الرئيس الأســـد شــاغل الدنيا ...و محبطٌ لخصيان السياسة أجمعين
فإنك شـــمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبـــد منهن كـــوكب
يا قرة العين سل عيني هل اكتحلت بمنظر حسن مــذ غبت عن عيني
و نعود بالذكرى الأليمة الشنيعة المجحفة بحقّ الشعب السوري و التي اندلعت منذ نيسان 2011 و واكبناها بالفكر و القلب و القلم ...
حيث بدأت المطالب الافخاخ، و محاولات زرع الشقاق تحت شعارات رنّانة و طنّانة و ملتبسة و ملغومة كاذبة ...ترتدي أثواب الفتنة و تجول بأصوات مستعارة منتقاة تلعب على سلّم موسيقيّ بكل درجاته السفلى و العليا فتقدّم للشعب السوريّ هدايا اعلاميّة ملغومة، و شرائط مسجّلة في غرف سوداء تستبيح وسائل التلفزة بأكثريتها عربية مدعومة على أوتار السيمفونات الاقليميّة الناشطة بالتحريض و التهويش و التشويش و التزوير الفاضح بحقّ الانسان السوري على قاعدة الدعم المطلق لحقوق مزعومة تستهدف الهدم و الشقاق و التفرقة و الانقضاض التصاعدي على كلّ ما تشكّله الدولة السورية من مقام رائد، و دور نبراس، و سياسة مقاومة، و منصّة حاضنة بالكلمة و الفعل لكل الشؤون و القضايا العربيّة المحقّة و المندرجة تحت سقف القوانين الدولية ....
و بدّلت الاحداث أثوابها، و أشكالها، و مواقعها، فاجتاحت بغطاء عرباني اقليمي دولي بهدف القضاء الكامل و الشامل على ما تمثّله ســــــــــــوريا الأســــــــــــد من موقع مميّز، و دور رياديّ، و انفتاح على كلّ الامور بغية تفتيتها و شرذمتها و بعثرة قواها المعنويّة كما الماديّة من طاقات و قدرات و امكانيات .
و عند هذا ، تحقّق المؤآمرة الكبرى، التي جمعت كل وسائل و ادوات و وسائط التخريب من أصقاع الارض، أهدافها الشيطانيّة العابثة بالانسان و الحيوان و الشجر و الحجر ...
و توالت الشرور و عمرت الاكاذيب و علت الاضاليل حتى كادت تلاقي أديم السماء الملبّد بالمواقف العربية الضعيفة و السقيمة و المريضة و الغارقة حتى أذنيها بالنفاق الذي تبرّج وجهه بالوفاق الاخوي. و اشتدت عواصف الصحراء برمالها التي تعمي اكثر الاحيان بصائر أكثرية دول الخليج ... و شرعت بالتحامل و التحايل، بمدّ اليد و بسحب أبسطة الامان و الامن و الطمأنينة من ربوع سوريا تحت حجج واهية و اسباب عقيمة و جولات ما بعدها جولات عبر تجيير الرأي العام الدولي، و شراء الضمائر و تعمية البصائر و دفق شلالات من المرتزقة الهواة، و الانزال، و الاخصام، و الحقّاد، و عشرات الالاف المؤلفة من حثالة المخلوقات ، و أقزام المجتمعات، و مرضى المشاريع الوهمية القاتلة للحضارة و الثقافة و العلوم و المعارف و الاداب و الفنون ...!
و" هل ينبت من الشوك عنب " ؟ أو " من العوسج غارٌ " ؟ و هل تصلح الجحور لغير الثعالب و الاوكار للثعابين ؟
فقد توزّع الاقارب و الاخوة و الجيران – للاسف الشديد – ما بين ثعالب ماكرة و ثعابين غادرة و وحوش ضارية فاقتلعوا الافئدة و قطّعوا الاجساد و نزعوا الرؤوس و فتكوا أشد الفتك بمخلوقات لا حول لها و لا قوّة ... الا التمسّك بحبل الخالق ، موزّعين على كل الطوائف و المذاهب و الاديان ...!
و ما كانت سوريا – لعمري – تميّز بين دين و آخر، بين مذهب و آخر، بين بلدة و أخرى ...
فنزعوا " الله " من المساجد و الكنائس و كل دور العبادة و اشتروا لنفوسهم " بأموال الخليج " كل ما يحلو و يطيب و يشبع نهمهم و يروي غليل أمراضهم ...
و المفارقة اللئيمة السافرة هي أن من يطالب بتحديث النظام و باعطاء الحريات و بالسهر على القوانين و باحترام الرعيّة، هو من الجمال المسنّة بمكان، و كلّ جبلته و تكوينه يدخل في دهاليز الظلام و كهوف القرون الاولى للانسان ...!
كل العالم – أو علة الاقل معظمه – تفرّج و لمّا يرفّ له جفن أو تتحرّك في ضميره و في كيانه و في خُلُقياته " قوّة غوث المظلوم " بل تحوّلوا الى ظالم و قاهر و مستبدّ و مصدّر لللأراء و التوصيات فأضحوا ملافنة في الفكر الضائع، و أساتذة في الوهم المسافر، و مدراء في تصدير الارهاب كل الارهاب الى ســـــوريا ..!
