جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق الجرائم الأمريكية

هل تعرفون قصة قانون قيصر؟ | بقلم: نصري الصايغ
هل تعرفون قصة قانون قيصر؟



بقلم: نصري الصايغ  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
25-02-2023 - 2909

هل تعرفون قصة “قانون قيصر؟”. إنه قانون إخضاع وتجويع. قانون إعلان الحرب ضد الفقراء في بلادهم. قتلاه وضحاياه، أكثر بكثير من الحرب العسكرية. الحصار جريمة حرب مُطوَبة اميركياً بالحرب الحضارية، حيث لا غارات ولا معارك. انه قانون ضد الحياة البشرية. هو لا يصيب العسكر والجنود و”الأغيار” وعابري الحدود “بالشنط”. انه يصيب المجتمع.. كل المجتمع.
“قانون قيصر”، هو الشقيق الجديد للحرب المكتومة. هو قتل بلا دماء. هو إبادة بلا وخز ضمير. انه حرب بلا بنادق وغارات وجبهات. انها حرب تجويع الشعب في فئاته المغلوبة قهراً وفقراً. “قانون قيصر”، العقوبات، الحصار، منع الامدادات، حظر التجارة، و.. كل ما يحتاجه الشعب، يعني ان “المواطن” محكوم بالإعدام البطيء..
قتلُ المدنيين متداول في الحروب. يصف علماء الحروب القرن العشرين بأنه قرن المجازر الاجتماعية والفظائع المريعة: محارق، مجازر، إبادات، تطهير عرقي إلخ.. انه “قرن التوحش الأخلاقي”. وهذا التوحش أطلق على دول الغرب الحضارية الموغلة في الدم على مدار القارات الخمس. والأخطر، ان كل ذلك، يحصل، حتى بعد استسلام الضعفاء، أمام التوحش الغربي.
منطق حروب الأقوياء هو التالي: “لنا الحياة.. ولهم الموت”. الأشرار يجب ان يموتوا، بل يجب ان يُقتلوا. الأخيار عليهم واجب تخليص العالم. ومن حروب تخليص العالم من الحروب، يتحول المدنيون الى طرائد مباحة. تماماً كما حصل، عندما قُصفت طوكيو بالطائرات الأميركية ، فكان أن سقط اكثر من 84 الف قتيل، معظمهم من المدنيين، رجالاً ونساء واطفالاً وعجائز.
لم يعد هدف الحروب مواجهة الجيوش والعسكر فقط.. السلاح في القرن العشرين، لا يميز بين مدني وعسكري. انه زمن الفظائع وزمن السقوط الأخلاقي. أفدح الجرائم في الصراعات، تلك التي جعلت من الشعوب هدفاً عسكرياً.
عن جد، إنه زمن التوحش الأخلاقي.
في بلاد القهر الواسعة، يدين بعض غفير من الشعب، بدين الخبز، بمذهب اللقمة، بلحظة الشبع.. لم يعد الشعب بمنأى عن ان يكون ضحية تجوع وتتعذب وتنازع.. وقبل بلوغ اللقمة تموت. مادلين اولبرايت الحائزة على جوائز إنسانية فاخرة، برّرت موت نصف مليون عراقي جوعاً ومرضاً. حصارٌ برّرته “فخامة القاتلة الشمطاء”، بأن هذا الثمن ضروري جداً. لم تندم. ماتت مكللة بأبهة الاخلاق الأميركية الغربية. هذه المرأة عبّرت، بصدق نادر، عن عقيدة قتل المدنيين البطيء.
عرفت البشرية انماطاً متعددة من الحصار، بسبب طبيعة القلاع، وبناء الاسوار. اليوم، المدن مكشوفة. الدول عارية. الشعوب في مرمى المجاعة والمرض واليأس والموت، في ظل صمت دولي غربي تحديداً، شبيهاً بالصمت الدولي على “جنوب افريقيا”، حيث شعبها كان محذوفاً، موبوءاً، مقتولاً، في معازل نائية عن مدن هي لهم وليست لسلالات الجيش الأبيض البريطاني الملقن عقيدة التفوق!
لقد ربحت الجاهلية الحديثة حروبها. الأفكار والمبادئ والمواثيق وحقوق الانسان والعدالة والرفق بالإنسان (وليس بالحيوان فقط) أصبحت مدافن للضمائر.
هذا الغرب نعرفه جيداً جداً جداً. يفاخر بجرائمه، في فتح القارة الأميركية؛ في استعباد افريقيا؛ في شن الحروب شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً وكوناً؛ في احتضان المجرمين وتأليه القتلة؛ في التعامي عن الضحايا الذين ماتوا، إما قتلاً او جوعاً.. انهم قتلة. اقتلاعيون. برابرة. عدوانيون. عنصريون. لا يتقربون ابداً من السكان الأصليين للبلاد. لقد رقصت دول الاستعمار في افريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا، رقصة “الموت للضعفاء”.
