جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

قرارات ..مناورات ..هل بدأ العالم الحرب على الإرهاب؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
قرارات ..مناورات ..هل بدأ العالم الحرب على الإرهاب؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
23-11-2015 / 12:27:34 - 1954
من يتابع الحراك الدولي اليوم يتوقف بشكل أساسي أمام حدثين: ألا ول عملاني والثاني سياسي دبلوماسي ذو طبيعة أو بعد عسكري، الأول يتمثل بالمناورات العسكرية الروسية في المتوسط وهي مناورات ذات تميز في المكان والزمان والمتوجبات، والثاني يتمثل بالقرار 2249 الذي اتخذه مجلس الأمن بالأجماع وتضمن إعلان الحرب على داعش باعتبارها تهديدا خطيرا للأمن والسلم العالمين يستوجب التصدي له وتعطيل مفاعيله. هذه المسائل معطوفة على ما سبقها من مواقف فرنسية وأوربية أو لنقل غربية بالإضافة إلى الاستجابة العسكرية الروسية للطلب السوري في مواجهة الإرهاب وتنفيذ المساعدة بشكل مؤثر وفعال بنار من الجو والبحر مع انفتاح واستعداد لتطوير ذلك إلى مستويات اعلى، كل ذلك يطرح السؤال حول المرحلة التي وصل اليها العالم في الحرب على الإرهاب. بداية كانت سورية أول من وضع الأصبع على الجرح وأكدت أن الإرهاب وحش أن تمكن فانه يفترس حتى صانعيه، وليس للإرهاب صديق أو حليف تكون صداقاته أو التحالف معه حائلا دون ارتكابه الجرائم بحق من تحالف معه أو مده بالمساعدة. لكن الغرب رفض الاستجابة للمنطق السوري لأنه صنع الإرهاب ويستثمره لبلوغ أهداف سياسية، ولكن اليوم ومع الدماء التي سالت والأنفس التي زهقت على يد الإرهاب في فرنسا وجد الغرب نفسه أمام واقع جديد يمنعه من الاستمرار بخداع العالم ويحد من متابعته الاستثمار بالإرهاب ويلزمه بالبحث عن طرق جديدة بتعامل معها مع الإرهاب بما يجنبه مخاطره وفي هذا السياق جاء القرار 2249 ضد داعش والحض أو الترخيص لكل دول العالم بمحاربتها وبشتى الوسائل والتدابير فهل أن الأمر هذا كاف لتحقيق لإنجاز المطلوب؟ على أهميته اليوم لا نرى أن القرار الذي اعتمد بناء لمشروع فرنسي، لا نراه كاف لشن حرب حقيقة على الإرهاب خاصة وأن فيه من العبارات المطاطة الملتبسة ما يجعل الدول والكيانات قادرة على التملص من موجباته من جهة، كما يجعل البعض الأخر يفسره بشكل يطيح بسيادات الدول وحقها على أراضيها وبشكل غير مبررمن جهة أخرى. أن الحرب على الإرهاب تستوجب عملا دوليا متناسقا ومتكاملا، على أن تنطلق من فكرة الفصل بين مخاطر الإرهاب وواقعه وبين العمل السياسي والأهداف المعول عليها منه. فلا يمكن أن تقترن الحرب على الإرهاب بشروط سياسية أو أهداف تتصل بشؤون الحكم والسلطة في هذا البلد أو ذاك. ثم لا يمكن أن نتقبل ادعاء البعض الحرب على الإرهاب إعلاميا في الوقت الذي تكون فيه تصرفاتهم كلها تشير إلى احتضانهم للإرهاب والتلاعب بتسميات فصائله ومد الإرهابيين بالمال والسلاح من اجل الإطاحة بحكومة هنا أو رئيس هناك. فللسياسة أدواتها ووسائلها التي لا تأتلف مع العنف الإرهابي، وللإرهاب مخاطره التي لا تتناسق مع العمل السياسي. فالفصل بين السلوك لإرهابي والعمل السياسي امر مفاتحي لبدء الحرب على الإرهاب، وهو امر لا يبدو أن قرارا به قد اتخذ رغم القرار 2249 مع استمرار تصرفات السعودية وتركيا ودول غربية أخرى حيال سورية بالشكل البشع المرفوض في أي نظام قانوني، تصرفات تدخلية عدوانية تستمر دون أن يتم التصدي لها بشكال حاسم دوليا. أننا نرى أن الغرب لم يصل في العمق إلى مستوى القول بانه عازم على محاربة الإرهاب بشكل جدي، خاصة وأن الغرب قادر على تجفيف مصادر الإرهاب وينابيع قوته بأقل من