نداء إلى المثقفين العرب: لا تسمحوا باغتيال العقل والوعي الجمعي | بقلم: نصار إبراهيم (فلسطين المحتلة)
نداء إلى المثقفين العرب: لا تسمحوا باغتيال العقل والوعي الجمعي
|
بقلم: نصار إبراهيم (فلسطين المحتلة)
استعرض مقالات الكاتب |
تعرف على الكاتب
28-11-2015 / 12:36:13 -
1944
نداء إلى المثقفين العرب... إلى الكتاب والإعلاميين والشعراء والروائيين والفنانين والأكاديميين والسينمائيين وغيرهم، سواء كانوا علمانيين أو وطنيين أو قوميين أو تقدميين أو يساريين أو متدينين، إلى كل من يؤمن بحريته وعروبته ووطنه وإنسانيته وكرامته... الآن يناديكم الواجب لحماية مبادئكم وقيمكم وأحلامكم وإنسانيتكم... الآن هي لحظة المواجهة الثقافية مع الفكر المتخلف والظلامي والانتهازي وثقافة الاستلاب والاغتراب ... ألآن حيث تواجه المجتمعات والشعوب العربية ثقافة التجهيل والتكفير والقتل والتغريب والظلام والتقسيم والتمزيق والجهوية والطائفية والعنصرية... الآن يتجلى دور المثقفين والنخب العربية لكي تنهض كل حسب مكانه ودوره ووظيفته واختصاصه لحماية روح المجتمع. هي لحظة الوضوح بعيدا عن الالتباسات والتبريرات والمراوغات التي لا تحمي ثقافة ولا تنتج سوى ثقافة مريضة ومشوهة. هي لحظة الوضوح واتخاذ المواقف بجرأة وبسالة وعمق بما يحمي روح مجتمعاتنا ويحصنها لكي تحافظ على هويتها الإنسانية وحقوقها بالحرية والاستقلال والكرامة والمعرفة وقيم الجمال... هي لحظة الوضوح لمواجهة الثقافة والأدوات التي تحاول منذ عقود اغتصاب الوعي القومي والوطني والفردي واجتياحه بالسطحية والضحالة والإسفاف وتسليع الإنسان والقيم والأوطان. هي لحظة النهوض لطرح ثقافة بديلة جوهرها الحرية المسؤولة عن الوعي الجمعي... وخوض مواجهة لكشف كل ممارسة ثقافية ضيقة وأنانية ومشوهة... هي اللحظة حيث على المثقفين أن يتقدموا بكامل إرادتهم ووعيهم كي لا تتحول مجتماعتنا إلى حواضن للتخلف وإعادة إنتاج التخلف وتدمير ما راكمته من حضارة وتراث وإبداعات وذاكرة أصيلة... هي اللحظة حيث واجب ودور المثقفين العرب أن يواجهوا سياسة وثقافة الانعزال بثقافة الانفتاح والتفاعل الثقافي من على قاعدة الأصالة والعمق واحترام العقل والإنسان... والدفاع عن حقوق الأمة وقضاياها العادلة في مختلف الميادين. هي اللحظة التي تستدعي من المثقفين العرب مغادرة دوائر الشكوى والإحباط والعجز والصمت والمجاملات والمساومات الهابطة إلى دوائر الفعل والتفاعل لتعميق الوعي الجمعي بهويته القومية الوطنية بمضمون إنساني حر وأصيل. إنها لحظة إطلاق الفاعلية الثقافية في كل بلد عربي وعلى مختلف المستويات في الأدب والفن والثقافة والفكر والعلوم والقضايا الاجتماعية المختلفة... بما يشكل قوة صد أمام محاولات التجهيل والتشويه والاستلاب سواء كانت بفعل قوى اجتماعية وسياسية وفكرية داخلية أو بفعل قوى خارجية. هي إذن مهمة لها أولوية قصوى... لكي يكون المثقف العربي عند خط الواجب الأول وليس في ذيل حركة الناس والعالم... في النهاية إذا اقتحمت ثقافة الجهل والإسفاف والهبوط والفكر الظلامي بيوتكم ومجتمعاتكم فيما أنتم صامتون فلا مبرر لوجودكم.... حينها لا تسألوا لماذا حصل ما حصل...!
لا يوجد صور مرفقة
المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع
|