المواجهة مع العد.و الص.هيو.ني، دخلت مرحلة جديدة، أبرز ما فيها، ان المقا.و.مة اللبنانية، بدأت تستعيد قوتها، وقدرتها على الإمساك بزمام الميدان، وتعد بمفاجآت شبه يومية..
حتى تتضح الصورة على حقيقتها، لابد لنا من تجاوز الصورة، التي يحاول فيها إعلام العد.و، واعلام التطبيع، وخاصة السعودي، ترويجها عن مجريات الميدان، لأنها خادعة، وغير صحيحة، ولا تنقل سوى جزء بسيط مما يحدث، في الداخل الإسرائيلي، ومحاولة نقل صورة، أقرب إلى الواقع.
وهذا الواقع الميدان يقول..
** المقا.و.مة انتقلت الان الى مرحلة جديدة، وهي قصف العمق الإسرائيلي، وتحديدا حيفا وتل أبيب، إضافة إلى العمليات، التي باتت نطال المنشآت الحيوية، ومقرات القيادات، ومراكز التدريب، والصناعات العسكرية، والتي وصلت إلى مقر وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان.
** إسرائيل عاجزة، عن تنفيذ دخول بري، في جنوب لبنان، وكل محاولاتها لا تفشل فقط، وإنما تدفع الثمن غاليا، في الأرواح والمعدات..
** قيادة ا.لكيا.ن، أرتكبت خطأ كبيرا، باستهلاك أهدافها الاستراتيجية بسرعة، من خلال محاولتها، استخدام أسلوب الصدمة والترويع، بهدف إحداث انهيار عند المقا.و.مة، وفرض الاستسلام عليها، لكن المقا.و.مة، تمكنت بسرعة، من تلقي الصدمة، والخروج منها وترميم صفوفها، وبدأت باستعادة زمام المبادرة، وأمامها كم كبير من الأهداف الاستراتيجية، التي توجع العدو.
** المقا.و.مة الفل.سط.ينية، استعادت جزءا كبيراً من حيويتها، وبدأت تنفذ ضربات لقوات الا.حتلا.ل، المتوغلة في القطا.ع، أكثر من ذي قبل.
** إسرائيل تحاول، التعويض بضرب المدنيين، وتدمير الأبنية، ومنشآت البنية التحتية.
** حكومة العد.و، تحاول فرض ستار حديدي على خسائرها، وتفرض رقابة، حتى على مراسلتي وسائل الإعلام الأجنبية، وتطلب منهم استخدام عبارات محددة، وهي لا تعلن الا القليل مما يقع، لكن الحقيقة، ان الخسائر فادحة بالأرواح والمعدات، وبدأت هذه الرقابة تتفلت، مع ارتفاع الخسائر، وارتفاع الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي.
التطورات الجديدة، سيكون لها تأثير كبير جداً، على مجريات الصراع، لأنها تسقط بشكل نهائي، نظرية الأمن الإسرائيلي، بعدما أصبحت مستوطنات الشمال والجنوب غير آمنة، ومعظم سكانها مهجرون، واليوم باتت المقا.و.مة، تضرب منطقة الوسط، الحيوي سياسيا واقتصاديا، وهذا يعني، أن ما من منطقة، باتت آمنة داخل ا.لكيا.ن، خاصة وأن عمليات المقا.و.مة، لن تتوقف عند هذا الحد، وهي في تصعيد مستمر.
هذا الوضع، له تأثير كبير، في عمق الوعي عند المجتمع الإسرائيلي، لأنه يفقده الشعور بالأمن، الذي يشكل إضافة إلى الاقتصاد الحيوي، ركني الكيان الصهيوني، كما يفقدهم الثقة، بقيادتهم السياسية والعسكرية، لأن ضربة تل أبيب المؤلمة، جاءت بعد ساعات قليلة، من تصريح نتنياهو، بأنه دمر ثمانون بالمئة من قوة ح.ز.ب ا.لله، وبعد تصريح مماثل لوزير حربه، وقوله بأن إسرائيل انتصرت في هذه المواجهة.
هذا الفشل الميداني، يحرم حكومة الاحتلال، من تحقيق إنجاز، يصرفه على طاولة المفاوضات، وهو ما بدا واضحاً، من خلال زيارات المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، للبحث في وقف القتال، والتي بدأت بسقف عال جدا، مبني على الضربات المؤلمة، التي نجحت إسرائيل، بتوجيهها إلى المقا.و.مة، منذ عملية أجهزة البيجر، واغتيال القادة، وفي مقدمتهم السيد ح.س.ن ن.ص.ر ا.لله، والتي حاولت خلالها، فرض شروط تعني استسلام المقا.و.مة، وفرض وصاية على الدولة اللبنانية، لكن مع كل نجاح ميداني للمقا.و.مة، كانت تترجم في المفاوضات، النزول درجة، ومن المؤكد، ان زيارة هوكشتاين الحالية لبيروت، ستحمل تنازلات أكبر، وأن صوته سيكون بعد عملية تل أبيب، منخفضاُ حتى أكثر، مما كان يريد قوله، عندما غادر واشنطن، متوجهاً إلى بيروت.
هذه التطورات ستجعل الأوضاع تزداد تعقيدا وتشابكا وخاصة من الجانب الإسرائيلي لان حكومة نتنياهو ترى نفسها عالقة بين عجزها عن القبول بوقف للقتال لا يلبي شروطها وعاجزة أيضاً عن فرض واقع ميداني يصرف على طاولة المفاوضات ويؤمن فرض هذه الشروط.
هذا يعني، أننا مقبلون على تصعيد أكبر، سنرى فيه المزيد من الجنون والتوحش الإسرائيلي، لضرب المدنيين، ومنشآت البنية التحتية في لبنان، و.قطا.ع غز.ة، وقد نشهد هذه المرة، اعتداءات حتى على المناطق التي لا تؤيد المقا.و.مة، بهدف تحقيق المزيد من الضغوط، على قيادة المقا.و.مة، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي يقود عملية التفاوض، وعلى الحكومة اللبنانية، للقبول بالشروط الإسرائيلية لوقف القتال، وسيقابل ذلك، زيادة في ضربات المقا.و.مة، ومحاولة تنفيذ ضربات موجعة، على غرار ضربات تل أبيب وحيفا، تحقيقاً لمعادلة، حيفا مقابل الضا.حية، وتل أبيب مقابل بيروت، وقد نرى هذه المرة، دخول معادلة جديدة تقول، القدس الغربية مقابل توسيع العد.وا.ن الإسرائيلي، وهذا يعني أن القتال مستمر، والأوضاع ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، وفي هذا ترتفع، أصوات النخب السياسية والعسكرية الإسرائيلية، التي تحذر، بأن ما يمكن تحقيقه اليوم، قد لا يكون متاح غدا.
أما السؤال الأكبر، الذي بات يطرح اليوم، وهو كيف لحكومة نتنياهو، العاجزة عن حماية تل أبيب، ووزارة حربها، وعن التثبت في قرية لبنانية واحدة، أن تغير المنطقة، وتعيد تركيب خرائطها.