أسبوع، ولكنه لا يفعل فالغرب يملك مفاتيح التمويل والتجهيز التحشيد والحركة والاتصال التي يحتاجها الإرهابيون ولا يحرك ساكنا بجدية وفعالية حيالها، وصحيح أن فرنسا بعد اللسعة التي لدغت بها تحركت بشكل متمايز عن السلوك الغربي الآخر لكن الحركة الفرنسية لم تصل بعد إلى مستوى الحرب الفاعلة والمؤثرة ضد الإرهاب العالمي. أما على المقلب الأخر فنجد فضلا عن محور المقاومة الذي يحتضن الموقف السوري في حربه الجدية على الإرهاب، نجد الموقف الروسي الذي يسير بخط تصاعدي من شأنه أن يؤثر بشكل عميق على بنية الإرهاب العالمي ويحد من مخاطره، وقد أظهرت الوقائع أن روسيا خلال اقل من شهرين من بدأ ضرباتها النارية ضد الإرهابيين في سورية حققت ما يفوق بعشرات الأضعاف ما ادعت أميركا ومن معها في التحالف الدولي أنها حققته في 15 شهرا. ورغم هذه النتائج الباهرة يصر الطرف الروسي على إدامة الزخم في الميدان وعلى تطوير قدراته في المنطقة لتفعيل حربه ضد الإرهاب بما يحقق اقصى ما يمكن من أهداف. وفي هذا السياق تأتي المناورات الروسية في المتوسط عملا أرادت منه روسيا أن تؤكد على أهداف ورسائل ذات طبيعة عسكرية وسياسية واستراتيجية تتصل بشكل أو باخر بالحرب على الإرهاب أولا، وبالمسار العام للعلاقات الدولية في ظل إعادة التموضع والاصطفافات الدولية التي فرضها إخفاق العدوان على سورية المعتمد للإرهاب وسيلة له، مع ما استتبع ذلك من سير نحو نظام عالمي جديد. جاءت المنارات الروسية التي نفذت في منطقة بحرية تمتد من منتصف الشاطئ اللبناني إلى شمال الشاطئ السوري وصولا إلى شواطئ قبرص وتركيا دون أن تخرق المياه الإقليمية لأي من الدول المذكورة، وشاركت فيها قطع بحرية وطائرات وإسناد ناري عابر للقارات بصواريخ بالستية عابرة للقارات في مشهد عسكري يظهر القوة ويبدي الاستعداد لكل طارئ مناورات شاءت منها روسيا التأكيد على ما يلي:
1. أن روسيا ماضية في الحرب على الإرهاب دون هوادة ومستعدة لزج أي قوى نارية في مواجهته، بالتكامل والتنسيق مع حلفائها في محور المقاومة للقيام بالعمل البري، وفي هذا السياق تأتي زيارة الرئيس بوتي إلى إيران لتزخيم هذا التنسيق والتكامل.
2. أن روسيا لم تعد تنظر إلى المتوسط كما يشاء الأطلسي اعتباره بانه بحيرة أطلسية، فمع انهيار مشروع الأحادية القطبية انهار الاستئثار هنا أيضا.
3. أن روسيا ماضية قدما في إقامة الفضاء الناري الواسع الذي يمكنها من محاربة الإرهاب ومن الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها المنتظمين في الحرب تلك. وهي على استعداد لمواجهة كل الاحتمالات في ذلك.
4. أن روسيا التي تتمسك بسيادة الدول وبالشرعية الدولية لا ترى أن السيادة تلك يجب أن تعيق مكافحة الإرهاب بل يجب على الجميع التعاون في هذا المجال. من هنا جاء إخطار الدول المجاورة بالمناورات من اجل اتخاذ تدابير الأمن السلامة . أذن توحد الموقف الدولي على الأقل ظاهرا ضد الإرهاب وبذلك يكون المنطق السوري قد انتصر. لكن ذلك لا يكفي والانتصار غير مكتمل، واكتماله متوقف على صدق الغرب في ادعائه كما انه متوقف على وجوب توقف الغرب عن الاستثمار بالإرهاب، وهنا نسأل هل أن الغرب بحاجة إلى صدمات إرهابية أخرى أو لسعات ابلغ وأعمق حتى يلتحق بالموقف المشرقي الجدي ضد الإرهاب؟ نرجو أن تكون القطة لا تحتاج إلى دماء أخرى.
العميد د. أمين محمد حطيط
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


من هذه الساعة حتى يوم الحشر ...
بقلم: الدكتور كمال يونس

يا قُضاة لبنان تعلَّموا وَ لو من بنغلادش
بقلم: بقلم: نوال الأحمر



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//