جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

في ملامح النظام العالمي الجديد | بقلم: د .يوسف مكي
في ملامح النظام العالمي الجديد



بقلم: د .يوسف مكي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
10-10-2018 - 1516

من الثابت القول إن العالم على أعتاب نظام دولي جديد، مغاير للنظام الذي ساد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأهم ملمح في ذلك النظام هو الثنائية القطبية التي حكمت التفاعلات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين الفاعلين الدوليين. وكانت رصاصة الرحمة على هذا النظام أطلقت غداة اقتلاع جدار برلين في نهاية عقد الثمانينات من القرن المنصرم، ليعقب ذلك تفرد الأمريكي على عرش الهيمنة، وصناعة القرار الدولي.
إن تغيير النظام الدولي، يعني بداهة، تغيير الفاعلين الدوليين، لكون هذا النظام هو البيئة التي تتم فيها العلاقات الدولية، وفقاً لمصالح أصحاب القوة والنفوذ. ولا يتحقق النظام الدولي بالتراضي والقبول، بل هو نتاج صراعات وحروب، يفرض من خلال نتائجها المنتصر شروطه، وشكل النظام الجديد على أولئك الذين رفعوا راية الاستسلام.
وخلال الحربين الكونيتين، تشكّل نظامان دوليان، بالضربة القاضية، حيث كان هناك منتصرون يفرضون تسوياتهم، وشروطهم، ومفاهيمهم للعلاقات الدولية، وهناك مهزومون ليس أمامهم سوى القبول بذلك.
والنظام الذي انبثق بعد الحرب العالمية الثانية، كانت أهم ملامحه أنه تقاسم مراكز القوة بين الشرق والغرب. والملمح الآخر، أنه شمل شكلين اقتصاديين متعارضين، اشتراكي في الشرق، ورأسمالي في الغرب. وشمل تقسيم آخر للشمال والجنوب، حيث الثروات والغنى والصناعة تتركز أفقياً في الشمال، أما الجنوب فهو عالم الفقراء.
وتبعاً لهذا الانقسام، تشكلت منظومات وتحالفات سياسية، واقتصادية، وعسكرية، عكست في مجملها الصراع المرير بين القطبين المتربعين على عرش الهيمنة الدولية.
وكان ضمن الحقائق التي برزت بعد الحرب العالمية الثانية، تنافس القطبين على إنتاج أسلحة فتاكة، لم يسبق للإنسانية أن شهدتها من قبل، يأتي على رأس قائمتها السلاح النووي الذي تحول إلى سلاح ردع، لا يمكن لأي من الفريقين المتنافسين استخدامه، لأن ذلك يعني فناء محققاً للبشرية.
فكان أن استبدلت الحرب الباردة بالصراع العسكري المباشر، وفيها جرى اعتماد الحروب بالوكالة.
نحن الآن أمام واقع جديد، تتغير فيه من جهة، موازين القوى الدولية، وتبرز قوى اقتصادية جديدة، ممثلة بشكل رئيسي بالصين الشعبية، ويعود الدب القطبي، بجبروته وقوته العسكرية، للساحة الدولية. لكن ذلك لن يمكن من انبثاق نظام دولي جديد، على شاكلة النظم السابقة. فالضربة القاضية، ورفع رايات الاستسلام لن تكون واردة في المدى المنظور، لأنها ارتبطت سابقاً بالحروب العالمية، التي بات شنها في ظل أسلحة الرعب أمراً مستحيلاً.
يضاف إلى ذلك التداخل القوي، في العلاقات الاقتصادية بين المتنافسين، بحيث تشكل الهزيمة الاقتصادية لأي فاعل قوي في السياسة الدولية جرحاً عميقاً للجميع. ولعل الموقف الصيني من أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، خير مثال على ذلك. فالصين الشعبية، وهي المنافس الاقتصادي الرئيسي للولايات المتحدة، تحصل على 25 في المئة من دخلها القومي، من تعاملاتها مع أمريكا، ولذلك تجد نفسها، مرغمة على الإسهام الفاعل والجدي في معالجة الأزمات الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة. وربما لو حدث العكس ستتصرف أمريكا بالسلوك نفسه.
ذلك يعني أن علينا أن ننتظر طويلاً حتى ينبثق النظام الدولي الجديد الذي سيكون اقتصادياً من طينة واحدة، هي النظام الرأسمالي. بمعنى أن النظام المرتقب لن يكون التنافس فيه عقائدياً. ولن تكون فيه ضربات قاضية، والتحالفات التي ستتشكل فيه ستكون محكومة في الأغلب بالإرث القديم، أكثر مما هي محكومة بأنماط النظم السياسية والاقتصادية.
لكن ذلك لن يستمر طويلاً، فالقوى الفاعلة الجديدة، ستبحث لها عن أقدام راسخة، وحضور قوي في النظام الجديد. فعلى سبيل المثال، لن تقبل ألمانيا باستمرار مواريث الحرب العالمية الثانية، ووثائق الاستسلام جاثمة فوق صدرها، وبالمثل ستطالب الهند بدور قوي في السياسة الدولية، وسيكون لبلدان أمريكا اللاتينية حضور مماثل في صناعة البيئة الدولية، وسوف تتشكل تحالفات عسكرية، واقتصادية، وسياسية، في ضوء حقائق القوة الجديدة.
الأهم بالنسبة إلينا نحن العرب، أن ما يسبق انبثاق النظام الدولي الجديد والتوافق على التسويات بين الكبار، هو سيادة الانفلات والفوضى في السياسة الدولية، وفي العادة يكون الضعفاء هم ضحايا محارق الفوضى، والانفلات، وغياب التسويات، وعدم انبثاق نظام دولي جديد. وقد رأينا ذلك واضحاً في احتلال العراق، واندلاع خريف الغضب العربي، وغطرسة «إسرائيل»، والتراجع الأمريكي عن عروبة القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
إنها مرحلة جديدة في البيئة الدولية، وعلينا أن نختار، إما أن نعترف بأننا أمة واحدة عليها أن تجمع مصادر قوتها، وتوحد جهودها لكي تأخذ مكانها في الحراك العالمي الذي يجري على قدم وساق، وإما نكون خارج التاريخ.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


المياه في الشرق الأوسط سبب الحروب المقبلة
بقلم: البروفسور جاسم عجاقة

هل سيجرؤ قادة الكيان تحدي قرار روسيا بتزويد سوريا منظومة إس-300
بقلم: منذر سليمان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د .يوسف مكي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//