جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

اللاجئون.. سورية والمشهد الإقليمي | بقلم: مازن بلال
اللاجئون.. سورية والمشهد الإقليمي



بقلم: مازن بلال  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
30-09-2015 - 4501

 عندما بدأت مسألة اللاجئين السوريين بالتصاعد كانت الأزمة السورية تأخذ مساحة مختلفة، وربما غير مألوفة، تحاول نقل الصراع الإقليمي باتجاه التركيز على القضية الإنسانية، ورغم أن حركة اللاجئين استطاعت استقطاب حراك أوروبي غير مسبوق، ودفعت بعض الدول، مثل بريطانيا إلى التحرك من جديد على خط الأزمة، إلا أن هذا «التطويق» الإعلامي للمسألة السورية يبدو خارج السياق السياسي، فالهجرة غير الشرعية لم تتوقف وكانت «قوارب الموت» تؤرق السوريين دون أن تظهر على صفحات الإعلام الأوروبي، فعلى خلفية اللجوء تظهر مسألتان أساسيتان؛ الأولى رسم محاور سياسية جديدة في سورية تستند أساساً إلى إيجاد سيناريو بديل للمبادرات التي يتم طرحها اليوم، والثاني إضافة العامل الإنساني ليصبح المحرك الأساسي في البحث عن حلول سياسية توجد وصاية أممية في أي حل قادم للأزمة السورية.عملياً تبدو الخلفية السياسية لمسألة اللجوء نقطة ارتكاز محورية لخلق عملية فرز داخل الصراع في سورية، وإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية، وهو محور يهدف إلى شد القوى المحلية والإقليمية في مواجهة سياق آخر يرتسم ما بين طهران وموسكو، ويكون حلقة مهمة نحو الوصول إلى جنيف3، ويمكن هنا قراءة التكوين السياسي الذي تسعى بعض الأطراف إلى رسمه وفق ملاحظتين أساسيتين:
الأولى : إن القضية الإنسانية لم تعد هامشاً داخل الأزمة السورية؛ فمن المفترض أن تصبح مسارا أساسيا ضمن الحل السياسي، وهذا الأمر يفترض بالدرجة الأولى تبديل العلاقات الإقليمية القائمة اليوم وإزاحة إيران بالدرجة الأولى؛ لتصبح تركيا نقطة الاستقطاب كون الهجرة تنطلق منها....عملياً فإن محاولة إزاحة إيران ليست جديدة، لكنها تستند اليوم إلى آلية مختلفة، فيتم التركيز على مسائل التباعد الجغرافي والاهتمام بالحزام التركي؛ الذي يعتبر أكثر من نقطة عبور للاجئين لأنه يشكل حدود الصراع مع داعش وفق التصور الغربي، وفي المقابل يستند طرح المسألة السورية على خلفية من القضايا الإنسانية بإعادة رسم «المنطقة الآمنة»، أي تشكيل الصراع مع داعش وفق سياق يتجاوز الدولة السورية وعلاقاتها الإقليمية المستند اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التحالف مع طهران والمقاومة اللبنانية.
الثانية :  نوعية الضغوط التي تمارس على سورية عبر البحث عن «انقلاب في المشهد»، فمسألة اللاجئين وتجدد الحديث عن المناطق الآمنة على لسان رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، هو عملياً إعادة رسم حصار جديد على الدولة السورية، وإظهارها كـ«دولة فاشلة» وكسر احتمالات تعزيز علاقاتها القائمة اليوم، فهل يمكن اعتبار ما يحدث محاولات لكسر قوة الدور الإيراني إقليميا عبر استهداف ينطلق أساساً من تغيير معايير الأزمة السورية؟ ...