جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

بين أزمة الأحزاب الإسرائيلية وتآكل مشروعها. | بقلم: تحسين الحلبي
بين أزمة الأحزاب الإسرائيلية وتآكل مشروعها.



بقلم: تحسين الحلبي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-04-2021 - 1125

أزمة إسرائيل العميقة على المستوى الحزبي قبيل وبعد كل انتخابات برلمانية متكررة في السنتين الماضيتين بدأت تكشف عن العجز المتفاقم والمستعصي لهذا الكيان في إيجاد الحلول لمشروعه الصهيوني في الأراضي الفلسطينية والمنطقة ويبدو أن إدراك قادة الأحزاب لهذه الظاهرة التي تثبت الطبيعة المتلازمة لانقساماتهم داخل ساحتهم السياسية والحزبية يجعلهم يهربون نحو اصطناع حلول خارج دائرة الإقرار بتآكل مشروعهم فيلجؤون نحو البحث عن الحل في خارجه سواء في نفس الكيان الإسرائيلي السياسي أم في جواره العربي والإقليمي فهم لا يكفون في الخارج عن العمل على تمزيق الواقع العربي بكل وسيلة ويعملون في الداخل على تقسيم ما بقي من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ عام 1948.

وهذا ما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حين نجح في شق صفوف القائمة العربية المشتركة التي تمثل العرب بشكل موحد من أجل حماية هويتهم وحقوقهم فيما بقي من وطنهم ففي الانتخابات السابقة عام 2020 فازت القائمة لأول مرة بـ15 مقعداً من 120 هي العدد الإجمالي لمقاعد الكنيست وقبيل هذه الانتخابات تمكن نتنياهو من تحريض منصور عباس رئيس «الجناح الإسلامي الجنوبي» الموحد معها بالخروج من القائمة المشتركة ووضع قائمة انتخابية منفصلة عنها بعد أن حرض عليها الجمهور العربي داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948 فانقسم هذا الجمهور ومنح منصور عباس أربعة مقاعد برغم التقارب المعلن بين عباس ونتنياهو رئيس الليكود في الحملة الانتخابية.

في النهاية وكعادة المسؤولين الإسرائيليين في التخلي عن المتعاونين معهم مقابل تبني المستوطنين تبين أن نتنياهو لن يكون بمقدوره الاستعانة بمقاعد عباس الأربعة في تأييد حكومته لأن بعض الأحزاب الصغيرة الإسرائيلية التي سيحتاجها نتنياهو لتحقيق أغلبية من 61 مقعداً لتشكيل الحكومة أكدت لنتنياهو أنها لن تنضم إلى حكومته إذا تبين أن أي حزب عربي يقدم التأييد لحكومته من خارجها أو بالمشاركة فيها.

وكان نتنياهو يعرف هذه الحقيقة حتى حين شق عباس عن بقية الأحزاب العربية لكنه في النهاية مزق الصف في القائمة المشتركة التي كانت دوماً ترفض تأييد الأحزاب الإسرائيلية ولم تجمع سوى 6 مقاعد بدلاً من 15 مقعداً فازت بها في العام السابق.

في النهاية يبدو أن فرص نتنياهو في تشكيل الحكومة بأغلبية ضيقة تزيد نسبياً عن فرص الحزب الآخر الذي احتل المرتبة الثانية بفوزه 17 مقعداً وهو حزب «يوجد مستقبل» لأن بقية الأحزاب التي تعد «متشددة» تفضل المشاركة في حكومة ائتلافية مع الليكود ونتنياهو ولذلك يحتمل المختصون الإسرائيليون في الأحزاب أن يجمع نتنياهو إلى المقاعد الثلاثين التي فاز بها الليكود 16 مقعداً من حليفيه المتدينين السلفيين حزب شاس وحزب يهدوت التوراة في حكومته الحالية وعند ذلك سيحتاج لخمسة عشر مقعداً قد يقدم سبعة منها نفتالي بينيت من حزب «يمينا» ويقدم ستة منها حزب المتدينين الصهيونيين فيظل بحاجة لمقعدين قد يلجأ نتنياهو لتأمينهما عن طريق تحريضه لاثنين من المنشقين عن الليكود في حزب «أمل جديد» الفائز بستة مقاعد بالانضمام إلى حكومته وانتقالهما من الحزب المنشق إلى حكومته وهذه ليست ظاهرة غريبة في هذه الساحة فقد تخلى وزير الدفاع موشيه دايان بعد انتخابات عام 1977 عن حزب العمل بعد فشل الحزب بالفوز بمقاعد تؤهله لتشكيل حكومة وانضم إلى حكومة الليكود برئاسة مناحيم بيغين الذي عينه وزيراً للخارجية ودشن معه اتفاقية كامب ديفيد مع مصر كما انشق شمعون بيريس عن حزب العمل الذي ترأسه مرات وانضم لأريئيل شارون عام 2005 حين انشق شارون عن الليكود وأسس حزب كاديما وفاز برئاسة الحكومة مرة أخرى وعين بيريس وزيراً.

