جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ماذا يخفي الغرب وراء انقلاب مواقفه في سورية؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
ماذا يخفي الغرب وراء انقلاب مواقفه في سورية؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
17-07-2017 - 1743
يتوقف المتابع لمجريات العدوان على سورية عند مواقف وسلوكيات دولية تشكل انقلاباً على مسار المواقف السابقة الصادرة عن الجهات ذاتها خلال السنوات السبع الماضية من عمر الحريق العربي المسمى زوراً ربيعاً.
ففي موقف اول، وخلافا لاستراتيجية « إطالة امد النزاع» التي طرحتها وعملت بها اميركا قبل سنتين، خرجت اميركا بموقف مناقض مضمونه البدء الفعلي والميداني بالسعي الى وقف إطلاق النار بشكل تدريجي يبدأ الان في الجنوب الغربي السوري مع « سعي معلن» للوصول الى وقف النار في كامل الأرض السورية ».‏
اما الموقف الثاني فقد سجل في فرنسا و دعوة رئيسها وبعد لقائه بالرئيس الأميركي ، دعوته الى حل سلمي للازمة في سورية عن طريق الحوار و المفاوضات دون شورط مسبقة ، في موقف يشكل انقلابا جذريا على موقف فرنسا الاولي و الذي تشبثت به طيلة الفترة السابقة متمسكة بشرط او مقولة « لا محل للرئيس الأسد في مستقبل سورية » و صحيح ان سورية لم تكن تقيم وزنا لمثل هذه الشروط ، الا ان اطلاقها و التمسك بها مع هيمنة أصحابها الغربيين و بعض العرب و الإقليميين بقيادة أميركية ، هيمنتهم على الأدوات السورية المناهضة للدولة كان من شأنه ان يفشل أي سعي او بحث او تحرك على المسار السياسي و من اجل ذلك فشلت كل جولات الحوار والاجتماعات التي عقدت في جنيف او على هامشها حتى الان .‏
ونصل الى الموقف الثالث الذي سجل في جنيف 7 وكشفه رئيس الوفد السوري الى الاجتماع حيث اظهر تقدم الحديث عن الإرهاب وضرورة البحث والتعمق في أساليب مكافحته ضمن البحث في السلات الأربع المتفق عليها في جنيف، بحث يكاد يكون متقدما عما عداه حتى ولو كان الموقف الظاهر هو التوازي في البحث بين السلات الأربع المتفق عليها مواضيع أساسية متوازية. وهنا نتوقف عند تطور مهم للوسيط الدولي، فبعد ان كان البحث في الإرهاب مستبعدا بالطرح الدولي والبحث يقتصر على سلات ثلاث ليس هو منها، ادخل الإرهاب كسلة رابعة بناء على الموقف السوري، والان يتم التركيز عليه متقدما عن السلات الثلاث، ولهذا طلب رئيس الوفد السوري ان يقال في الاعلام والخارج ما يقال في الداخل حول الإرهاب و ضرورة التركيز على مكافحته ، في دلالة على تطور الموقف الدولي واقترابه من الموقف السوري الداعي منذ العام 2012 الى مكافحة الإرهاب والتركيز عليه فبل أي شأن اخرـ او اقله بالموازاة مع البحث السياسي و لكن منفصلا عنه حتى لا يكون العمل السياسي المشروع تحت وطأة الضغط الإرهابي غير المشروع .‏

