في ظل التنوع الاقتصادي الذي تسعى الدول لتحقيقة تبقى الزراعة في اعلى قمة الاقتصاديات حتى وإن لم تحقق ارباح عالية.
فالزراعة مرتبطة ارتباطا وثيقاً بالأمن الغذائي، والأمن القومي، والسيادة والاستقلال، فبعد انتهى الحروب والاحتلال العسكري للبلدان الفقيرة العربية والاسلامية على وجه الخصوص ودول القارة الافريقية من قبل الدول الاوربية بريطانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال وغيرها من دول الاستكبار العالمي قبل أن تتسيد العالم الولايات المتحدة الامريكية والذي كان سائدا في القرون السابقة حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي، فقد ظهر بعد هذا التاريخ الاستعمار الغذائي ، وحرب الغذاء ، وحرب البذور، وهي اخطر واشد فتكا ًمن الاسلحة العسكرية.
ومن هذا المنطلق فقد سعت دول الاستكبار العالمي السيطرة على لقمة العيش البشر، بحيث تتحكم في العالم، وهو ماتحقق لها فعلا ً،من خلال تحكمها في المواد الغذائية الاساسية القمح والحبوب واللحوم، وغيرها،وهو ماجعل دول تمتلك مقومات زراعية كبيرة ان تستورد احتياجاتها الاستهلاكية الاساسية من امريكا واستراليا، وفرنسا وهولندا وروسيا واوكرانيا، وغيرها من البلدان.
ومع التطور التكنولوجي والتنوع الاقتصادي سواء النفط والغاز والتعدين، او صناعة التكنولوجيا، والصناعات الذكية التي تمتلكها الدول المتقدمة، الا انه لايمكن الاستغنا عن الزراعة، فأمريكا وهي اكبر واقوى اقتصاد في العالم، لم تستغني عن الزراعة بل انها تصدر بمئات المليارات من الدولارات منتجات زراعية، وكذلك روسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وهولنداء.
بل إن هذه الدول المتقدمة والمتطورة لم تنهض صناعيا واقتصاديا إلا عبر الزراعة واستغلالها الاستغلال الامثل.
فالصين لم تنهض اقتصاديا بالشكل الصحيح الا من خلال الثورة الزراعية الخضراء والتي لازالت مستمرة حتى الآن، رغم التقدم الصناعي الذي احدثته الثورة الصينية إلا انها لم تستغني عن الزراعة، بل استغلة التقدم الصناعي العلمي للتحول الى الصناعة الزراعية، والزراعة الصناعية وهي تطبيق اساليب علمية تكنولوجية، واقتصادية وسياسية، حيث تتضمن تطبيق ابتكارات جديدة في مجالات المعدات والأساليب الزراعية والهندسة الوراثية، وتقنيات الوصول إلى وفرة في الإنتاج.
فالزراعة إلى جانب توفير المواد الغذائية الاساسية القمح والحبوب واللحوم والزيوت ، فإنها تدخل في الكثير من الصناعات فهي توفر مواد الخام للكثير من الصناعات التحويلية والغذائية، وهي كثيرة مثل صناعة الزيوت النباتية، والجلود، والمنتجات الحيوانية (البان، جبن، زبدة، حليب)وغيرها، إلى صناعة الملابس عن طريق القطن، الى صناعة المطاط، والاوراق، والصناعات التحويلية والغذائية.
فمهما تنوع الاقتصاد فستبقى الزراعة هي عموده الفقري وهي اساس التقدم وضمان للبقاء بين مصافي دول العالم المتقدمة والمتطورة.