جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الأدلجة، وواقع الأحزاب العربية | بقلم: حسام خلف
الأدلجة، وواقع الأحزاب العربية



بقلم: حسام خلف  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-10-2018 - 2259
رغم أن الأحزاب السياسية نشأت في وقت مبكر في العالم العربي، إلا أنها اليوم تعاني من مشاكل خطيرة على مستوى الأداء والفاعلية وعلى مستوى الفكر والنظرية، فمعظمها مصابة بآفات عدة تتفاوت بينها بحسب طبيعة نفس الحزب وطبيعة الظروف المحيطة، ومن أهم هذه الآفات آفة (الأدلجة أو الإنغلاق الآيديولوجي) فكل حزب ينشأ من رؤية فلسفية ومنظومة أيديولوجية تشكل المرجع الفكري والقانوني للحزب.
يقوم المفكر بوضع هذه الأيديولوجيا كردة فعل على المآسي الاجتماعية أو كمحاولة لمعالجة اختناقات الواقع الذي يعيشه، لكن يحتاج المفكر إلى صبغ نظريته بلون من ألوان القداسة العلمية أوالدينية حتى تلاقي قبولاً اجتماعياً أو من باب القناعة بماأنتج، ومن أمثلة الصبغة القداسوية على النظرية السياسية ما وصفه ماركس لنظريته بأنها النظرية العلمية، أو مايضفيه أصحاب الإسلام السياسي من القداسة الدينية على نظرياتهم حيث يعتبرونها النسخة الأصلية من الدين والراد عليها أوالناقد لها رداً على الدين.
وهذه القداسة تجعل النظرية عصية على النقد والمراجعة، فمن سيردُّ على المسلمات العلمية أو الثوابت الدينية؟!
وهكذا تصبح الأيديولوجيا مغلقة يمنع الاقتراب من مفرداتها بالنقد والتقييم، فيقصر التقييم والمراجعة على الإجراءات العملية عند حصول الفشل وانسداد الأفق على التغييرالواقعي، فالشيوعية مثلاً لم تقدم على مراجعة النظرية بعد ماركس رغم الفشل الذي منيت به في كثير من المواطن إن لم نقل كلها، وكذلك بعض منظري الإسلام السياسي، وقد يبرر الفشل بطرق عديدة تارة بأن يلقى اللوم على الناس أنهم لم يفهموا النظرية بشكل جيد أو لم يتعاونوا مع الحزب، ومن ينتمون للفكر الديني قد يبررون الفشل بالابتلاء والامتحان، مع فصله عن غاية الاعتبار والرجوع التي جعلها الدين علة لهذا الاختبار والابتلاء.
 (الأحزاب والاستعلاء على الواقع) إن نظام عمل الأحزاب بشكله الطبيعي يظهر في عدة أمور، أولها التقاط هموم الشارع ومشاكل الناس واعتبارها مدخلات يتم من خلالها وضع خطة عمل وبرامج للحزب، ثم يبدأ العمل الدعائي ليقول أرباب الحزب للناس: أنكم إن أعطيتمونا أصواتكم سنعمل على علاج المشاكل التي تؤرقكم ونكون أفضل ممن سبقنا ويرفعون شعارات جاذبة، ثم يحصلون على أصوات الناخبين ويصلون إلى البرلمان أو الحكومة ويتخذون القرارات التي تؤثر على حياة الجماهير بشكل مباشر، والجماهير بدورها إما أن تؤيد هذه القرارات وسلوك الحزب أو تواجهها بالرفض والإنكار وبالتالي تذهب أصواتهم لأحزاب أخرى.
هذه منظومة متكاملة تحوي مدخلات ومخرجات وعمليات ونظام تحكمها بيد الجماهير من خلال التصويت والانتخاب، وعلى الحزب إن كان يريد النجاح -وفقا لهذا النظام- أن يأخذ هموم الناس ومشاكلهم بعين الاعتبار قبل الوصول للسلطة، ويراقب رضاهم بعد الوصول إليها، مما يتطلب دراسة مستمرة للواقع والخيارات المتاحة وعملية تفكير استراتيجي دؤوبة ومتواصلة، لكن الفشل يحصل عندما يكون للحزب أيديولوجيا مقفلة تحمل معها نسبة كبيرة من القداسة