جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

تحرير الموصل: مَن حرّر؟ وما العِبر؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
تحرير الموصل: مَن حرّر؟ وما العِبر؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
15-07-2017 - 1724
عندما اجتاحت داعش الموصل ومنها الأراضي العراقية الوسطى وبلغت الحدود مع إيران وباتت قادرة وبالسلاح المواتر الخفيف أن تشلّ الحركة على المنطقة الحدودية هناك، خرجت أصوات «مسؤولة» من أميركا قائلة إن داعش تنظيم عسكري فائق القوة، بإمكانه أن يحقق ما يريد ويجتاح المنطقة التي رسم حدودها على مساحة 6 دول عربية، ثم أضافوا بأن داعش قد يلجأ الى السلاح النووي وأنه قد يمتلك أنواعاً من سلاح الدمار الشامل، وبالتالي فإن هزيمته تتطلّب بين 10سنوات على أقل تقدير ويمكن أن تصل الى 30 سنة.
طبعا رسمت أميركا هذه «الصورة الأسطورية» لداعش لأنه صنيعتها وأداتها في تنفيذ مشروعها الاستعماري الذي فشلت في إرسائه عبر عقدين من الزمن، وقالت بذلك من أجل تثبيط عزيمة اهل المنطقة وحملهم على التسليم بالأمر الواقع أولاً، وعدم القيام بمحاولات دفاع ضدها، لأن الدفاع في مثل هذه الحالة برأي الأميركيين انتحار وجلب الضرر الإضافي للنفس من جهة ومن جهة ثانية من أجل تبرير إقامة تحالف أميركي دولي خارج الشرعية الدولية ومن غير أي قرار أو موقف من مجلس الأمن، تحالف يمكّنها من العودة إلى العراق لإقامة القواعد العسكرية الأميركية فيه تلك القواعد التي أرادتها ولم يستجب العراق لإرادتها في العام 2010، عندما تمّ توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون الأميركي العراقي الأمني.
أمام هول المشهد هذا، كان على العراقيين أن يختاروا بين الاستسلام لاحتلال جديد بشع جداً، ثم الاتكال على من أنتجه أي الأميركي حتى يزيله بعد عقود يفتت فيها العراق ويُلغيه كدولة، كما فعل في ليبيا، أو أن يعمل بالقاعدة الذهبية «ما حكّ جلدك مثل ظفرك، فتولى أنت جميع أمرك». وهنا وبوجود مرجعية دينية واعية بعيدة النظر وبوجود قيادة سياسية عراقية شجاعة، ومراهنة على الشعب العراقي والاخوة والأصدقاء في المنطقة الذي لهم باع في مقارعة الاحتلال والعدوان الأميركي، اختار العراق طريق ذات الشوكة وقرّر مواجهة الإرهاب الأميركي ليقطع الطريق على أميركا في تفتيت المنطقة والسيطرة عليها واجتثاث تاريخها وتغيير ديمغرافيتها.
ونجح رهان العراق ونجحت خياراته وتمكّن بعد 3 سنوات من الاجتياح الإرهابي الذي احتل نصف ارضه تقريبا، ونجح في تطهير أرضه من هذا الطاعون السرطاني الخبيث الذي صنعته اميركا وجاءت به لاستباحة العراق والمنطقة واليوم اذ يحتفل العراق والمنطقة ومحور المقاومة وأحرار العالم المناهضون للمشروع الاستعماري الاحتلالي الصهيواميركي بهذا النصر العظيم، فإن من المفيد أن نتوقف عند امرين: الأول تحديد مَن صنع النصر والثاني العِبر من هذا الإنجاز الذي سيُكتب عنه الكثير، لأنه من طبيعة استراتيجية تغييرية ذات آثار تتعدّى العراق والمنطقة لتنسحب على العالم ونظامه الدولي الجديد.
وفي النقطة الأولى نجد أن النصر على الإرهاب الداعشي في الموصل وتالياً في العراق كله لم يتبقَّ من أوكار وجزر لداعش في العراق إلا 6 مناطق غير متواصلة ومحاصرة يصعب إمدادها ويستحيل بقاؤها ولم يعد الإجهاز على داعش فيها إلا مسألة وقت والنتيجة في الامر محسومة لصالح العراق طبعاً وبوقت لا يُقاس بالأشهر بل بأقل من ذلك بكثير .
ونعود الى المنظومة التي صنعت هذا النصر، ونجد وبشكل موضوعي أنها تتشكل من اربعة اركان رئيسية كان لكل منها دوره وموقعه في صنع القوة القادرة التي هزمت داعش وحررت العراق. وهي:
الركن الأول كان فتوى المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي الذي هو بحسب الفتوى واجب على الجميع، وإذا قام به البعض سقط عن الآخرين. وقد كان لهذه الفتوى أثرها السحري في نفوس العراقيين نظراً لدورها في تحديد العدو وإجلاء الصورة وإزالة الشبهة وتحديد المسؤولية والواجب في مقارعة العدو الإرهابي دفاعاً عن النفس والعرض والأرض والمقدسات.
الركن الثاني الشعب والاستجابة الشعبية والهبة المنقطعة النظير التي تُرجمت في اتجاهين: اتجاه يعني الضباط والجنود في الجيش العراقي وارتفاع حماسهم للقتال الأمر الذي من شأنه رفع القدرات العسكرية والمعنويات لدى الجيش العراقي، والثاني تشكيل القوات العسكرية الرديفة الموازية والتي تمثلت بالحشد الشعبي العراقي الذي كان مفاجأة المرحلة والتي صدمت المخطط الاستعماري. مفاجأة أذهلته وأربكت والأدوات وكل مَن راهن على الإرهاب واستثمر به.
