تزامناً مع المعلومات المؤكدة القادمة من ميدان العمليات العسكرية الكبرى الجارية في محيط العمق الاستراتيجي لمحافظة إدلب وهنا نتحدث عن ريف حماه الشمالي الغربي ،والتي تؤكد أن قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي السوري و بدعم جوي سوري - روسي ،تستعد لعملية عسكرية كبرى " خاطفة وسريعة " لتحرير الريف الحموي وصولاً لعمق الخاصرة الجنوبية لإدلب "معرة النعمان وخان شيخون "،بعد رفض جبهة النصرة الإرهابية ومن معها الخروج من المنطقة واستمرار تهديدها لها ووصول المفاوضات بين الأتراك والروس إلى طريق مسدود، وهنا وليس بعيداً عن الأهداف الاستراتيجية لمجمل معارك محيط إدلب ، وتحديداً المعركة الهامة "معرة النعمان وخان شيخون "، فـ مجموع هذه العمليات يسير وفق خطط حسم المرحلة الأولى من مراحل تطهير مناطق واسعة من محيط إدلب ، وصولاً لتطهير المحافظة بمجموعها من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق يتم استأصلها وفق اولويات الميدان العسكري.
هذه العمليات المتوقعة بمحيط إدلب " ريف حماه الشمالي الغربي "والتي ستمتد إلى جنوب إدلب لاحقاً ،تستعد لها جيداً قوات النخبة والتي ستساندها وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وإسناد الطيران الحربي السوري والروسي، والتي حتماً لن تنتهي مهمتها في مورك أو اللطامنة أو خان شيخون ووو ألخ ، بل هناك مهمة أوسع واشمل يجري الاستعداد لها بعموم مناطق محيط إدلب ،و تستهدف تحقيق مجموعة اهداف رئيسية ، قد يكون أبرزها " مرحلياً "هو تطهير كامل الخاصرة الجنوبية لإدلب وصولاً لتطهير بعض البؤر الإرهابية المتبقية غربها، خصوصاً بعد ان تحولت بعض مناطق "جسر الشغور"إلى نقطة وقاعدة تجمع وانطلاق لإرهابيي تنظيم النصرة ومن معها ، وتهديد لبعض القرى الأمنة شمال شرق اللأذقية ،بالاضافة إلى مجموعة اهداف اخرى ومن جملتها قطع الطريق على الخطط الأمريكية –التركية الهادفة إلى خلط الاوراق بمعادلة معارك الشمال السوري وربطها مع ما يجري شرق سورية"والتخبط الأمريكي بين الانسحاب وعدم الانسحاب وابقاء جزء من القوات هناك ".
وهنا وليس بعيداً عن معركة تحرير محيط إدلب،وعن مجمل معركة تحرير إدلب بمجموعها، فمعركة إدلب، تعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فالأتراك المنغمسون بالحرب على سورية يتخبطون اليوم وسط عجزهم امام العمليات الكبرى التي سيقوم بها الجيش العربي السوري والحلفاء في محيط إدلب وصولاً لعمقها، وحديث السوريين وحلفائهم عن قرب بداية معارك إدلب، بدأ يقض مضاجع الأمريكان وحلفائهم كذلك ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأتراك وللأمريكان ومن معهم ، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق الخاصرة الجنوبية لإدلب والعين على عملية تحرير خاطفة وسريعة ، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب من التركي والأمريكي لمسار المعركة ،بالتزامن مع عودة التنسيق المشترك بين التركي والأمريكي وبشكل مفاجئ بما يخص الملف السوري .
اما يجب التنويه إن تحرير إدلب ومحيطها،ليس بالمهمة السهلة بل يحتاج لعمليات عسكرية دقيقة ومحكمة ، فـ تنظيم جبهة النصرة الإرهابية ومن معها سيقاتل باستماته بمحيط إدلب وعمقها، و التركي كما الأمريكي ،سيحاول حتماً حينها اعاقة تقدم الجيش العربي السوري نحو عمق إدلب ،وذرائعة جاهزة ومنها الملف الانساني والمدنيين والكيماوي ،وهذا ما تدركه القيادة العسكرية للجيش العربي السوري وحلفاؤها ،ولكن هذا التحرير ومهما طالت مسارات عمله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية ،وتحرير إدلب تحديداً سيكون له تداعيات كبرى على الأرض،وسيحسم بشكل نهائي الحرب على سورية ،لأنه سيلحقه حتماً سقوط الأمريكي ومن معه بالشرق السوري ،وسيعلن أنتصار سورية وحسمها لمعركتها العسكرية ،ومن ينتصر عسكرياً حتماً سينتصر سياسياً ،وسيفرض كل أوراقه وشروطه على الجميع بالنهاية.