جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

العلاقات المصرية الاسرائيلية فى 2021 | بقلم: محمد سيف الدولة
العلاقات المصرية الاسرائيلية فى 2021



بقلم: محمد سيف الدولة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
11-01-2022 - 457

لماذا لا ننظر الى اسرائيل على انها (فرصة) بدلا من نظرتنا القديمة اليها كـ (تحدى)، هكذا قال لى أحد الأصدقاء المقربين من السلطة والمنحازين الى توجهاتها الحالية.

وبالفعل فان الحديث اليوم عن العلاقات بين مصر و(اسرائيل) هو حديث عن تنسيقات امنية واسعة المدى، وعن شراكات اقتصادية كبرى خاصة فى مجال الطاقة والغاز، وايضا عن توافقات استراتيجية حول المخاطر المشتركة التى تتهددهما معا والمتمثلة فى الارهاب وإيران والاسلام الراديكالى المتطرف، وفقا لتصريحات متشابهة من كلا الطرفين.

ولكن لاشك ان ابرز المستجدات فى العلاقات المصرية الاسرائيلية فى عام 2021 كان هو تعديل الملحق الامنى فى اتفاقية السلام، بما يسمح بزيادة اعداد قوات حرس الحدود المصرية فى منطقة رفح المجاورة للحدود الدولية مع غزة والواقعة فى شمال المنطقة (ج)، وهو التعديل الذى تم الاعلان عنه رسميا فى كل من مصر و(اسرائيل)، ولكن بدون نشر اى معلومات عن تفاصيل هذه التعديلات واعداد القوات الاضافية وطبيعة تسليحها، والتى بقيت محجوبة عن الجميع حتى اليوم، بما فى ذلك المواقع المتخصصة ووكالات الانباء العالمية والعبرية، وبالطبع المصرية ايضا.

وهذا هو ثانى تعديل رسمى يتم ادخاله على الملحق الامنى، أما الاول فكان فى عام 2005 بعد انسحاب شارون من غزة، والذي اطلق عليه اتفاق فيلادلفيا، والذى نص على ان تتولى قوة (اضافية) من حرس الحدود المصرى القيام بمهام امنية "محددة" فى المنطقة على الحدود المصرية الغزاوية المعروفة باسم ممر فيلادلفي. حيث أن اتفاقية السلام الموقعة عام 1979 كما هو معلوم، حظرت وجود اى قوات مسلحة مصرية فى المنطقة (ج) المتاخمة للحدود، وسمحت فقط بوجود قوات من الشرطة المصرية (البوليس).
• وتحددت مهمة هذه القوة الاضافية فى منع العمليات الارهابية ومنع التهريب عامة والسلاح والذخيرة على وجه الخصوص وكذلك منع تسلل الافراد والقبض على المشبوهين واكتشاف الانفاق وكل ما من شانه تامين الحدود على الوجه الذى كانت تقوم به (اسرائيل) قبل انسحابها.
• وتتألف القوة من عدد اربع سرايا، تعداد افرادها 750 فردا، ينتشرون على امتداد 14 كم هى طول الحدود المصرية مع قطاع غزة. وقد طالبت مصر حينذاك بان يكون عدد هذه القوات 2500، ولكن لم تقبل (اسرائيل) الا بـ 750، مع التحديد الدقيق لطبيعة تسليحهم.

فيما عدا ذلك كانت هناك فى السنوات القليلة الماضية بعض الموافقات الاسرائيلية (المؤقتة) على زيادة القوات المصرية، ومن ذلك ما تم نشره عام 2018 فى عديد من المواقع ومنها المونيتورعن موافقة (اسرائيل) على زيادة القوات المصرية من 41 كتيبة تتألف من 25000 جنديا إلى 88 كتيبة من 42000 جنديا، ولكن بدون ادخال أى تعديل دائم على بنود الاتفاقية.