سلاح الحصار مغفورة خطاياه. كثيرون ماتوا جوعاً في الجزائر، او حرقاً في الغابات، في زمن “نقل الحضارة من الغرب المتقدم، الى افريقيا السوداء”.
الحصار كان فتاكاً جداً، وذا نتائج كارثية. لا صلاة تغسل هذه المجازر. فرنسا، خلّفت في استعمارها للجزائر، ملايين الجائعين الطافرين المطرودين، قبل اندلاع المقاومة الجزائرية، التي كلفت الشعب آنذاك، أكثر من مليوني قتيل – شهيد.
أمس، برهنت دول الغرب “الحضاري”، أنها تملك أنياباً، ولكن، “لا تظنن ان الليث يبتسم”. حصار مفروض على سوريا منذ أكثر من عشر سنوات. بؤس لا يوصف. مجاعة بالتقسيط. عيش على الكفاف. مؤسسات منهارة. مناطق خارج سيطرة الدولة تعيش بؤساً ولا افق إلا المزيد من الموت والبؤس. الجوع وجبتهم الدائمة. غزة محاصرة. فلسطين تنزف دماً. الغرب يرقص كالهنود الحمر على شهدائنا.
أوروبا الإنسانية. أميركا “رائدة حقوق الانسان”. خنقت العراق، وسوريا و.. وهي تخنق لبنان. من دون إطلاق رصاصة. تخنق لبنان، وسفيرتها تتجول بين المؤسسات الرخوة، وقيادات كلبية، ومؤسسات مُباعة، وتملي وتمنع وتهب وتهدد، واتباعها كلاب حراسة لها ومروجو أوامرها وامانيها. الشعب، للأسف، منقسم، علماً، ان الكهرباء ممنوعة بقرار أميركي، والإصلاح يحتاج الى اذن أميركي. فليس كل اصلاح اصلاح.. اذاً، موتوا أيها اللبنانيون، او اركعوا. وما يفرض على لبنان اليوم، مستمر، الى ان تأخذ لبنان الى جنوب الجنوب، حيث كانت بلاد هناك، تسمى فلسطين.
أي جريمة أفظع من جريمة التجويع. القتل سهل جداً. الطلقة تصيب وتقتل.. أما التجويع، فهمجية غير مسبوقة. حرق المحاصيل حرب إبادة. منع المساعدات للبنان جريمة فاقعة. تعطيل المساعدات لسوريا، بعد الزلزال المريع، جريمة، يصفق لها الغرب.
نفتش في ليل الزلزال عما تبقى من أحياء تحت الركام، يصار إلى تصنيف الأصدقاء والاعداء. الغرب الشره الشرير لديه شهية الكلام عن حقوق الانسان والعدالة والمساواة، ولكنه يوكل الى شياطين السياسة، تنفيذ ما يلي:
من معنا هو لنا. ليتعلم الآخرون الدرس من الحرمان. حرمان المساعدة والغذاء. ولهذا، يُمكن ان تفسر، كيف يتعايش الشيطان مع الكوارث. الكوارث وليمة شهية لذئاب السياسة والمال.. اما الغلابى من الشعوب، فإن قلوبهم ليست على دين سياسات مجرمة. يصابون بحزن، يصلون، يتبرعون، يسقطون الفوارق. يفتحون قلوبهم لحزن حقيقي. يتوجعون، عندما يدركون ان تحت الركام، أطفالا قد يعودون، وقد لا. نساء ورجال وكلمات واستغاثات ولوعات وصمت القبور. لا قيمة في تلك اللحظات إلا للأجساد. بعد ازدحام العجز والقهر، تخرس الكلمات. قتلى. صلوات، تضاء شموع، ويصير البكاء الصامت لغة من بقي على قيد الحياة.
قد يكون الانسان سيئاً. إنما يصير سيئاً وشريراً، عندما ينغمس في الشراهة. عندما لا يشبع. عندما يقتل ليأكل. عندما يشتهي مقتنى غيره. التاريخ حافل بحروب الاثراء والتجويع. الاعمار والتدمير. الاستعلاء والتحقير. حصتنا في هذا الزمن، ان نكون الضحية. لم نكن كذلك في سالف عصورنا الحضارية. ارتكبنا حروباً كثيرة، ولكننا بنينا حضارة إنسانية. كنا ماديين كسوانا، ولكننا لم نفقد الروح. كنا شياطين قليلاً. أما اليوم، فالعالم محكوم بأبالسة الطغيان والسلطة. المال إله دائم، الرأسمال دين الدنيا القاهر. الأرض لم تعد اوطاناً. صارت الكيانات تعيش في خوف دائم، من “الإله سام” واشقائه البيض واشقائه في الغرب.

