كان الاتحاد السوفيتي يقف الى جانب اصدقائه ،ومع حركات التحرر بالعالم ،وان الكثير من البلدان التي تحررت من الاستعمار البريطاني او الاميركي او اي استعمار اخر ،كان بفعل الدعم من قبل الاتحاد السوفيتي سواء في مجال التسليح او الدعم اللوجستي ،وان اسطورة (فيتنام ) في انتصارها على الاستعمار الاميركي ،ماكان ليتم لولا الدعم من قبل الاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية والصين وجميع الدول المناصرة للحرية .
ما يؤسف ان الحديث عن الصين وقوتها الاقتصادية والعسكرية والبشرية بات الشغل الشاغل للاعلام العالمي ،والجميع وبالارقام يؤكد ان (التنين الصيني) قادم .
روسيا من جهتها مازالت تحافظ على قوتها العسكرية وتفوقها المميز في هذا المجال ،فيما اقتصادها متقدم ايضا ،حتى قيل ان الوضع المالي للشعب الروسي جعله الاكثر سفرا سياحيا بالعالم ! فيما البلدان روسيا والصين يشهدان استقرارا سياسيا وأمنيًا .
اميركا هي التي تشهد تراجعا في مجال الاقتصاد والسياسة ويكفينا شاهدا الاضطرابات التي رافقت نتائج الانتخابات الاخيرة ،والتي تداعياتها تنذر بانقسام جغرافي ومجتمعي قريبا .
رغم كل هذا فان الولايات المتحدة تدير الملفات السياسية العالمية والاقتصادية واجهزة (سي اي اي) تمارس واجباتها القديمة الحديثة ، ولاتكاد تشهد دولة في العالم دون ان يكون هناك تدخل اميركي سواء من قبلها مباشرة او من قبل اصدقائها ايضا .
اميركا الان تهدد روسيا بقسوة وتفرض عليها عقوبات متتالية ويكفي انها تمنع وصول الغاز الروسي (شمال 2) الى المانيا فيما عاجزة المانيا من اكمال المشروع رغم الفائدة الكبيرة لهذا المشروع سواء لالمانيا او دول اوربا الاخرى .
جميع الشركات التي هددتها اميركا بالعقوبة في حال التعامل مع اي من الدول المعاقبة والمحاصرة التزمت ولم نقرأ ان شركة واحدة تمردت خشية ان توقف التعامل معها ،وجميع البنوگ التزمت كذلك واعتقد قضية البنوگ الكورية شاهدا حيث امتنعت عن دفع مستحقات ايران من بيع النفط خشية العقوبات .
لاشك فان الولايات المتحدة تضررت نتيجة اكراه الدول على قبول عقوباتها على الدول الاخرى فيما الاخيرة ليست لديها ادنى مشاكل مع الدول المعاقبة من قبل اميركا ،وهذا يحفز الدول للبحث عن وسيلة لاستعادة اموالها او مضطرة لتغيير التعاقد مع دول اخرى في البيع والشراء وهكذا ،وهذا الامر يحتاج الى اسناد دولي مناهض للمشروع الاميركي.
ان اميركا تعلم ان الضغط على الدول الصديقة لها او غير صديقة في المثول لقرارات عقوباتها يحتاج الى متابعة عالية على مستوين الاول من الناحية الفنية بحيث لايمكن لاحد ان يخرق العقوبة ،والثاني في متابعة تأثير العقوبات على البلدان والشخصيات للوصول الى الهدف المطلوب ،وهي مواظبة على ذلك .
مما لفت نظرنا ونحن نستمع الى حديث السيد نصر الله الاخير مع الشعب اللبناني انه خيرهم
لانقاذ الاقتصاد اللبناني المتهالك بين الذهاب الى الصين او الرضوخ الى اميركا ومشروعها التامري .!
سماحته تساءل (لماذا لم نذهب الى الصين؟ الأمر بحاجة إلى إستثمارات في البلد، الصين قالت أنا جاهز، الجماعة حتى لحدود الـ12 مليار دولار جاهزين أن يستثمروها في البلد، واوضح سماحته (أنا سوف أكون الليلة صريح معكم وشفاف، الناس في لبنان، المسؤولين، الكثير من المسؤولين خائفون أن يذهبوا الى الصين ، خائفون مِن مَن؟ من الأميركيين، بصراحة، وسابقا كلنا نتذكر كيف أن نتنياهو أهين كثيرا من الأميركيين وهو من “زلمة” الأميركيين لأنه انفتح للصين وعاد وبدأ “بضبضبة” المشاريع. في العراق رئيس الحكومة السابق لأنه تعاقد مع الصين،(تمت استقالته )الناس خائفة من الذهاب إلى الصين، حسنا، هل نظل خائفين
؟! الآن في الأيام القادمة مع بايدن أولويته المعركة مع الصين والحرب الإقتصادية مع الصين، فلنذهب الى روسيا لنرى شركات روسية تلتزم، وتحيي مصافي نفط، وتوفر أيدي عاملة وتلتزم مشاريع كذا وإلخ… العالم خائفة أن تذهب إلى روسيا!)
وبالخيار الاميركي قال (حسنا، الأميركيون لا يسمحون لكم أن تذهبوا إلى الصين ولا إلى روسيا ولا إلى إيران ولا إلى الشرق ومع العراق أيضا “تتخربط” الأمور، وسورية ممنوع أن نتعاطى معها، حسنا تفضلوا يا أيها الأميركيون ساعدونا!) واوضح ان شروط المساعدة الاميركية تفرغ الدولة من جميع قيمها الوطنية والسيادية وعليها ان تنخرط بالمشروع الاميركي !!
