جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

نحو وساطة روسية للتوفيق بين المتصارعين من شرق الفرات الى شرق المتوسط | بقلم:
نحو وساطة روسية للتوفيق بين المتصارعين من شرق الفرات الى شرق المتوسط



12-09-2020 - 1071

يحتدم صراع متعدد الدوافع والمصالح من شرق الفرات الى شرق المتوسط بين لاعبين اقليميين ودوليين. اللاعبون الناشطون : تركيا وايران وسوريا والعراق . اللاعبون المساندون : اميركا وروسيا وفرنسا واسرائيل واليونان وقبرص. محور الصراع النفط والغاز ، تتداخل فيه ومعه صراعات اخرى سياسية واقتصادية ، يتوسلها اللاعبون بغية الحصول على مكاسب او لتفادي خسائر سياسية واقتصادية.
أنشط اللاعبين في ميدان الصراع الممتد من أصقاع جبل قنديل في شمال العراق الى البحر الابيض المتوسط وصولاً الى سواحل ليبيا هو بلا شك تركيا. ذلك ان رجب طيب اردوغان، بتطلعاته "العثمانية " الطموحة ، يأمل بتحويل تركيا الى كبرى دول الإقليم واغناها وذلك بالسيطرة على مكامن الغاز والنفط في رقعة جغرافية واسعة تمتد من شرق الفرات والبادية السورية الى الصحاري الليبية مروراً بالجرف القاري لكل من تركيا وسوريا وقبرص واليونان، فضلاً عن المنطقة الاقتصادية الخاصة لتركيا في البحر الاسود.
الولايات المتحدة محرجة لأن كلاًّ من تركيا واليونان عضوان في حلف شمال الاطلسي ("الناتو") . روسيا ايضاً محرجة لأنها تحاول اجتذاب تركيا خارج "الناتو" بتزويدها افعل وسائل الدفاع الجوي (S- 400) لكنها تحاذر اغضاب مصر شريكتها في الحصول على نفط ليبيا وغازها بدعم حليفها خليفة حفتر وحكومته التي تضع يدها على آبار النفط في شرق البلاد .
فرنسا كانت اسهمت في عملية الإطاحة بمعمر القذافي طمعاً بأن تكون لها الحصة الأكبر في نفط ليبيا وغازها. لذا فهي تقف مع اليونان، حليفتها في "الناتو" ، التي تشكو من ان تركيا تقوم بالتنقيب عن النفط والغاز في الجرف القاري العائد لها في البحر الابيض المتوسط كما في الجرف القاري العائد لقبرص اليونانية.
"اسرائيل" تتوجس من تركيا بعدما وقّعت مع قبرص واليونان على اتفاقية لمدّ انبوب بحري لنقل المشتقات النفطية من منشآتها البحرية قبالة شواطىء فلسطين المحتلة وصولاً الى اوروبا ما يجعلها منافسة قوية لتركيا بما هي الممر الجغرافي الطبيعي للغاز الروسي الى اوروبا.
سوريا متضررة من تداعيات هذا الصراع المحتدم. فهي تشكو من قيام ادارة ترامب بنشر قوات اميركية في شرق الفرات ، من محافظة الحسكة غرباً الى محافظة دير الزور شرقاً ، ما يحرم حكومة دمشق الإفادة من آبار النفط القائمة في المحافظتين ، كما من مكامن الغاز والنفط في بادية الشام شرق مدينة حمص. فوق ذلك ، تقوم اميركا بتسليح فريقٍ من الكرد السوريين المتعاملين معها (قوات "قسد" تحديداً) بقصد تشجيعهم على الإنفصال نهائياً عن سوريا وإقامة كيان كردي مستقل.
الى ذلك ، وقعت ايران مع الصين اتفاقيات متعددة بمليارات الدولارات للتنمية الإقتصادية والصناعية والتكنولوجية. والمعروف ان للصين مخططاً اقتصادياً استراتيجياً معروفاً بإسم "الحزام والطريق" ، يمتد من اراضيها في الشرق الاقصى مروراً ببعض دول آسيا الوسطى وصولاً الى ايران، على ان تكون له منافذ بحرية في غرب آسيا أهمها موانيء سوريا ولبنان على الساحل الشرقي للمتوسط .