أما عن الملحق الامنى الأصلى قبل التعديل والموقع فى 1979 والذى جاء مفسرا ومفصلا للمادة الرابعة من الاتفاقية، فينص على تقييد وجود وتسليح القوات المصرية فى سيناء بـ 22 الف جندى فى المنطقة (أ) المجاورة لقناة السويس وعرضها (58 كم)، و4 آلاف جندى حرس حدود مسلحين باسلحة خفيفة فى المنطقة الوسطى من سيناء المسماة بالمنطقة (ب) وعرضها (101 كم)، وبقوات شرطة مصرية فقط فى المنطقة (ج) المتاخمة للحدود الدولية وعرضها (33كم)، مع قيام قوات متعددة جنسية بقيادة امريكية لا تتبع الأمم المتحدة بمراقبة الالتزام المصرى بهذه القيود بموجب بروتوكول تم توقيعه عام 1981.

• ولطالما طالبت القوى الوطنية المصرية منذ توقيع المعاهدة وحتى يومنا هذا بضرورة تحرير مصر من هذه القيود المفروضة عليها فى سيناء، والتى تجرح السيادة المصرية وتضعفها هناك بما أدى الى استشهاد المئات من الجنود المصريين على امتداد العقود الماضية. كما انها هى السبب الرئيسى وراء كل الجرائم التى ترتكب هناك على امتداد ما يزيد عن اربعين عاما، من تجسس وارهاب وتهريب وتجارة غير مشروعة... الخ.
• بالاضافة وهو الاهم الى المخاطر الدائمة التى ستظل تعيش سيناء تحت تهديدها مثل تكرار الاعتداءات التى حدثت فى 1956 و1967. وهى المخاطر التى عبر عنها السادات صراحة قبل ان يغير موقفه حين صرح فى 19 مارس 1974 ((ان الحديث الدائر في اسرائيل عن نزع سلاح سيناء يجب أن يتوقف. فاذا كانوا يريدون نزع سلاح سيناء فسوف اطالب بنزع سلاح اسرائيل كلها. كيف انزع سلاح سيناء .. انهم يستطيعون بذلك العودة في وقت يريدون خلال ساعات)).
وهى تهديدات ومخاطر قد تبدو بعيدة الاحتمال اليوم فى ظل عمق العلاقات المصرية الاسرائيلية الحالية، ولكنها قد لا تكون كذلك اذا تغيرت الظروف والتوجهات وقررت القاهرة فى أى وقت انتهاج سياسات او انحيازات او مواقف تصطدم مع المصالح الامريكية والاسرائيلية فى المنطقة. ولدينا بالفعل وعلى امتداد 40 عاما، قائمة طويلة من التصريحات الاسرائيلية التى حملت تهديدات او تلميحات بهذا المعنى، ربما كان اكثرها وضوحا وفجاجة كانت تصريحات "آفى ديختر" وزير الامن الداخلى الاسرائيلى عام 2008، حيث قال فى احدى محاضراته ((ان خروج مصر من السلام خط احمر.. وان إسرائيل خرجت من سيناء بضمانات أمريكية بالعودة اليها اذا تغير النظام فى مصر لغير صالح اسرائيل))

وفى مواجهة هذه المطالب الوطنية، كان الرد الرسمى المصرى يأتى دائما بأن الغاء المعاهدة أو عدم الالتزام بشروطها وقيودها، قد يعرض مصر لعدوان جديد.
وهى الحجة التى لم تلقَ أى قبول او استجابة من القوى الوطنية، لمخالفتها للثوابت الوطنية وللسوابق التاريخية وللمبادئ الأساسية فى حروب الاستقلال ومعارك التحرر الوطنى، كما انها تعنى بمعنى من المعانى انها معاهدة بالاكراه.

ورغم ان اى زيادة فى اعداد قواتنا فى سيناء هى خطوة ايجابية ومطلوبة، واى حلحلة للشروط والقيود المجحفة المفروضة على مصر فى اتفاقية السلام هى مطلب قديم واساسى لدى كل المصريين سواء داخل مؤسسات الدولة او خارجها.
الا ان استمرار تعليق اى تعديل للاتفاقية، على شرط قبول وموافقة (اسرائيل) سيظل سيفا مسلطا على رقبة المصريين جيلا بعد جيل اذا لم يتم التحرر منه تماما والى غير رجعة.

