بقلم: عبده قناوي
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 30-09-2015 - 4544 نعم يراودنا حلم عودة مصر "الكبيرة".. مصر الرائدة، مصر البلد القائد للمنطقة العربية والشرق أوسطية، وهذا الحلم يراودنا منذ اندلاع ثورة 30 يونيه، وهذا الحلم لم يراود المصريين فقط، بل إنه يراود مؤيدي التيار القومي والناصري في المنطقة، خاصة بعد ثورة 25 يناير، وما تلاها من فوضى وتوترات أبعدت مصر كثيرًا عن قضايا المنطقة وعن دورها القائد....وفي هذه الأثناء ومع ظهور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتوليه سدة الحكم في البلاد، تطلع القوميون داخل مصر وخارجها لعودة الزعيم جمال عبد الناصر، في صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي وقف بجانب الشعب في ثورته ضد جماعة "الإخوان" الإرهابية، والتي أرادت بل واتفقت مع الأمريكان على أن تكون مصر كما تريدها واشنطن، بلد تابع خانع ضعيف، لا يتخذ قرارًا ولا يقوم بأي دور قيادي في المنطقة.... وبعد مرور عشرات السنين على حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لا يزال الملايين يتطلعون لعودة التجربة الناصرية، التي وقفت في وجه المخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، حيث كان الجميع يحسب لمصر ألف حساب وقتها، لذا لا زالت التجربة الناصرية "حلم" يراود الكثيرين من الشعب المصري والشعوب العربية، المتطلعة للكرامة والشموخ العربي، في وجه الاستعمار الغربي، والمخططات التخريبية الخبيثة، والتي لا يزال الصهاينة يخططون للوصول له، وقوى الشر الغربية تصر على تنفيذه بشتى السبل.... لقد كان المشروع الناصري، الذي ظهر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، مشروعًا للزعامة والريادة، هكذا أراد لها الزعيم الراحل عبد الناصر أن تكون، فوقف الزعيم "ناصر" بجانب جميع الدول العربية المحتلة آنذاك، لتتخلص من الاستعمار الغاشم، حيث استعان وقتها بعدد من الرجال الشرفاء، الرافضين للخنوع والخضوع للمخططات الغربية.... لقد تمكن الزعيم الراحل جمال ناصر أن يجعل من مصر دولة عظمى يحسب لها الجميع ألف حساب، فكانت القاهرة تذكر إذا ما ذكرت العاصمتان الكبيرتان "موسكو" و "واشنطن"، بالرغم من أن مصر لم تكن في نفس قوة البلدين الكبيرين، ولا حتى تقترب من قواتهم العسكرية، لبكن إرادة الزعيم الراحل وإصراره على الخروج عن تبعية أي من القطبين الكبيرين، جعل لمصر شأنها ومكانتها في المنطقة.... ولم ينته حلم "التجربة الناصري" بوفاة الزعيم ناصر، بل لا يزال كامنًا في الصدور، ويتطلع إليه الجميع، حتى من يختلفون مع الزعيم الراحل من التيار الإسلامي أو بعض التيارات الليبرالية والعلمانية، حيث كانت تجربة عبد الناصر حلمًا بالكرامة والإباء، حتى أن الشعب المصري كان يفضل الكرامة على العيش، لذا عندما خرج علينا الرئيس عبد الفتاح السيسي ليعلن استجابة القوات المسلحة للمطالب الشعبية وإزاحة الرئيس المعزول محمد مرسي عن حكم البلاد، وقتها ظننا أن عبد الناصر بعث من جديد، وبدءنا نخطط ونفكر ونحلم، ونتسائل هل يقودنا الرئيس السيسي إلى فترة زعامة جديدة.... ومن خلال متابعتنا الدقيقة لما يجري أيقنا أن ذلك من أجندة الرئيس السيسي، إلا أن "السيسي" القائد المحنك، ورجل المخابرات الذكي، يدرك حجم التحديات التي تواجهها مصر خلال الفترة الحالية، ويعلم أن مصر لا يصح أن تتصادم مع أحد سواء من دول المغرب أو من دول الجوار، لكنها قد تضطر إلى فعل ذلك "مجبرة"، من واقع مسئولياتها التاريخية تجاه المنطقة، بأن اتخاذ زمام المبادرة لقيادة المنطقة، لانتشالها مما هي فيه والخروج بها إلى بر الأمان، لكنه يعرف التوقيت المناسب للقيام بهذا الدور.... والمتابع جيدًا للأحداث سيدرك، أن الرئيس السيسي يعلم أهمية عودة مصر لقيادة المنطقة، وأنه لن يصمت كثيرًا تجاه ما يجري في المنطقة، سواء في ليبيا أو في العراق وسوريا أو في اليمن، بل سيتحرك من أجل نجدة تلك البلدان، ووقتها سنرى كيف أن اتخاذه لزمام المبادرة جاء في الوقت المناسب، فعودة مصر للقيادة بات أمرًا ضروريًا، ولكن العودة لا تعني تكرار أحداث الماضي بكل مزاياه وعيوبه، بل تعني الوصول للهدف الذي تريده مصر من العودة للقيادة، ولكن وفق التطورات الحادثة في المنطقة والعالم، لكي تتواكب معها التحركات المصرية.
لا يوجد صور مرفقة
|