في ضوء هذه الوقائع والحقائق والمصالح والطموحات ، قمتُ بعملية عصف فكري مع بعض الكتّاب من ذوي الخبرة في الشؤون الإستراتيجية، استخصلتُ بنتيجتها الأفكار والتوصيات الآتية :
اولاً : ان ايران وسوريا والعراق (كما روسيا) لديهم الكثير من النفط والغاز وليسوا تالياً في صدد منافسة تركيا في سعيها الحثيث للحصول على المزيد منهما في منطقة شرق المتوسط .
ثانياً : ليس من مصلحة تركيا ان تنشر الولايات المتحدة قوات لها في شرق الفرات لتمكين حلفائها الكرد من السيطرة على آبار النفط هناك واستثمارها لأن ذلك قد يؤدي الى اقامة كيان كردي مستقل في شمال شرق سوريا على مقربة من منطقة الكثافة الكردية في ديار بكر جنوبي شرقي تركيا ما يهدد على المدى الطويل وحدة تركيا الجغرافية والسياسية.
ثالثاً : لا مصلحة لروسيا في اقامة وتشغيل انبوب نقل الغاز والنفط من منشآت "اسرائيل" البحرية في شمالي غربي فلسطين المحتلة الى اوروبا عبر قبرص واليونان ، كما لا مصلحة لها في تدخل فرنسا في ليبيا للإستحصال على حصة من نفطها وغازها ذلك لأن روسيا ومصر تتعاونان مع حكومة خليفة حفتر في شرق ليبيا ومن المنطقي تالياً ألاّ تكونا سعيدتين بتدخل فرنسا لمنافستهما على النفط والغاز الليبيين .
رابعاً: لإيران وروسيا مصلحة في التعاون مع الصين في مسار "الحزام والطريق" ، ولاسيما لجهة مصبّه البحري على الساحلين السوري واللبناني ، كما على الساحل التركي.
خامساً : إزاء هذا الوئام في المصالح بين روسيا وايران وروسيا وسوريا ، فإن من المنطقي بل من الضروري ان تقوم روسيا ، بما لها من ثقل سياسي واقتصادي ومكانة استراتيجية، بوساطة فاعلة للتوفيق بين اللاعبين الاقليميين سالفي الذكر ولاسيما بين سوريا والعراق من جهة وتركيا من جهة اخرى .
من الواضح ان جميع اللاعبين الإقليميين لهم مصلحة مشتركة في إنجاح وساطة روسيا في هذا المجال ، خصوصاً في امرين استراتيجيين :
الاول ، حلّ "المشكلة الكردية" التي تواجه تركيا وسوريا والعراق وذلك بإكراه الولايات المتحدة على سحب قواتها من سوريا والعراق ما يجعل سحب القوات التركية من شرق الفرات ومن محافظة ادلب ممكناً ومتاحاً بعد التوصل الى اعطاء الكرد السوريين حقوقهم بالتساوي مع سائر المواطنين السوريين وذلك في إطار حل سياسي ودستوري يتيح اعتماد اللامركزية الادارية ، ويحفظ سيادة سوريا على جميع اراضيها.
الامر الثاني ، التوافق بين سوريا والعراق وتركيا على التعاون الوثيق في استئصال ما يسمى "تنظيمات الجهاد الإسلامي" الارهابية التي باتت ادوات بيد الولايات المتحدة للنيل من العراق ووحدته في محافظات ديالي وصلاح الدين والأنبار ، ومن سوريا في محافظتي ادلب وحماه.
اما الصين فلها دور تلعبه مباشرةً (او مداورةً من خلال روسيا) للتوفيق بين سوريا والعراق من جهة وتركيا من جهة اخرى لضمان مسار "الحزام والطريق" في غرب آسيا.
بترسيخ الوئام بين دول غرب آسيا ، يصبح لسياسة التوجّه شرقاً معنى وفاعلية.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


"التطبيع المتسارع": هل يحقق لإسرائيل أهدافها؟
بقلم:

فجيعة التطبيع عربيًا وأخلاقيًا
بقلم:



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//