اذاكانت اميركا داخلة في لبنان البلد الصغير بهذا الحجم بحيث تحسب انفاس الشعب وكلما احتاجت الى موقف نفذته باسرع مايكون دون تردد واخرها تدمير ميناء بيروت ،فاين هي الصين وروسيا ؟
المعركة التي تقودها اميركا ضد العالم ليست (عسكرية ) بل بالاعتماد على الجانب الاقتصادي وحصار الشعوب حتى تقر لامرها .
الاحتجاجات الاخيرة في روسيا لاطلاق سراح المعارض الروسي (نافالني) كانت كبيرة ،وادركت يومها ان تحرك الشارع الروسي لايحتاج كثيرا لان يشابه ايا من شوارع الدول العربية !
السفارات الاميركية تعمل وتكدح ليل نهار من اجل تنفيذ مخططات بلدها ،حتى لتشعر انها هي من تدير دولا عديدة !
السفارة الاميركية تقيم دورات للناشطين وتصنع اجيالا لصالحها وتهيمن على حركة رأس المال ،وتغير الحكومات وتأتي بالشخصيات المؤمنة بخطها لادارة الدولة ،وتتحمل وزر ضربات المقاومة بالمقابل نسأل :-
هل سمعتم ان السفارة الصينية او الروسية قامت بعمل مثل هذا بالعراق او لبنان مثلا ؟
حتى الاعلام الصيني او الروسي هو الاضعف بين الدول المتقدمة، ومجرد ان تقرأ اخبار (RT) الروسية ستجد ان 90% من اخبارها الخارجية مأخوذة من وكالة رويترز او من صحف اميركية وغربية ،اما الصيني فمازال على عهد (ماو ) ليس سوى وكالة (شينخوا) التي 90% من اخبارها (بايته) واذا دخلت عليها مرة فلن تدخلها ثانية ،فطريقة الترجمة من الصيني الى العربي ،اشبه بترجمة الگوكل!!
وسائل الاعلام الايرانية غارقة بالمحلية.
والترجمة فيها (دون حيوية )
اذن اميركا (نازلة ) الى الميدان دون تردد وغير عابئة بردة الفعل وحجم الخسائر التي تنفقها من صناعة العالم وفق مخططاتها ،بالمقابل فان روسيا والصين حتى اللحظة لاتريد ان تخسر جنديا واحدا خارج اراضيها وتتلقى الصين الضغوط عليها في
هونك كونك ،وتايلاند ومكاو وبحر الصين ،وقضية المسلمين (الايغور ) اما روسيا فالعقوبات تترى عليها والتقدم الاميركي جار في دول اواسط اسيا والارواس وبحر البلطيق واوكرانيا وغيرها القريبة من حدودها ونفوذها ! روسيا لم تحمِي الاسد ،والصواريخ الاسرائيلية تقصف دمشق بعد (الاستئذان) منهم !
واخر (تقليعة) سيأتي جيش مصري بين الحدود السورية اللبنانية لغلق اخر مصدر للهواء بين البلدين!
لم تقدم الصين وروسيا مايذكر لايران وبأمكان الدولتين. التمرد على العقوبات الاميركية لانها ،غير شرعية فلم يفعلا!
الفوضى الخلاقة خطط لها الاميركان ،ونفذوها عبر (الربيع العربي ،)وليس هنالك من دولة عربية خرجت عن (طاعتهم) ،وسوف يقتادون (العميان) في البدء نحو (التطبيع ) بعدها انصاف العميان ثم ماتبقى من (المبصرين ) والشعوب العربية تهتف للصين وروسيا ولا من مجيب !! لم نسمع صحيفة صينية او منظمة روسية او مسؤول طالب بحق الشعب البحريني ،وينتظرون غالبا الدول الغربية تتعرض لهذا الجانب ،بل الانكى (تتردد) الصين وروسيا من ايواء معارض واحد وقف بوجه الارادة الاميركية .
في بوليفيا يوجد معدن (الليثيوم) النادر والذي يغطي مساحة (100)كم2 من ارضهم ولديهم حكومة وطنية ،ويعيشون ظروفا اقتصادية صعبة وكلما ارادت الصين استثمار هذا المعدن الثمين اسقطت اميركا الحكومة !
اميركا اقالت المالكي لانه عقد اتفاق (البنى التحتية مع كوريا والصين ) واخرج القوات الاجنبية عام 2011 فجاؤوا له بزرافات داعش وشدوا عليه فارسلت له المرجعية (قصاصة) اخرج وجيء باخر من حزبكم فجاء (العبادي)
وعقد عبد المهدي (اتفاقية الصين ) فجاءت رسالة المرجعية بعد ضغط الشارع (اخرج) فقدم استقالته وخرج .
بعدها صنعت لنا حكومة كاظمية (عديمة اللون والطعم والرائحة)!
علينا ان لاننتظر من هؤلاء خيرا ،ونثق بانفسنا وبالله ،فيبدو ان الصين لايحسنون السير الا على (طريق من حرير )!! وروسيا مازالت مرعوبة من ايام (انهيار الاتحاد السوفيتي)!
نحن نعلم ان السيد حسن اراد ان يذكر الصين وروسيا بالخيبة الكبيرة اتجاه الشعب اللبناني ،فيما عقد العزم على المقاومة لانها المفتاح الوحيد نحو النجاح .