يا ساسة لبنان إِتَّعِظوا وتَحسَّسوا رقابكم ... وأَدمِغَتِكم إِن وُجِدَت !...
ويا قُضاة لبنان تعلّموا العدل والنزاهة والإستقامة من قُضاة بنغلادش!...
وَيَا شعب لبنان العظيم لبنان رأفةً ورحمةً بالعاملين و بالعاملات الأجنبيات، وإحتراماً للبنغلادشين والبنغلادشيات بينكم !..
لبنان بلد العجائب والغرائب وهو الذي تَغَّزل به وتَغَّنّى بعبقرية شعبه السّير أوباما ذات نفسه بمناسبة يوم الإستقلال .... هو نفسه لبنان بلد الجمال والكمال بدليل النفايات التي ملأت وتملأ الشوارع والشواطئ وصارت النفايات تُشارك في سباق المارتون اليومي سباحةً وغطساً ....و بدليل سوء الخدمات الأساسية الحياتية بل إنعِدامها على الأرض من ماء وكهرباء و مواصلات وهاتف وحتى إنعدام أمن المواطن الغذائي والصحي .
هو لبنان وطن الأرواح المُتَمردّة والعواصف والأجنحة المتكسِّرَة وعرائس المروج وفلسفة وأدب وشعر جبران خليل جبران الذي يكاد أن يُصبِح بفضل فلسفة الطقم السياسي الحالي والبائِد نبي مجنون من رمل وزَبَد !.. وهو لبنان نور وديْجور غربال ميخائيل نعيمة وهمس جفونِه الذي كان كَرم على درب الأوثان ، فأصبحَ بفضلِكم بعد إنتهاء الحرب الأهلية و بِفَضْل سياساتِكم المشبوهة أصبحَ كرم على درب حيتان المال من ملوك الطوائف وزعرانها وسارقيها زوراً بإسم السياسة تارةً وبإِسم الدين أطوارا ... ولستُ أدري أيسيرُ لبنان في الدرب أَمْ الدرب يسيرُ به الى الهاوية ... ولست أدري إن كان كِلاهما واقفٌ والدهرُ يجري .. والتاريخ .... والعالم من حولنا يجري !... لستُ أدري .
هُو لبنان وطن الإستئلال .. وطن الفضائل والدستور والعدل والقانون الذي لا يعرف الفساد بدليل عدم وجود موازنة عامة للخزينة منذ العام 2005 ، والأهم فقدان الخزينة اللبنانية العظيمة لمبلغ بسيط وقدره 11 مليار دولار مجهولة المصير حتى الساعة ... وعلى ذمة أهل الإختصاص فإن حجم الدين العام يُلامس حد المئة مليار دولار والحبل عا الجرار في الوقت الذي تُسرَقُ فيه حقوق المعلمين والمعلمات والعمال وبالكادِ يستطيع الحدّ الأدنى للأُجور أن يُشبِعَ اللبنانيين خبزاً وزيتوناً !..
هو لبنان وطن الصراعات والصرعات !.. وآخر الصرعات تفَّشّي ظاهرة العاملات الأجنبيات في البيوت اللبنانية بشكل مُلفِت .... هو لبنان الذي يُعرَّف عنه انه وطن تساَوَت فيه أعداد العاملات الأجنبيات مع أعداد العائلات اللبنانية رغم سِجِّل لبنان الأسوَد في التعامل اللا إنساني اللا حضاري مع العاملين والعاملات الأجنبيات !. وبما إنّ شعب لبنان ، لبناننا ولبنانهم يعتمدون و يستعينون مثلاً بالبنغلادشيات لتنظيفِ بيوتهم ومنازلهم الفخمة وتعقيمها ، لذلك نقتَرِح ونأمل ونُطالِب ونرجو أن يستعينَ الشعب اللبناني أيضاً بقُضاة بنغلادش لتنظيف البلاد من السارقين والسارقات من الرؤساء ، والمُختلسينَ والمُختلسات والفاسدين والفاسدات من الساسة كالوزراء والنوَّاب وحاشيتهم وقطعانهم وتطبيق القانون على غرار ما قام به قُضاة بنغلادش من إعدام رئيستهم السابقة على خلفية إختلاسها مبلغ 400 ألف دولار !...( مع إنني لستُ مع حكم الإعدام بالمطلق!).
أغلب الظن إن الإقطاع السياسي ونواطير وزير المال السابق السنيورة قد نامت ملأَ جفونها بعد خبر إعدام الرئيسة السابقة لبنغلادش ... ولم يَرِّف له بعدها جفن أبداً ، لأنه يعلم جيداً إنّ حاميها حراميها ولأنه رجلٌ نزيه عفيف وخارق يُؤمن بمشروع العبور الى الدولة ويُؤمن بالقضاء اللبناني النزيه منذ العام 1990 فكان لا بد من ترأُسِه لوزارة المال في أكثرية الحكومات الحريرية وكان لا بُدَّ من تَرَّأُس الشريف أشرف ريفي لوزارة العدل كي تعبر الدولة الى جنون الهاوية !..
تصوروا ... اذا كان مبلغ 400 الف دولار قد قضى وأطاح بمستقبل وحياة رئيسة بنغلادش السابقة خالدة ضياء ، فماذا ترى القضاة البنغلادشيون فاعلون في ساسةِ لبنان !؟.. كَم و كَم من أعوَاد المشانق سوف نرى لو قُدِّر لهم وحكموا عندنا بالعدل !... كم وكَم من المرات سوف يعدمون من إختلسَ ملياراً أو يزيد أو ينقص !؟.. كم رئيس ووزير ونائب ومسؤول وموظف وووو سوف يلقى حتفه مُعلَّقاً بين الأرض والسماء !؟..
يا قُضاة لبنان ماذا فعلتم وماذا تفعلون !؟..
يا قُضاة لبنان إتَّعِظوا واحكموا بالعدل قبل فوات الأوان !..
يا قُضاة لبنان تعلَّموا وَ لو من بنغلادش وقُضاتها الأفاضل !...