كما أن فى التمسك الاسرائيلى بالملحق الامنى للاتفاقية بكل ما يتضمنه من قيود على مصر ورفض انهاء العمل به، رغم ما وصلت اليه العلاقات المصرية الحالية من تقارب غير مسبوق، يكشف عن موقف عدوانى اسرائيلى لا يزال متجذرا تجاه الدولة المصرية. ونحن لا نتحدث هنا عن تقاربات بسيطة أو سلام بارد، بل عن علاقات راسخة وتفاهمات استراتيجية، منها على سبيل المثال وليس الحصر:
• صفقة استيراد
الغاز من (اسرائيل) التى تبلغ قيمتها المبدئية 15 مليار دولار، من اجل تسييله فى مصر واعادة تصديره لاوروبا، والتى قال عنها "نتنياهو" يوم توقيعها ان (اسرائيل) اليوم فى عيد، وتأسيس منتدى غاز شرق المتوسط،
• مع توقيع مذكرة تفاهم ثنائية فى شهر نوفمبر الماضى لإمكانية زيادة إمدادات الغاز بهدف إعادة التصدير، مع دراسة استخدام خط الأنابيب القائم لنقل الهيدروجين في المستقبل.
• وهدم الانفاق واخلاء المنطقة الحدودية من السكان. وقيام الادارة المصرية بدور الوساطة بين (اسرائيل) وحركات المقاومة.
• وفتح السفارة فى 9 سبتمبر 2015 فى ذات يوم اغلاقها على ايدى ثوار يناير فى 9 سبتمبر 2011.
• والاستجابة لطلب الرئيس الامريكى المنتخب ترامب عام 2016 بسحب قرار ادانة المستوطنات من مجلس الامن.
• والسماح لأول مرة لسفارة (اسرائيل) بالاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس دولتها (النكبة) فى قلب القاهرة وبالقرب من ميدان التحرير فى فندق ريتز كارلتون.
• والتصريحات المتكررة التى تعكس حماس الدولة المصرية لتوسيع السلام العربى مع (اسرائيل) ودمجها فى المنطقة من اجل مواجهة المخاطر المشتركة، وان السلام اليوم أصبح فى وجدان المصريين، مع الاشادة الدائمة بعبقرية السادات الذى انتهج هذا المسار.
• وزيارة مسئولين اسرائيليين كبار لمصر، وآخرها اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي" نفتال بينيت" مع الرئيس المصرى في شرم الشيخ فى 13 سبتمبر 2021 فى اول زيارة مماثلة منذ عشر سنوات، وكذلك زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي "يائيرلابيد" للقاهرة فى 9/12/2021.
• ووصول رحلة لمصر الطيران الى مطار بن جوريون فى 3/10/2021 لاول مرة منذ توقيع الاتفاقية عام 1979.
• وهكذا ...
نقول ان مثل هذه الاصرار الاسرائيلى على التمسك بالملحق الامنى وقيوده المفروضة على مصر رغم ما وصلت اليه العلاقات الحالية من تقارب غير مسبوق، يكشف ويؤكد عمق وتجذر الروح العدائية التى لا تزال تحملها (الدولة) العبرية لمصر وللمصريين.

القاهرة فى 9 يناير 2022
مقالات مرتبطة:
1) العلاقات المصرية الاسرائيلية عام 2018
2) السيادة المجروحة فى سيناء ـ ارقام وحقائق
3) اتفاق فيلادلفى بين مصر واسرائيل

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الهجرة من الريف إلى المدينة ظاهرة تبحث عن حل ّ!
بقلم: محمد صالح حاتم.

أهمية التفاهم والتعاون الإيراني السعودي للأمن الإقليمي!
بقلم: ر عدنان منصور



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب محمد سيف الدولة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//