جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

بين روسيا وتركيا موعد في إدلب | بقلم: | رفعت إبراهيم البدوي
بين روسيا وتركيا موعد في إدلب



بقلم: | رفعت إبراهيم البدوي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
30-06-2021 - 1489

يتعزز حضور روسيا في حوض البحر الأبيض المتوسط، وصار حضوراً ثابتاً مستفيداً من الانكفاء الأميركي من المنطقة الأمر الذي أفسح المجال أمام تعزيز نفوذ روسيا على الساحة الدولية وخصوصاً بعدما نجح الكرملين «بوتين» في امتلاك مفاتيح إدارة الملفات الساخنة والمعقدة في المنطقة الاقتصادية منها والسياسية وحتى العسكرية.
القرار الروسي في عام 2015 أكد على ضرورة تعزيز الوجود العسكري في سورية والمساهمة في محاربة الإرهاب الموجود على الأرض السورية، أسهم وبفعالية في الحفاظ على ركائز الدولة السورية وخصوصاً بعدما لجأت روسيا في مجلس الأمن إلى استعمال حق النقد «الڤيتو» 8 مرات وذلك لمنع تنفيذ المشروع الأميركي الصهيوني الذي حظي بمشاركة 85 دولة وأكثر من 200 ألف إرهابي بهدف النيل من وحدة الدولة السورية وتفتيت مجتمعها والاستيلاء على ثرواتها.
مما لا شك فيه أن روسيا ومن خلال تثبيت حضورها في سورية ومنعها تنفيذ المشروع الأميركي فيها أعطاها دفعاً مهماً حققت من خلاله قفزة نوعية مكنتها من كسر أحادية القطب الأميركي، الأمر الذي أعاد روسيا بثقلها إلى المسرح الدولي وجعل منها شريكاً لا يمكن تجاوزه وخصوصاً في مواجهة التحديات الأميركية واستطراداً مواجهة التوسع التركي في سورية ومحاولات حلف الناتو الهادفة إلى تطويق روسيا وإرباكها من خلال تركيا «أردوغان» العضو في الناتو وصاحب الحدود المشتركة مع روسيا.
العلاقات الروسية التركية مرت بمطبات أميركية خطرة لكن حنكة ودهاء روسيا «بوتين» شكلت صمام أمان لكلا البلدين.
في أعقاب دخول روسيا إلى سورية 2015 عمدت تركيا أردوغان وبطلب أميركي إلى إسقاط طائرة السوخوي الروسية التي كانت بمهمة استكشافية فوق الأرض السورية، الأمر الذي دفع بوتين إلى اتخاذ إجراءات عقابية اقتصادية قاسية ضد تركيا أردوغان تمثلت بمنع السياحة الروسية عن تركيا ومنع الشركات الروسية من الاستثمار فيها الأمر الذي حذا بأردوغان إلى تقديم اعتذار رسمي وشخصي للرئيس الروسي بوتين خوفاً من تفاقم الأوضاع بين البلدين وخصوصاً على الأرض السورية.
في عام 2016 جرت في تركيا محاولة فاشلة لانقلاب أميركي وبمساعدة بعض الدول العربية لكن المخابرات الروسية كان لها الكلام الفصل في إفشال المحاولة الانقلابية الأميركية في تركيا، واستطاعت روسيا بوتين إعادة الأمور في تركيا إلى نصابها لمصلحة أردوغان الذي كافأ روسيا بصفقة صواريخ روسية من نوع «إس 400» وذلك رداً على المحاولة الأميركية الفاشلة ولمعاقبة الاتحاد الأوروبي على قرار حرمان تركيا من دخول الاتحاد.
روسيا تعد من أكبر المصدرين التجاريين لتركيا وتحتل الطاقة أهم مادة للتبادل بين البلدين، فتركيا تعتمد على الغاز الروسي للاستهلاك ولإعادة التصدير إلى أوروبا، وما خط Turk stream تورك ستريم إلا دليل على أهمية العلاقة بين البلدين كما أن روسيا ساهمت في بناء مفاعل akkuyu النووي التركي، ولطالما أكد الروس استعدادهم لمساعدة أنقرة في التنقيب عن مصادر الطاقة في شرقي المتوسط، فالعلاقة بين البلدين أضحت تقوم على التعاون والتنافس في الوقت عينه كما هو الحال في سورية وليبيا، ويحاذر الدخول في عراك فعلي بينهما فيما يخص أوكرانيا والقرم وقبرص وبتفاهم مبطن في ملف أرمينيا أذربيجان، ويتضح أن الدولتين الجارتين ترغبان في إيجاد أرضية مشتركة وتوازن دقيق يجنب فرض إرادة أي كان على الآخر وصولاً إلى صياغة علاقة إستراتيجية من المنظور الروسي.
