسبة دين 70% من الناتج المحلي ستحتاج امريكا لطباعة 10 تريليون دولار بدون مقابل . 2/ الدولار يواجه الانهيار الحتمي نظراً للتحالفات الاقتصادية الجمعية والثنائية مثل بريكس والاتفاقيات الثنائية التى بدأت تستخدم عملاتها المحلية للتبادل التجاري وحرمان امريكا من نسبتها عن كل معاملة مالية صغيرة وكبيرة في العالم وقطع يدها الطويلة في العقوبات الاقتصادية . 3/ منذ سنوات طويلة تطبع امريكا الدولار بدون مقابل ، وكانت تفعل ذلك بشكل متزن نوعاً ما لكن منذ العام 1998 اصبحت تطبع الدولار بجنون لتغذية حروبها ومواجهة الازمة المالية لاحقا وبعدها كوفيد وما فعلته ادارة بايدن بتمويل حرب اوكرانيا واسرائيل ، وهذا يعني زيادة التضخم وغلاء فاحش يعاني منه المواطن الامريكي والعالمي وايضا ثقة مفقودة في الدولار يوم بعد يوم . ما الذي سيفعله ترامب ؟ : 1/ سياسة اقتصادية متقلبة تؤدي الي انخفاض سعر البيتكوين ، ثم تقوم امريكا بشراء 10 مليون وحدة بتكوين على 15 مرحلة . 2/ البيتكوين، بمعروضه الثابت يبلغ ( 21 ) مليون عملة، يقف في تناقض صارخ مع العملات الورقية. على عكس الدولار، لا يمكن لأي كيان خلق المزيد من البيتكوين ، اي انه سيكون معدن رقمي نادر مثل الذهب يصعب الحصول عليه ، وايضا في هذه المرحلة ستكون امريكا سيطرت على ( 47.6% ) من البيتكوين العالمي . 3/ بعد ذلك سيفعل ترامب فورا سياسات التيسير الكمي (QE). و هي سياسة نقدية يقوم فيها البنك المركزي بشراء كمية محددة من سندات الحكومة لتحفيز الاقتصاد عن طريق زيادة النقد المتاح. عندما يحقن البنوك المركزية بالسيولة التى لا تكلف الا طباعتها ستزداد كمية الدولار ويصبح بلا قيمة امام المشتريات التى سترتفع اسعارها بشكل جنوني ويزيد التضخم ، الامر الذي سيدفع الدول و المستثمرين لفقدان الثقة في الاستثمار بالدولار وبالتالي السعي وراء عوائد أعلى في الأصول البديلة ( البيتكوين ) لان لا احد مهما كان يستطيع زيادته عن (21) مليون وحدة ، عندما تقوم الحكومة بإنشاء تريليونات من الائتمان الجديد، فإنها تزيد من عرض النقود. يؤدي هذا الحقن الائتماني، بدوره، غالبًا إلى تحفيز التضخم، مما يجعل العملات الورقية أقل قيمة. نتيجة لذلك، يبحث الناس عن بدائل لتخزين ثرواتهم بأمان 4/ سوف يرتفع سعر الوحدة التى تتراوح هذه الايام بين (50-75 الف دولار ) وتقفز في البداية ليصل سعر الوحدة الواحدة الي مليون دولار وفي مراحل لاحقة بعد اربع سنوات قد يصل سعر الوحدة الواحدة الي اكثر من 100 مليون دولار . 5/ بعد ان يرتفع سعر البيتكوين الي الجنون والذي ستكون الحكومة الامريكية استحوذت على نصفه تقريبا ، لن تتغير قيمة الديون الامريكية فمثلا لو كانت امريكا مستدينه من اليابان مليار دولار ، ستقول لليابان خذي دينك وسوف تدفع حينها 10 وحدات بيتكوين فقط في حين ان الحكومة الامريكية اشترتها في الاصل ب 750 الف دولار ، بذلك سوف تتخلص امريكا من كل ديونها وتجعلها صفرية بعد ان تكون خدعت العالم للمرة الثانية وجعلت اموالها بالدولار بدون قيمة تذكر بالنسبة لامريكا وبمثابة كارثة للدول التى سلفت امريكا سابقا ومن ناحية اخرى ستكون امريكا المتحكم في احتياطي العالم الذي يرتبط به الدولار فتعود امريكا قوية بلا حروب ، دولة غير مديونه ، اقتصاد قوي ، تحافظ على الدولار كعملة عالمية ، تحمي امريكا من الانهيار كامبراطورية . 6/ سوف يشرع الكونغرس البيتكوين وينشر الصرافات الخاصة به في كل امريكا وسيتم تقيم الدولار الذي سيصدر بطبعة جديدة بعد جمع القديم بناء على احتياطي امريكا من البيتكوين الذي سيكون وقتها عملة الحكومات والشركات في التبادل وسيعود الدولار ليرتبط كليا بالذهب ولكنه هذه المرة سيكون ( ذهب رقمي ) . سيكون البيتكوين بمعروضه الثابت، يتموضع كحاجز مثالي ضد التضخم في امريكا ولن يطبع دولار دون ان يقابله شيء في تسلسل عملة البيتكوين ، وستبدأ العودة للدولار بقوة وامريكا تسيطر على ما يقارب النصف من الذهب الرقمي للعالم وسوف تضرب الدول التى خزنت الذهب الرقمي في مقتل ، ودول كثيرة سوف تفلس امام اقتصاد امريكي متوحش ، وسوف يشهد الاقتصاد العالمي زلزال الامر جيد لامريكا ولمجموعة ترامب من الاغنياء التي خططت للمشروع واشترت عشرات الوحدات من البيتكوين مقدماً استعدادا لتطبيق سياسة جعله عمله احتياطية ، فهل سوف تستسلم دول الشرق وخاصة روسيا والصين لهذه الحرب الاقتصادية اما انها ستخوض حرب حقيقية للحفاظ على نفسها من الافلاس . صدمة ترامب لن تمر على خير حتى على اقرب الحلفاء لامريكا وان كان لا يريد ان يشعل حرب فان الظروف قد تغيرت عن عهد نيكسون ولا اعتقد ان سيواجه الاستسلام قد تكون هناك خطوات وقائية من الدول ، لكن صدمته بمثابة وصفة فعالة لحرب عالمية حقيقية .
لا يوجد صور مرفقة
|