القوة هي القول الفصل. الصلاة لا تجدي هنا. قد تجدي عند ربك.

ثمن الحرية باهظ جداً. من دونها، تقتات من العبودية.

الرأسمالية تفوز دائماً وقاتلة ايضاً. أكثر من ملياري جائع في العالم. ما العمل؟ هل المستحيل هو الجواب الواقعي؟

الأحلام مضادة لليأس والخضوع. احلم، ولو لم يتحقق حلمك.

أضف الى هذه الكلمات الأخيرة، ما يناسبك لغدك وما بعده. الحياة ليست سهلة. تسلَح بالحق والإرادة، ودافع عن حقك بأظافرك ودمك. هذه هي حصتنا من هذا العالم.

أخيراً. الفجر بانتظارك. حدّق جيداً في الأفق. انه يحرر روحك من العجز.

 


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       صحفي أمريكي: لن يتردد الغرب في إشعال حرب عالمية ثالثة للحفاظ على هيمنته//مقتل 27 إرهابياً من حركة الشباب في الصومال//هزة أرضية بقوة 5.1 درجات تضرب إندونيسيا//وزير خارجية الفلبين: نسعى لتطوير علاقات أكثر فعالية مع روسيا//       أخبار الأمة والعالم:استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بعدوان للاحتلال على مخيم نور شمس بطولكرم//أرمينيا تدعو إلى إرسال بعثة أممية إلى إقليم قره باغ//مقتل جندي باكستاني خلال عملية عسكرية شمال غرب البلاد//مقاتلات روسية تستهدف مراكز قيادة أوكرانية في دونيتسك//       محكمة شعبية دولية لمحاكمة امريكا عن جرائمها // شكوى بخصوص ما ارتكبته الولايات المتحدة الامريكية والمرتبطين بها في منطقة غربي اسيا ومانتج عنها من خسائر بشرية ومادية ومعنوية للدول وشعوبها//       أخبار محلية:الرئيس الأسد والسيدة الأولى يحضران مأدبة رسمية أقامها الرئيس الصيني قبل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية//الصفدي وعبد اللهيان يبحثان عدة قضايا بينها الوضع في سورية//صباغ يلتقي غوتيريش وإيجر والحديث يدور حول الاحتياجات الإنسانية في سورية//بدء قطاف محصول القطن في محافظة الحسكة//لافروف يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإلغاء العقوبات المفروضة على سورية//باحث روسي: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين وإقامة علاقات شراكة إستراتيجية حدث تاريخي مهم//وضع مركز اتصالات قصيبة بريف القنيطرة بالخدمة بعد إعادة تأهيله//       ليبيا: ابتلاع البحر لمدينة درنة سياحية نتيجة عاصفة//ضحايا 20000 و دمار غير مسبوق//       التعليم العالي تعلن مفاضلات القبول الجامعي وفرز طلاب السنة التحضيرية ودليل الطالب// أخبار الأمة والعالم:قوات الاحتلال تعتقل 14 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة//ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في المغرب إلى 2946 شخصاً//       أخبار محلية:استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على ريفي طرطوس وحماة//المقداد لوزير الخارجية اللبناني: سورية ترحب بعودة جميع اللاجئين وعواقب استمرار الاحتلال التركي والأمريكي تعيق هذه العودة//وزير السياحة يفتتح منشأة للسياحة الشعبية قرب جبلة//       كونتي: السياسات الغربية لم تنجح في عزل روسيا//ثلاثة قتلى من (المارينز) إثر تحطم طائرة عسكرية أمريكية بأستراليا//اجلاء 388 شخصاً جراء الفيضانات شمال شرق الفلبين//       أخبار الأمة والعالم:الاحتلال يجدد اعتداءاته على مراكب الصيادين الفلسطينيين//       أخبار محلية:الرئيسان الأسد ولوكاشينكو يتبادلان التهاني بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية البيلاروسية السورية//ميليشيا (قسد) والاحتلال الأمريكي مستمران في تفكيك وسرقة خطوط السكك الحديدية// انطلاق أعمال المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي في دمشق//الوزير مخلوف يطلع على سير العمل بمركز استقبال طلبات الاستفادة من الصندوق الوطني لمتضرري الزلزال//       طهران: لا يمكن للأعداء عرقلة التطور المتزايد لصناعاتنا الدفاعية//الطيران الروسي يستهدف مواقع تمركز قوات نظام كييف في زابوروجيه//