اننا نرى أهمية هذه المواقف و نقراها على ضوء مناسبة و توقيت اطلاقها حيث جاءت بعد تطورات ميدانية بالغة الأهمية في كل من العراق و سورية كانت اولها الإنجازات العسكرية و الميدانية التي سجلت في الميدان السوري خلال الأشهر الماضية التي تلت تحرير حلب ، و التي اقل ما يقال فيها انها حفلت بانتصارات متتالية للجيش العربي السوري و حلفائه في شتى الجبهة التي عملوا عليها ، و ثانيها ما حصل في العراق من تحرير الموصل و انهيار داعش فيه و تقطع اوصالها التي تشتت على 6 مناطق غير مترابطة حيث تشكل جزرا محاصرة لن يكون الاجهاز عليها من قبل الجيش العراقي و الحشد الشعبي الا مسألة وقت و النتيجة محسومة لصالح الدولة العراقية في مواجهة دولة الخرافة المنهارة و المتلاشية في العراق .‏
فإذا قرأنا هذه المواقف على ضوء ظروف اطلاقها نستطيع ان نصل الى رسم صورة حاضرة للمشهد في سورية والعراق يقوم على الخطوط التالية:‏
- بداية قبول معسكر العدوان على المنطقة بفكرة فشل الإرهاب الذي اعتمده أداة لإخضاع سورية والعراق، وتكون الاتجاه لديه للحد من الاعتماد عليه حاضرا بعد ثبوت عجزه عن تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي من اجلها انطلق العدوان.‏
- اتجاه معسكر العدوان على المنطقة للعمل بسياسة الحد من الخسائر وحفظ ماء الوجه عن طريق التفاوض مع الجهات التي صمدت دفاعيا وافشلت العدوان، لمنعها بالسياسة من استثمار انتصارها بالحجم الذي يقتضيه الحال.‏
- اتجاه معسكر العدوان على سورية الى اجراء نوع من المقايضة بين اقرارهم بالفشل من جهة، وإقرار معسكر الدفاع عن المنطقة بمصالحهم والقبول بالمحافظة عليها في الحد الذي لا يفرغ تلك المصالح من مضمونها الاستراتيجي.‏
- اتجاه لدى معسكر العدوان زرع حصان طروادة او اكثر في معسكر الدفاع ، من اجل اشراكه في إيجابيات النصر او على الأقل حفظه بعيدا عن مرارات الخسارة.ولتقرأ جيدا الوضع القطري و التركي .‏

هذه الصورة تذكرنا بالقواعد المعتمدة في العلوم العسكرية لتحديد الدفاع الناجح و الذي هو «العمل الذي بمقتضاه نحمل العدو المهاجم على الاقتناع بأن هجومه فشل و بأن عليه ان يوقفه» و عليه نستطيع ان تقول الان ووفقا لتلك القواعد العسكرية بأن دفاع سورية و العراق نجح في تكوين قناعة لدى معسكر العدوان عليهما بأن هجومه الإرهابي العدواني عليهما فشل ، و بالتالي عليه ان يوقف العدوان و بالفعل نرى ان الحديث الأميركي عن وقف شامل لإطلاق النار في سورية ، و الحديث الفرنسي عن مفاوضات بلا شروط مسبقة ، و القبول الاممي بإعطاء أولية علنية للبحث في الإرهاب كلها مؤشرات واضحة تؤكد حصول هذه القناعة و لكن .....؟‏
ان الأخطر في الموضوع الان هو البعد الثالث من صورة المشهد ، البعد الذي يتضمن سعيا للمقايضة لتحقيق مصالح الغرب بالسياسة بعد فشل تحقيقها عبر الإرهاب في الميدان ، و هنا و رغم علمنا بما يريد الغرب الان في سورية و العراق من مصالح امنية و عسكرية و مالية و اقتصادية ذات طبيعة استراتيجية تتصل بسياسة الغرب الاصلية ضد المنطقة و التي تقوم على رفض تمكين المنطقة من ممارسة سيادتها على نفسها و امتلاك القرار المستقل و استثمار ثرواتها لصالح شعوبها ، فاننا لا نرى موجبا الان في الخوض بتفاصيل تلك الأهداف و المصالح ، لكننا نرى بأن المنتصر ليس مضطرا لإعطاء المهزوم جوائز ترضية بالحجم الذي يفرغ الانتصار من مضمونه ، و يصيح المهزوم مساويا للمنتصر في الاستفادة من حصاد نتائج الصراع . وهنا نرى ان الذي واجه حربا كونية على بلاده وانتصر رغم كل ما رافقها من مآسٍ، سيكون قادرا وبشكل مريح على مواجهة الضغوط السياسية مهما عظمت وهو محترف في ذلك حيث ان تجاربه الناجحة خلال العقدين الماضيين اهم وأكثر من ان تحصى.‏
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


تحرير الموصل: مَن حرّر؟ وما العِبر؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط

السنة والشيعة صراع على السلطة ام على الجنة؟
بقلم: الباحث محمد بوداي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//