مؤخراً صرح أردوغان بأن تركيا تسعى لإقامة حزام أمني في سورية بحجة منع الأكراد من إقامة دولة كردية على الحدود التركية، ما أثار انزعاجاً روسياً واضحاً ترجم برفض واضح لتجديد العمل باتفاقية إدخال المساعدات الإنسانية حصراً من منفذ باب الهوى على الحدود التركية السورية، مقابل إصرار روسي سوري بضرورة دخول المساعدات الإنسانية حصراً عبر المنافذ التي تسيطر عليها الدولة السورية.
ترجع تحليلات كثيرة أسباب دفع تركيا مطلب إقامة «المنطقة الآمنة» في هذا التوقيت إلى التوتر الحاصل في علاقاتها مع روسيا، إذ يبدو أن تقييماً روسياً جديداً للعلاقة مع أنقرة وضعته الأجهزة العسكرية، بات يرى في تركيا خصماً وخطراً على المصالح الروسية.
وقد تبلور هذا التقييم بعد معارك ناغورني قره باخ، ونية تركيا في إقامة قاعدة عسكرية ثابتة في أذربيجان لملء الانسحاب الأميركي إضافة إلى عزم تركيا تزويد أوكرانيا بطائرات مسيّرة، وهو ما ترى فيه روسيا لعباً في مجالها الأمني، يصعب التغاضي عنه.
حاولت روسيا إبلاغ تركيا انزعاجها من مواقفها عبر طرق متعدّدة، سواء من خلال تصريحات دبلوماسييها، التي أكدت جميعها الامتعاض من السياسات التركية المتضاربة مع المصالح الروسية.
تدرك تركيا حجم الانزعاج الروسي، وتراقب عن كثب التحرّكات العسكرية للجيش السوري وتصريحات مسؤولي قاعدة حميميم وخصوصاً بعد إقدام روسيا على تعزيز وجود قطعها البحرية قبالة السواحل السورية، إضافة إلى تزويد الجيش العربي السوري بأحدث أنظمة الصواريخ الروسية ورادارات متطورة وآليات مخصصة تمكن الجيش العربي السوري من خوض معركة فاصلة لاكتساح التنظيمات الإرهابية الموجودة في إدلب، واللافت في الأمر هو أن روسيا أنهت العمل بإنشاء مدارج مخصصة لاستقبال الطائرات الحربية الروسية الحديثة من نوع ميغ 31 والتي تعد درة القوة الجوية الروسية.
روسيا حاولت إفهام أردوغان أن التنسيق مع روسيا هو أفضل السبل للوصول إلى تفاهمات تضمن مصالح البلدين، لكن يبدو أن أردوغان فضل الاستمالة لرغبات أميركا وبتنفيذ سياسات حلف الناتو الهادفة إلى محاصرة روسيا، الأمر الذي سيجعل الدب الروسي متأهباً وفي حالة انتظار ساعة الصفر لإظهار مخالبه والانقضاض على مكامن خطر الإرهاب المدعوم من تركيا في سورية وانتزاع آخر أوراق الحزام الأمني التركي في سورية.
منطقة إدلب على موعد قريب مع الجيش العربي السوري، أما روسيا فقد قررت إشهار البطاقة الحمراء بوجه أميركا والناتو واستطراداً أردوغان معلنة عن انتهاء زمن التوازنات القائمة على حساب الدولة السورية والمخلة بأمن روسيا الإستراتيجي.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


تحرير الحاضر
بقلم: الدكتور نبيل طعمة

العدوان الأميركي رسالة في غير محلها تستوجب الرد
بقلم: حسين مرتضى



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب | رفعت إبراهيم البدوي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//