يطرح السؤال السابق مستويين لخلفية المشهد السياسي السوري، الأول مرتبط بالعلاقة السورية– الإيرانية التي يمكن اعتبارها «بنيوية»، أي إنها تحاول استكمال قوس جغرافي فاصل ما بين الدور التركي والدور السعودي، وضمناً الدور الأردني، وهو ما يجعل دمشق تتعامل ضمن خيارات مفتوحة مع طهران دون أي خوف على سيادتها، وما يمكن وصفه بـ«التحالف» انتقل عبر سنوات الأزمة إلى علاقة تتجاوز البنية الإقليمية السابقة لـ«محور المقاومة» ليصبح دوراً جيوستراتيجياً يتجاوب مع طبيعة الحرب المفتوحة اليوم على طول الجغرافية الممتدة من الحدود الإيرانية العراقية إلى ساحل المتوسط....هذه العلاقة البنيوية تفسر الدور الإيراني في بعض المفاوضات المحلية؛ حمص سابقا وكفريا والفوعة في المرحلة الحالية، تلك المفاوضات التي يدخل فيها الأتراك كطرف وسيط مع الجهات التكفيرية والإرهابية، فهي ربما تأخذ بعدا إنسانيا مهما لكنها في الوقت نفسه تؤشر على طبيعة العلاقة «البنيوية» بين طهران ودمشق، ورغم أنها لا تأخذ بعدا إعلاميا نظراً لارتباطها بالواقع العسكري، إلا أنها تؤثر بشكل عام في بناء الدور الجيوستراتيجي للمحور الصاعد اليوم الذي سيؤثر بعمق في بنية الشرق الأوسط القادم.
المستوى الثاني مرتبط بطبيعة العلاقة السورية الداخلية، حيث لا يوجد سيناريو متكامل يمكن التعامل معه نتيجة الاشتباك الإقليمي على الأرض السورية، وتتفق موسكو وإيران على ضرورة المرونة في أي سيناريو داخلي يكسر حدة الطروح المعارضة المستندة إلى قضايا مطلقة أو «انقلابية»، فالمسألة ليست مرتبطة حصرا بإعادة هيكلة النظام السياسي، بل اعتماد آليات قادرة على التعامل مع ظاهرة انتشار التنظيمات التكفيرية من جهة والحفاظ على وحدة البلاد من جهة أخرى، فالشرعية الداخلية هي التي تقرر في ظل الحوار والمشاركة السياسية طبيعة المرحلة، وليس البحث عن بديل سياسي جاهز تقرره السياسات الخارجية....ما يجمع طهران وموسكو داخل الأزمة السورية هي نوعية المخاطر القائمة من اختصار العملية السياسية بما يطلق عليه «الحكومة الانتقالية»، بكل ما تحمله من خلافات في تفسير محتواها، لأنها تحاول خلق بديل سياسي جاهز في وقت أثبتت وقائع الأزمة أن الصراع الإقليمي والدولي هو عامل أساسي في أي تصعيد حاصل، وتحويل الأزمة إلى قضية لاجئين هو جزء من الالتفاف على الفشل في إسقاط الدولة السورية، فالتركيز الإعلامي على العامل الإنساني يحاول سحب الشرعية من الدولة، والتركيز على «الغطاء الدولي» لبديل سياسي افتراضي ربما يتشكل ببطء في ظل استمرار المجموعات الإرهابية كـ«داعش» وغيرها....ِربما تطفو مسألة اللاجئين على السطح الإعلامي، لكن التحول السياسي في الشرق الأوسط أعمق من العناوين والصور، وهو في الوقت نفسه أوجد واقعاً من الصعب تجاوزه عبر التركيز على قضية واحدة، فهناك مرحلة إقليمية جديدة ومسار علاقات إقليمية ودولية لسورية يصعب إلغاؤها، وهذا الأمر هو الذي يجعل التعامل مع الإرهاب في سورية قضية ربما تطول.


لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الجعفري: القراءة الروسية دقيقة فلا يمكن محاربة الإرهاب دون التنسيق مع الجيش السوري
بقلم:

مصر "الكبيرة".. وحلم العودة
بقلم: عبده قناوي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب مازن بلال |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//