يرى بعض المختصين بالشؤون السياسية والحزبية في إسرائيل أن مشهد الكيان السياسي بدأت تظهر فيه شيخوخة وعجز عن تجديد الحيوية في ضمان المحافظة على المشروع الصهيوني وأهدافه ويعترفون أن السبب يعود لمقاومة الواقع الفلسطيني وعدم تسليمه به برغم ما يحمله من نقاط ضعف وقوة وبسبب مقاومة الواقع العربي والمواقف المتأصلة في رفض القوى العربية المؤثرة والفاعلة في المنطقة للتسليم بالاحتلال الإسرائيلي برغم الانقسام العربي والإقليمي في المنطقة.

ويعتقد هؤلاء المحللون أن أزمة إسرائيل ومشروعها لن تخرج من دوامتها سواء نجح نتنياهو في تشكيل حكومة أم تقرر إجراء انتخابات برلمانية خامسة لأن الأفق مسدود ورجال الأحزاب والسياسة في إسرائيل يكررون الأهداف نفسها لكنهم يستعصي عليهم الثقة بقدرة بعضهم البعض على تحقيقها بينما يمنح المستوطنون نتنياهو أصواتهم طالما يسلب لهم أراضي الفلسطينيين ويعرفون أنه ليس وحده المتهم بالرشوة والفساد وسوء الائتمان بل إن الأرقام تشير إلى وجود كثيرين تعرضوا لنفس الاتهامات من قادة الأحزاب وأعضاء البرلمان ولم يحدث لهم شيئاً فمن يسلب أرض الفلسطينيين لا يهمه من يرأس حكومة لتوسيع سلب الأراضي.

بقي أن نشير إلى أنه في هذه الانتخابات زاد عدد أعضاء الكنيست الذين يعدون من قادة الاستيطان ويقيمون في المستوطنات على عدد من كان جنرالاً في الجيش وأصبح عضواً في الكنيست.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


سقوط البيدق
بقلم: الدكتور بسام أبو عبد الله

حرب المياه والمثلّث الصهيوني – التركي – الإثيوبي
بقلم: موفق محادين



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب تحسين الحلبي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       صحفي أمريكي: لن يتردد الغرب في إشعال حرب عالمية ثالثة للحفاظ على هيمنته//مقتل 27 إرهابياً من حركة الشباب في الصومال//هزة أرضية بقوة 5.1 درجات تضرب إندونيسيا//وزير خارجية الفلبين: نسعى لتطوير علاقات أكثر فعالية مع روسيا//       أخبار الأمة والعالم:استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بعدوان للاحتلال على مخيم نور شمس بطولكرم//أرمينيا تدعو إلى إرسال بعثة أممية إلى إقليم قره باغ//مقتل جندي باكستاني خلال عملية عسكرية شمال غرب البلاد//مقاتلات روسية تستهدف مراكز قيادة أوكرانية في دونيتسك//       محكمة شعبية دولية لمحاكمة امريكا عن جرائمها // شكوى بخصوص ما ارتكبته الولايات المتحدة الامريكية والمرتبطين بها في منطقة غربي اسيا ومانتج عنها من خسائر بشرية ومادية ومعنوية للدول وشعوبها//       أخبار محلية:الرئيس الأسد والسيدة الأولى يحضران مأدبة رسمية أقامها الرئيس الصيني قبل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية//الصفدي وعبد اللهيان يبحثان عدة قضايا بينها الوضع في سورية//صباغ يلتقي غوتيريش وإيجر والحديث يدور حول الاحتياجات الإنسانية في سورية//بدء قطاف محصول القطن في محافظة الحسكة//لافروف يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإلغاء العقوبات المفروضة على سورية//باحث روسي: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين وإقامة علاقات شراكة إستراتيجية حدث تاريخي مهم//وضع مركز اتصالات قصيبة بريف القنيطرة بالخدمة بعد إعادة تأهيله//       ليبيا: ابتلاع البحر لمدينة درنة سياحية نتيجة عاصفة//ضحايا 20000 و دمار غير مسبوق//       التعليم العالي تعلن مفاضلات القبول الجامعي وفرز طلاب السنة التحضيرية ودليل الطالب// أخبار الأمة والعالم:قوات الاحتلال تعتقل 14 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة//ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في المغرب إلى 2946 شخصاً//       أخبار محلية:استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على ريفي طرطوس وحماة//المقداد لوزير الخارجية اللبناني: سورية ترحب بعودة جميع اللاجئين وعواقب استمرار الاحتلال التركي والأمريكي تعيق هذه العودة//وزير السياحة يفتتح منشأة للسياحة الشعبية قرب جبلة//       كونتي: السياسات الغربية لم تنجح في عزل روسيا//ثلاثة قتلى من (المارينز) إثر تحطم طائرة عسكرية أمريكية بأستراليا//اجلاء 388 شخصاً جراء الفيضانات شمال شرق الفلبين//       أخبار الأمة والعالم:الاحتلال يجدد اعتداءاته على مراكب الصيادين الفلسطينيين//       أخبار محلية:الرئيسان الأسد ولوكاشينكو يتبادلان التهاني بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية البيلاروسية السورية//ميليشيا (قسد) والاحتلال الأمريكي مستمران في تفكيك وسرقة خطوط السكك الحديدية// انطلاق أعمال المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي في دمشق//الوزير مخلوف يطلع على سير العمل بمركز استقبال طلبات الاستفادة من الصندوق الوطني لمتضرري الزلزال//       طهران: لا يمكن للأعداء عرقلة التطور المتزايد لصناعاتنا الدفاعية//الطيران الروسي يستهدف مواقع تمركز قوات نظام كييف في زابوروجيه//