بحيث يصبح من الصعب الاعتراف بالخلل الأيديولوجي أو عدها قابلة للمراجعة وإعادة النظر، فتتم مقاربة المشاكل وانتاج الحلول بنفس الطريقة التي أدت للفشل، وهذا مايفقد الجماهير ثقتها بالأحزاب، ويؤدي إلى إعراضها عن الانتخابات، وارتفاع منسوب السخط الاجتماعي بسبب تراكم المشاكل والاختناقات، وقد يؤدي لانفجار المجتمع على نفسه سواء بشكل تلقائي أو بتشجيع من أيادي خارجية . والخروج من هذه المعضلة يتطلب جرأة كبيرة لفك القداسة العلمية أو الدينية عن النظرية وتحريرها من الاحتباس الأيديولوجي، والسماح للأفكار الناقدة بالتسلل إلى المنظومة العقائدية للحزب وإلا بقيت النتائج تدور في نفس الحلقة السابقة، وطريقة الفرْض الأيديولوجي ومحاولة اخضاع الواقع للنظرية هي سمة ظاهرة عند كثير من الأحزاب والتيارات السياسية، سواءً منها تلك التي وصلت للسلطة أو بعضا منها وتحاول البقاء والاستمرارفيها رغما عن أنف الواقع المنفجر اوالمختنق ،أم تلك التي لم تصل بعد لكنها لاتحاول أن تبحث عما يتاح لها في الواقع وإنما تحمل قوانيناثابتة على الواقع أن يقبلها شاء أم أبى، والتفكير الاستراتيجي التي تحتاجه الأحزاب هو ليس ذلك التفكير الذي يدورفي حدود الخطط العملية، والنوايا الاستراتيجية، لكن المطلوب هو المرونة في التفكير، بدايةً من:
(1) التفكير بالنظم أي رؤية الأشياء ضمن نظامها العام.
(2) التفكير خارج الافق المعهود بفك الإطارالذي ضربته الأيديولوجيا على نفسها ، وتحريرها من أوهام الحتمية.
(3) ممارسة التأمل والاستنتاج.
فالغرق في المعالجات الآنية لن يؤتي أكله وقدتتضخم المشاكل بحيث تصعب السيطرة على مجريات الأمور، والمختصر المفيد أن على الأحزاب إن أرادت أن تكون فاعلة في تقدم المجتمع أن تمارس عملية التوقع والتموقع باحترافية وفنية عالية، (بين السيطرة والتشاركية) يوجد نوعان من طرق التفكير لدى الأحزاب في مايخص البقاء في السلطة . بعضها يرى أن البقاء في السلطة هدفه الأول والأخيرولو سالت الدماء وخرّبت البلاد . والبعض الآخر يراها مباراة ودية تفوز مرة وتخسر أخرى، ثم تعود للتخطيط للفوز مرة أخرى . إن التفكير بعقلية السيطرة لايخدم أهداف المجتمع ولايفيد الحزب نفسه، فالحزب يريد رضا الجماهير ويعلم أن رضاها مسألة حياة أوموت للحزب ،لكن هذه النظرة لاتنشأ أساسا من أدبيات الحزب نفسه وإنما من طريقة تفكير الشخصيات القيادية في الحزب، والتي تصبغ مبتغياتها بصبغة حزبية تمريرا لأهدافها الخاصة ،وهذا يجعل صورة الحزب مشوهة وغيرعصرية وقد يفقد الناس ثقتهم بالحزب. فالطريقة التشاركية هي الحالة الصحية المطلوبة لتعامل الأحزاب مع السلطة، وهي تجعل الحزب أكثر فاعلية وقدرة على التغيير المثمر والتطور من خلال المنافسة، فمما سبق تتبين أهمية التحول الضرورية من الأدلجة المغلقة إلى التفكير الاستراتيجي المرن، وأهمية المراجعة الأيديولوجية المستمرة، وتحرير النظرية من جدران القداسة.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


العمق الاستراتيجي للعراق بين الدفاع والمشروع السياسي
بقلم: هشام العلي

فلسطينيّو الداخل المحتل: نهاية زمن الغموض
بقلم: نافذ أبو حسنة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسام خلف |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//