بقلم: محمد علي الحريشي
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 29-10-2023 - 318 العصر-ليس غريباً لجوء العدوان الأمريكي الصهيوني على الشعب الفلسطيني، عقب إنطلاق عملية «طوفان الأقصى»، إلى تعمد قتل المدنيين الأبرياء في أحياء مدن قطاع غزة، وهدم الأبراج السكنية والمساجد والمشافي على روؤس ساكينها، وفرض حصار إقتصادي وقطع المياه والكهرباء والغذاء عن سكان غزة، هذه سياسة أمريكية معروفة، وعنصر من عناصر الجيل الخامس من الحروب التي إستخدامها في العدوان على العراق وسوريا واليمن وليبيا، والحروب الأمريكية الصهيونية على المقاومة الإسلامية اللبنانية في جنوب لبنان، وعلى قطاع غزة في المراحل السابقة، باتت التكتيكات العسكرية الأمريكية مكشوفة، أمام قوى محور المقاومة، عندما شن مجاهدو المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، ضد الإحتلال الصهيوني، وماحققته من مفاجئات عسكرية، أصابت كيان العدو المحتل في مقتل، أصابت الراعي الأول للصهيونية والماسونية والداعم لإحتلال فلسطين وهو رأس الشر والإجرام أمريكا بخيبة أمل عميقة، عملية طوفان الأقصى، هي عملية عسكرية اخترقت القوة العسكرية الأمريكية، واصابتها في مقتل، الأمريكي قبل الصهيوني يدرك إن العملية سوف تترك آثاراً سلبية مدمرة على قوته العسكرية والإستخباراتية، وعلى سمعتها ومكانتها السياسية والعسكرية على المستوى الدولي، خاصة في ظل أوضاع الصراعات الدولية مع روسيا والصين وقوى محور المقاومة، لذلك لاحظنا كيف إنتفضت الإدارة الأمريكية وكل أجهزة إستخباراتها، بل اللوبي الصهيوني الذي يمثل الدولة العميقة، ويمثل الطبقه الرأس مالية اليهودية الصهيونية، التي تمسك بتلابيب الإقتصاد الأمريكي والعالمي، كلها إنتفضت ودقت ناقوس الخطر الذي لابهدد الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين فحسب، بل يهدد الهيمنة والوجود الإستعماري الأمريكي على مستوى العالم، أمريكا تدرك ان طوفان الأقصى ليس الا مؤشراً يدل على التطور العسكري والعلمي الذي وصلت اليه قوى محور المقاومة، المقاومة الفلسطينة هي جزىء لايتجزأ من قوى محور المقاومة، أمريكا وعبر مطابخها الإستخباراتية والإعلامية وعبر الأنظمة العميلة المرتبطة بها في المنطقه العربية، تصور ان مايحدث ماهو الا خطر ايراني لايهدد الوجود الصهيوني في فلسطين فحسب، بل الخطر يمتد إلى الأنظمة العربية المرتبطة بالمشروع الأمريكي الصهيوني، هذا ماكشفته ردود الأفعال والمواقف السلبية من أنظمة التطبيع التي وقفت مع الكيان الصهيوني في أول يوم من عملية طوفان الأقصى، منددة بماحصل من قبل المقاومة الفلسطينية على المدنيين اليهود في مستطونات غلاف غزة حسب زعمهم، كانت مواقف الأنظمة المطبعة مثل الإمارات العربية المتحدة، وأنظمة في طريقها إلى التطبيع مثل العربية السعودية منحازة إلى الكيان الصهيوني، بحجة قتل المدنيين اليهود، لكن تلك الأنظمة دست أنفها في التراب عندما تناثرت أشلاء المدنيين من الأطفال والنساء والمصابين ليلة امس (الثلاثاء)، في المستشفى المعمداني الذي دكته ودمرته القنابل الأمريكية، لماذا سكتت تلك الأنظمة عن الفعل المتوحش الأمريكي الصهيوني بحق الأبرياء في غزة، ندرك إن قصف ليلة امس على المستشفى المعمداني في غزة هو قصف أمريكي بإمتياز، من حيث التخطيط والتنفيذ وتحقيق الأهداف وهو أسلوب تكتيكي عسكري، تلجأ إليه القيادة العسكرية الأمريكية عندما تواجه الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية، وعلى سبيل المقارنة، فشل مخططات تحالف العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن، بعد مضي