منذ مدّة والإدارة الأميركية هي التي تطلب التهدئة، خصوصاً في العراق، وتقول إنها على استعداد للخروج من هذا البلد لكن بشكل تدريجي وبعد مدة من الزمن، لكن شرط أن لا يكون هذا الخروج تحت وطأة العمليات العسكرية أو الاستهداف من قبل المقاومة العراقية.
أما بالنسبة لتواجدها في سوريا، فلم تعط صورة واضحة أو موقفاً واضحا حول وجودها هناك، ربطاً بالتطورات السياسية والحل العام الشامل وانطلاقا من محادثاتها مع الجانب الروسي.
لماذا عادت الإدارة الأميركية الى التصعيد؟ ما الذي تغيّر خلال الساعات الماضية ما استدعى هذا العدوان الأميركي الجوي ضد فصائل المقاومة في العراق وسوريا ومحاولة إيصال رسالة بهذا الشكل؟
هناك حدث مهم حصل خلال الساعات الماضية، عرض عسكري ضخم يقيمه الحشد الشعبي في العراق في ذكرى تأسيسه. عرض عسكري في الوقت الذي كانت تسعى فيه واشنطن الى حل هذا الحشد وتقديم كل الإغراءات للحكومة العراقية من أجل اتخاذ مثل هذه الخطوة.
يأتي هذا الاستعراض العسكري غير التقليدي، والذي تضمن أنواعاً من الصواريخ والمدافع والراجمات والآليات، والأهم من كل ذلك المسيّرات التي تم عرضها، والتي تحمل صواريخ موجهة. كل هذه الأسلحة المتطورة أصبح الحشد يمتلكها، وبات قوة عراقية إقليمية تؤسس لتوازن في المنطقة، وتعطي قوة إضافية للعراق. لم تستطع الإدارة الأميركية أن تستوعب هذه المشاهد في بلد كانت تعتبر أنه أصبح جزءًا دفاعياً من استراتيجية الولايات المتحدة الأميركية.
لكن ما لم تستوعبه الإدارة الأميركية حتى الآن، هو أن مثل هذه الرسائل من شأنها أن تزيد القوة العراقية، وأن تزيد حالة الالتفاف حول الحشد، ومن شأنها أيضاً أن تسرّع في خروجها من المنطقة.
وردا على الغارات الجوية الأميركية في سوريا والعراق، قالت طهران إن ما فعلته واشنطن بالمنطقة من شأنه أن يزعزع أمنها، وإن هذا لن يكون في مصلحتها.
واشنطن ما زالت تتحرك في المسار الخاطئ وعليها تصحيح أخطائها ووقف تدخلاتها بالمنطقة، بحسب الخارجية الإيرانية، لأن إثارة التوتر في المنطقة ليس من مصلحتها. خصوصاً وأن فصائل المقاومة العراقية وضعت معادلة جديدة مفادها عدم السكوت على وجود القوات الأميركية في العراق “المخالف للدستور ولقرار البرلمان”. معادلة صرّحت بها كتائب “سيد الشهداء” معلنة أنها من الآن فصاعداً ستدخل في “حرب مفتوحة مع الاحتلال الأميركي”، وتوعدت باستهداف طائراته في سماء العراق