الركن الثالث مبادرة محور المقاومة للمساعدة وفقاً لاحتياجات الميدان والأخطار. وهنا يبرز بشكل رئيس دور حزب الله في لبنان الذي لبّى وعلى عجل متطلبات المرحلة وأرسل الخبراء والمدربين و…. من اجل تأطير وتنظيم وتدريب وتقديم النصح في تشكيل وحدات القتال، وتقديم المشورة في العمليات القتالية، كما ويبرز دور إيران التي أرسلت خبراءها وفتحت مخازنها من السلاح والذخيرة واللوجستية للجيش العراقي والحشد الشعبي، فعطلت مفاعيل الحصار الذي تمارسه أميركا على هذا الجيش لتمنعه من امتلاك القوة التي تمكنه من الدفاع الناجح.
الركن الرابع. القيادة السياسية العراقية الشجاعة الكفوءة. التي لعبت دوراً هاماً في المواجهة وعلى شتى الصعد العسكرية الميدانية والسياسية والمعنوية والتنظيمية. لقد واجهت هذه القيادة ضغوطاً شتى من الداخل والخارج، ضغوطاً لو رضخت لها لكانت عرقلت أو عطلت مفاعيل الهبة الشعبية ومفاعيل المساعدة من محور المقاومة، ولكانت أدخلت العراق في مواجهة بين أبنائه بدلاً من أن تكون المواجهة مع الإرهاب. لكن الخيارات والقرارات الحكيمة للقيادة العراقية عطلت مؤامرات الاستعمار الإرهابي وشرعت الحشد الشعبي بقانون اعتمده مجلس النواب العراقي، وشرعت المساعدة من محور المقاومة، كما ورفعت مستوى التعاون والتنسيق مع مكوّنات محور المقاومة بما فيها سورية، وكان لقرار إقامة غرفة عمليات بغداد الرباعية الأثر المعنوي والميداني الهام على هذا الصعيد.
هذه هي الأركان الأربعة التي قامت عليها المنظومة العسكرية العراقية التي سحقت داعش ومَن خلفها، وطهّرت العراق من شرّها وخبثها. وهنا قد يسأل سائل أين دور التحالف الأميركي في هذا الشأن؟ وردنا ببساطة أن أميركا لم تنشئ تحالفاً، وتأتِ به الى العراق من اجل محاربة داعش بل هي أصلاً أنشأت داعش من اجل ان تعود الى العراق وفي وجودها كانت تراوغ وتناور وتهول وتعرقل وتريد أن تفرض خططاً وتستبعد قوى كل ذلك من أجل إطالة أمد الصراع لتجذر وجودها أكثر، ولكنها لم تفلح في كل ما صنعت وكما فشلت داعش أداتها فشلت هي في مناوراتها. وبالتالي فان اميركا بريئة من النصر الذي تحقق براءة الذئب من دم يوسف.
هذا في صنع النصر، أما في الدروس والعبر التي تستفاد من حرب العراق على الإرهاب وإسقاط الخرافات ودولة الخرافة، كما وصفها العرقيون أنفسهم فيمكن ذكرها أربعة أيضاً، هي:
إن ما يقوله وما يريده الغرب وأصحاب المشروع الاستعماري ليس فرضاً مفروضاً، وليس قدراً لا يُردّ، بل إن الشعب إن أراد يكن في إرادته إنْ نُظّمت وفعّلت ووجّهت في الاتجاه الصحيح قدرة تكسر العدوان وأدواته. وهنا يُسجل للعراق أنّه وفي أقل من عقدين هزم الاحتلال الأميركي مرتين مرة بصيغته المباشرة ومرة بصيغته غير المباشرة.
إن تبادل الدعم والمساندة والمساعدة بين مكوّنات المنطقة وعناصرها الرئيسية، يمكن أن يبني القوة العسكرية التي تُنزل الهزيمة بالأحلاف الدولية حتى ولو كانت أميركا بذاتها هي منشئة هذا الحلف وقائدته.
إن التشرذم سلاح العدو، والوحدة هي سلاح الشعب الماضي. وهنا أكد العراق انه بتوحد كلمته يمتلك القوة التي تمنع أحداً من أن يهزمه، أيّ أحد، وإنْ تشتت فإن أحداً لن ينصره.
أما الخلاصة الاستراتيجية التي لا بد من الإضاءة عليها، وهي العبرة الأهم، فهي درس لكل من يُعتدى عليه. درس مضمونه أن لا تركن لمحتل ولا تخشى محتلاً. وها هو العراق بعد لبنان ومقاومته يسجل بمقاومته أيضاً هزيمة للمشروع الاستعماري ويجعل تموز 2017 عراقياً يعانق تموز 2006 لبنانياً، ومنهما سيكون تموز انتصار المنطقة التي أظهر محور المقاومة أنه لن يرتضي إلا بأن تكون منطقة لأهلها ولن تكون للأميركي مستعمرة مهما تغطرس وتجبّر، وما هي الا فترة قصيرة وتكون محطة الانتصار الاستراتيجي الكبير في سورية.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الأشقياء الثلاثة: سوريا، لبنان والعراق
بقلم: نصري الصايغ

ماذا يخفي الغرب وراء انقلاب مواقفه في سورية؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//