ثلاثة أشهر من بداية العدوان، في يوم 26 مارس 2015، لجأت أمريكا إلى إستخدام قنبلتين على العاصمة صنعاء، الأولى منضبة باليورانيوم تم إسقاطها على حي عصر غرب العاصمة صنعاء، سببت دماراً هائلاً في المنازل والطرقات على عدد من أحياء العاصمة صنعاء، وقتلت المئات من المدنيين الأبرياء، حينها لم تحرك المجزرة الضمير العالمي، كان الهدف الأمريكي هو خلق الصدمة والرعب وإنهيار الجيش والأمن وحدوث فوضى شعبية عارمة، ورفع الراية البيضاء لكن ذلك لم يحدث، إمتصت القيادة اليمنية هول الصدمة وعظم الكارثة، زاد الشعب اليمني تماسكاً خاصة في العاصمة صنعاء، إغتاضت أمريكا لأن خطوتها التي راهنت على نتائجها في إستسلام القيادة اليمنية فشلت، قامت بعد أيام قليلة من قصفها لحي عصر، بقصف شرق العاصمة صنعاء بقنبلة ثانية فراغية اهتزازية لحقت دماراً كبيراً في الأحياء السكنية شرق العاصمة صنعاء ووصل آثار الدمار والخراب إلى مسافات متباعدة من موقع الإنفجار، نتج عن ذلك القصف مقتل وجرح الآلاف من المدنيين، حتى امتلات مستشفيات العاصمة صنعاء بالجرحى معظمهم جراحاتهم خطيرة، ترقبت أمريكا وتحالفها إرسال إشارات من قيادة صنعاء، لوقف العدوان والإمتثال لقرارات مجلس الأمن الذي صاغت بنوده مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، أفشل اليمنيون أهم عنصر من عناصر حروب الجيل الخامس الأمريكية، وهو عنصر الرعب والدمار، هكذا تكرر أمريكا نفس فشلها على أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة، بإرتكاب مجزرة مروعة ليلة امس، بحق المدنيين الفلسطينين من الأطفال والنساء والمصابين، في المستشفى المعمداني بغزة، تلك المجزرة لن تزيد المقاومة الفلسطينية الاقوة وإرادة في المضي قدماً بخطوات ثابتة، في عملية طوفان الأقصى، وتلقين الكيان المحتل الدروس التي لم يألفها منذ احتلاله لفلسطين عام 1948،على المقاومة الفلسطينية عدم الإلتفات إلى البروبوغاندا الأمريكية الصهيونية، لقد تجاوزها اخوتكم رجال الجيش واللجان الشعبية في اليمن، وداسوها تحت أقدامهم، في الأشهر الأولى من العدوان، قوى محور المقاومة معكم بكل قواتها وطاقاتها وهي معكم بخطى ثابتة مدروسة وحسب ماهو مرسوم، ولن تستجيب لردات الفعل التي يبحث عنها الأمريكي والصهيوني، تسلحوا يأبطال المقاومة الفلسطينية بالسلاح الذي هزم به إخوانكم ورفاقكم في اليمن أمريكا وتحالفها، وهو سلاح الإيمان، وسلاح القرآن، وسلاح الثقة بنصر الله، وسلاح عدم الخشية من قوى الطاغوت مهما بلغت، ثقوا إن الله معكم، وإن أحرار الأمة الإسلامية معكم، وأحرار العالم معكم، وهو من سينصركم، أنتم تدافعون عن أقدس المقدسات، وهو المسجد الأقصى، أنتم تقاتلون أشدّ الخلق عداوة لله وللمسلمين وهم اليهود، لاتلتفتوا لإعلام العدو ولا لأراجيفه، تماهوا مع قوة الله وتشبعوا بها فسوف يرزقكم الله الصبر وثبات الأقدام وتسديد نيران صواريخكم إلى صدور الأعداء، الكيان الصهيوني مهزوم من أول يوم اشعلتم فيه شرارات طوفانكم المقدس، في جحوره واقبية مستوطناته، وفي دهاليز معسكراته التي كانت تحيط بكم في غزة ، عدوكم مهزوم، وكل مايقوم به من مجازر هي ردات فعل الفاش، سوف ينتهي مفعولها بثباتكم وصبركم، ثقوا ان شهداؤكم في الجنة أحياء يرزقون عند الله، وان دماءهم التي سالت، واشلاءهم التي تناثرت هي من ستعجل بزوال الكيان المحتل من ارضكم، وتحرير مقدساتكم ومقدساتنا في القدس، ثقوا إن الدماء التي تسفك اليوم في غزة هي النار التي ستحرق كل الأنظمة التي تآمرت على فلسطين، وباعتها وتاجرت بها وقايضت بها مقابل جلوس ملوكها وأمراءها على عروش الذل والعمالة،
لا يوجد صور مرفقة
|