بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد ✅
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 02-07-2021 - 2839 بعد أربعٍ عجافٍ على إيران رئيسي يصل إلى السلطة بالصناديق و بالأصوات نفسها التي حرمته الولاية الماضية عناوين عريضة من الديمقراطية و الحرية السياسية تؤكدها نتائج الانتخابات الإيرانية التي تظهر مدى النضج السياسي الذي وصلت إليه الجمهورية الإسلامية و شعبها و هو ما تفتقده غالبية دول المنطقة وصل الدكتور و القاضي المستقل ترشيحاً، الثوريّ نَفَسَاً و روحاً إلى سدة الحكم ليبدأ حكّام المنطقة البدء بتنفيذ خططتهم التي أعدّوها لاحتمال وصوله لهذا المقام الدول الكبرى عالمياً و الدول المجاورة إقليمياً و دول المحور كلها كانت ترتب أوراقها بانتظار ما ستسفر عنها الانتخابات الرئاسية مع الحظوظ الأوفر التي كانت محسوبة للرئيس المنتخَب نظراً لتاريخه و موقعه من قلوب الشعب إيران و الجيران علاقاتٌ متوترة و نسماتٌ من الغزَل: إذا ما استثنينا قطراً و عُمان و الكويت فيمكننا الحديث عن علاقاتٍ راكدة بين إيران وجيرانها الخليجيين و بالأخص السعودية الدولة الأكبر في مجلس التعاون و الأكثر طموحاً بزعامةٍ إسلامية لكن هذا الركود لن يطول إذا توفرت العقلانية لدى الطرف المقابل وهي الطرف السعودي. فالظروفٌ مواتية لإعادة العلاقات الرسمية لاسيما بعد الغزل المتبادل و الذي بدأ مؤخراً خلال دورة الرئيس السابق حسن روحاني لعب فيها العراقيون دور المضيف و الوسيط اما بموضوع الكيان الاحتلالي ووصول اليمين الإسرائيلي المتطرف و الحاقد الذي أعلنها صراحة عن ضربه عرض الحائط كل ما يخصّ موضوع حل الدولتين الذي كان يرسم لها فلسطينيو السلطة كما خطة صفقة القرن التي رسمها الامريكي ،بينما كان الإماراتيون يتغنون بأوهام سلام مزيّف واذلالي بل كانوا يروجون له لكن السحر انقلب على الساحر بكلماتٍ قلائل تفوه بها معتوه تل أبيب الجديد و هذا ما جعل السعودية تحمد الله على عدم التسرع بالتطبيع و حفظها ماء وجهها من وقاحة الحكومة الجديدة للكيان والمعتادة عليها دائماً بل ابقت أي علاقات باتجاه علاقات فردية او من تحت الطاولة او لتعاون شركات اسرائيلية معها . إيران و المحور في ظل الرئيس الجديد: اما بقضية لبنان والوضع المزري بالحال الاقتصادي والسياسي الذي يشير اليه مراقبون ويبدو ذلك واضحاً حتى ان بعض اللبنانيين وصفوه بالموت السريري، وخصوصاً بعد الضائقة الاقتصادية، وقضية المصارف ثم جاء تفجير مرفأ بيروت وماله من تبعات ومحاولات لطعن المقاومة في ظل خنق طهران و دمشق بالعقوبات التي طال امدها وارهق الشعبين السوري والايراني نتيجة ذلك ناهيك عن الإضرابات السياسية و الاقتصادية في العراق والوضع الاقتصادي والسياسي الملتبس في العراق والتدخل الامريكي السافر في البلاد أما حسم الحالة السياسية في العراق والنتائج فان الناخب العراقي يحسمها بعد أشهر قلائل و التي يأتي بها بحكومة جديدة تحدد سياسة البلاد و الأمل معقود على الشباب العراقي المقاوم و تكاتفه للمحافظة على ثمار المقاومة و ضرب الفاسدين و نبذهم و التفافهم حول وطنهم و وحدتهم، هذا فقط يتم إن تمكن العراقيون بالخروج من العباءة الامريكية كلها مجتمعةً تشكل عبءً ثقيلاً على كاهل الرئيس الايراني المنتخب الجديد وذلك يشكل تحدياتٍ وجوديةً للمحور الذي اثخنته جراح الحروب لا سيما أن أعباء الداخل الإيراني لا تقلّ أبداً عن تلك التحديات فالشعب الذي انتخب ينتظر الثمار فإما نصر و فرج و إما المزيد من المعاناة الاقتصادية. ، لكن إيران القوية المستقرة يمكنها التحرك و حلحلة القضية اللبنانية بالتوافق مع المؤثرين الإقليميين في الشأن اللبناني علماً ان هذه ليست المرة الأولى التي يصل فيها اللبنانيون لطريقٍ مسدود، بسبب صراعات اقليمية تلقى تبعاتها على الوضع اللبناني ، لذلك فانه يمكن أن نعتبر قضية لبنان مسألة وقتٍ فقط تنتظر التوافق الإقليمي و الدولي. اما بموضوع القضية الفلسطينية في عيني السيد رئيسي و قلبه: لا حاجة للكلام في هذا العنوان لأن أفعال إيران أبلغ. وقد قالها الرجل: فلسطين قضية لايمكن الحديث عنها و ليست للمساومة و الجمهورية كما كانت ستظل داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني الأبي حتى طرد المحتل من كامل تراب فلسطين. سورية إلى أين؟ و أين هي في سلم أولويات الرئيس المنتخب؟ و بعيداً عن العموميات لابدّ من الحديث هنا بدقة و الخوض في عمق التفاصيل و تحديد الأولويات و تحييد المعوقات فإنه و للأسف هناك هوةٌ عظيمة بين مستوى العلاقات إذا ما قارننا العلاقات السياسية بمستوى العلاقات الاقتصادية و هذا ما يجب العمل عليه جيداً فملايين الدولارات من عائدات الاستثمارات في سورية تنتظر المستثمر الإيراني و بالمقابل آلاف فرص العمل الكريمة يمكن توفيرها للشباب السوري الذي يعاني ما يعانيه و رفد السوق السورية المتضررة بسلعٍ وطنية بأيدٍ سورية و مساهمةٍ استثماريةٍ إيرانية، وبالطبع الى تنسيق مع العراق ما يهم هنا التنسيق على أعلى المستويات والممكن من ذلك القول بتشكيل مجلس اقتصادي أعلى يتبع لرئاسة الجمهورية في كل من سورية و العراق و إيران يضمن تذليل العقبات و دفع العلاقات نحو المزيد من التقدم بعيداً عن الاجتماعات السابقة ذات العناوين الجذابة و المضامين الفضفاضة و يضع لوائحاً تنفيذية لا اتفاقياتٍ صورية تعود بالنفع على الدول الثلاث و شعبها. أما سياسياً فإن العلاقات السورية الإيرانية في أفضل أيامها والمتوقّع انها ستمر بأبهى صورها على مدى عقدٍ من الزمن و سنرى ذلك خلال الأيام القادمة، و هنا لابد للرئيس الفقيه و القانوني ابن الثورة أن يكون له دور و بصمة تاريخية في دفع عجلة السلام و إرساء أسس المصالحة الوطنية في سورية و إنهاء معاناة الشعب السوري اليومية داخل و خارج سورية لاسيما أنه سيكون للرئيس المنتخب علاقات مميزة مع تركية تمكنه من لعب دور طيب و فعال لتهدئة الأجواء السورية التركية وهذا متوقع من التغيير في السياسة الايرانية بهذا المجال لكن السيادة السورية ستظل كما كانت خطاً أحمر في نظر إيران و أن المس بوحدة سورية و سيادتها مرفوضٌ بلا جدال و التحالف الاستراتيجي نحو المزيد من القوة و النمو و أن حضور إيران في سورية بطلبٍ من شعبها و دولتها المنتخبة و خروجها من سورية مربوط باستقرار سورية و إرادة دولتها و شعبها في إطار احترام سيادة الدول و الأعراف الدولية. ثم ان المتوقع في السياسة الايرانية التحلي بالسلام و اليد الممدودة و المحبة لكل دول الجوار و دول العالم شرط ان لا تمس بسيادتها وبقرارها وقد نشاهد الانفتاح على علاقاتٍ طيبة تقوم على الاحترام المتبادل مع الجميع دون المساومة على الخطوط الحمراء ، و مضامين و أهداف الثورة و دماء الشهداء. وعدم السماح بالعبث بالأمن و الأمان الذي لا تهاون معهما بالفكر الايراني السياسي بشكل عام ، اضافة لأننا سنلمس بشكل جلي تطوير الذات للدفاع عن مكتسبات الثورة و تحصين وحدة إيران ضد العربدة الأمريكية و الصهيونية و إغلاق الثغور بوجه الإرهاب أولوياتٌ حساسة و مصيرية للدولة الجديدة التي لا مفاوضات فيها ولا نقاش عليها وهي لا تخضع للمساومات الدولية الرخيصة. و كل ما دون ذلك يمكن الحديث عنه و الجلوس على طاولات المفاوضات و تقديم حسن النوايا و طيبها وسنلاحظ في هذه الدولة وفي هذه المرحلة الرئاسية الجديدة ، تطور ملحوظ وان أذرع هذه الأمة مفتوحةٌ لكل العالم و هذه حقيقة تاريخية لا يمكن لأحدٍ ردها أو نقضها أو تكذيبها التي ترفض الظلم لا يمكن أن تكون سبباً في ظلم الأمم أو شريكاً في مآسيها، وانها تتعامل كتعامل الكبار فما بالك في التطور المتوقع من رئاسة جديرة أن يبنى عليها وطنياً في ايران واقليمياً ونهجاً وسياده .
لا يوجد صور مرفقة
|