لتمُتْ ســــوريا ..! لتشنق ســـــوريا ...! لتصلب ســــوريا ..! فلا عيب في هذا و لا ضرر في ذاك و لا خسارة في ذلك ...
وقد سبقهم اليهود قائلين لبيلاطس : " اصلبه اصلبه اصلبه ..!
وقد قال السيّد المسيح قبيل فترة صلبه:" أهدموا هذا الهيكل ...و أنا سأبنيه في ثلاثة أيام " ...فهدم الهيكل و بناه بقيامته و انتصاره على الذلّ و الهوان و التبعيّة و أبناء العار ...
وان استطعتم هدم الهيكل السوري ....فافعلوا ...و ان ســــــــــــــــــوريا الأســــــــــــد ستبنيه في ثلاثة أيام ...
أخطئتم يا دول العالم بحق الحق، و أثخنتم جسد سوريا بالجراح و نكّلتم بأهلها و شرّدتم انسانها و أسأتم " استعمال الوزنات " ...
" فمن له يعطى و يزاد. و من ليس له يؤخذ منه " . و لسوريا الكثير الكثير . و هي صاحبة الوزنات الكثيرات الساميات المكرّمات .
و لا يغفلنّ عن بالكم أنّكم سعاة شرّ و رُسل حرب و وفود مراوغة و كذب و نتانة و فسق و انحلال خُلُقيّ نافر كمقدّمة صخرة ناتئة كانسانيتكم العرجاء بل المقعدة طوعا و رغبة منها في " طعن قلب سوريا " ..ّ!
فالأسد كان و ما زال مركز الثقل المعنوي و الوطني و الميدانيّ . و أنتم يا جرابيع المواقف و سلاحف الذلّ و العار، و جنادب المواسم القاحلة، و زواحف السياسة ...
موتوا في غيّكم و اختنقوا بدخان غيظكم و اقفزوا كالقردة من غصن لآخر على أشجار المواقع الدوليّة .
ان نفسكم يضيق عند لفظ اسم الاسد. و دوار الكره يأخذ مأخذه منكم لحظة السماع باسم الاسد. و تتشرنقون فتولدون. لا ديدان قزّ تولدون، لا سمح الله. فانّ الحرير بعيد عنكم و طريق الحرير لا تمرّ في ممالككم بل في ربوعنا حيث الكرامــــــــة لها عرين و لا يحرس هذا العرين السوري الا الرئيس الأســــــــــد .
بل أنتم فراشات بشعة قصيرة العمر و حدود طيرانكم لا يتعدّى بضعة أمتار . اطمئنّوا. فانّ التحليق ميزة النسور. و ما أكثر النسور في سوريا .
أماّ نقيقكم أو نعيقكم لا يغيّران البتّة في مسارات أصحاب اليقظة و الهامات و الشرف و العزّ و العنفوان ..!
بكلّ مصداقيّة و واقعيّة قد خلقتم كذلك . فارضوا بقدركم و لا تتمثّلوا بضفدع ، أصابه الغرور و تمكّن منه الكبرياء، صمّم على نفخ نفسه كي يصبح ثورا . فما كان له الا أن انفجر ...انفجر ....
اتقّوا الله قبل السقوط في التجربة فتنفجروا .
رحم الله امرؤا عرف شأنه و زان حجمه و قاس قدراته .
و لكنّكم متوهمون و متوّهون و مرضى العنجهيّة و حلّ بكم سخط الله ..!
و بناء على ما تقدّم و انسجاما مع وزنكم، نقول :
" بقدر الجد تكتسب المعـــــالي ومن طلب العــلا سـهــر الليــالي ***
العرب في غفلة عما يراد بهم كأنهم غنم في حوزة جزارُ " .
و على المقلب الصحيح، لا يصحّ الا الصحيح و لو كانت غيومكم و دخانكم تلبّد سماء المنطقة. فانّ السماء في ســـــــــــوريا الأسد صافية واضحة ساميّة كقيادتها و جيشها و مقاوميها ...
و الخيار لآصحاب العقول لا لمرضى النفوس . و سوريا منيعة محصّنة رغم هذه الاهتزازات و الهزّات المصطنعة.
تلقّت الضربات. فصمدت، فصدّت ، فانتصرت رئيسا و قيادة و جيشا و شعبا . و لا يغيرنّ الله ما بقوم ان لم يغيّروا ما بنفوسهم .
و الشعب السوري الطيّب الكريم المتسامح هو خلوق و خليق بأن يختار من " حمل صليب سوريا " لخمس سنوات خلت . و أنا واثق من قناعتي و حدسي . انا متاكد من أن الدماء التي اهراقت على الجبال و هطلت فوق السهول ستروي النصر الآتي باذن الله و عصمة المناضلين .
و ان النصر لناظره و لمستحقه لقريب .
و من يستحقه غير الشعب الصامد الابيّ المناضل ؟
و لا أحد – مهما علا شأنه و تقدّم دوره – يختزل ارادة السوريين . أو يقرّر عنهم . و سوريا الاسد باقية بقاء الله في الاكوان. و بقاء الاوكسجين في الهواء .
و نحن معكم في موعد قطاف النصر و حصاد سنابل الحقائق بسواعد الاكفّاء الخلّص الشرفاء . و ستقوم باذن الله .
عاشت ســــــــــــــوريا الأســــد .
يحيا الرئيس .
الثورة الوطنيّة
منابع النور
د. كمال يونس