جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

أميركا والأحلاف الدولية | بقلم: الدكتور هاني سليمان
أميركا والأحلاف الدولية



بقلم: الدكتور هاني سليمان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
30-09-2018 - 1575

وقف الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" على منصة الأمم المتحدة ليؤكد على المشهد الدولي المأزوم الذي تحكمه العداوات والاصطفافات. فظّهر عداءه الفعلي لممثلي ثلتي الكرة الارضية.
وبالرغم من تعداده الصريح لمن تعتبره الولايات المتحدة في صف الأعداء كالصين وايران وسوريا وفلسطين وكوبا، فإن من تجاهَلهم الخطاب كانت ملائكتهم حاضرة، كالاتحاد الأوروبي ودول البريكس وغيرها من المنظمات والمجموعات الدولية.
وإذا كانت السياسة قد شكلت عنواناً لكلمته فإن محتواها كان اقتصادياً بامتياز.
وبالرغم من الهدوء المدروس الذي اتسم به الخطاب، فإن وتيرته قد ارتفعت عندما تحدث عن عجز الاقتصاد الأميركي بما يزيد عن 800 مليار دولار اميركي لسنة 2017، وإقفال 60,000 مصنعاً وغياب مئات الآلاف من فرص العمل في الولايات المتحدة.
إن الإشارة إلى دور الصين تحديداً في هذا العجز، بسبب دخولها في منظمة التجارة العالمية، لا يخفي أن الولايات المتحدة تعاني من مشكلات اقتصادية ومالية كبيرة وكثيرة، كانت السبب في فرض الخوة على بعض دول الخليج من جهة، وتقليص النفقات التي كانت تلتزمها على المستوى الدولي.
وإذا تجاوزنا الجانب الاقتصادي إلى الجانب السياسي الدولي في سلوك الولايات المتحدة الأميركية، فإن الخطاب قد ركز على مسألة /جديدة قديمة/ وهي إقامة الحلف الدولي الجديد الذي يسعى إلى تشكيله مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، كون التحالف القديم قد وقف على رجل واحدة، وهي دول الخليج بعد خروج عدد كبير من الدول منه، فتعثّر في الوصول إلى اهدافه وانفرط عقده بخروج هذه الدول.
من استمع إلى الخطاب ، يخرج بانطباع أن رئيس أكبر دولة في العالم يتحدث وكأنه زعيم حزب سياسي أو رئيس دولة مضطهَدة.
وهنا نسأل هل أن المحاولات الدؤوبة لـ "دونالد ترامب" من أجل تشكيل الحلف الدولي، هو دليل قوة أو هو دليل ضعف؟.
بالعودة إلى الأحلاف الدولية التي شهدتها أمتنا منذ سبعين سنة وحتى اليوم يرتسم أمامنا المشهد التالي:
إن من أهم نتائج الحرب العالمية الثانية، هو اغتصاب فلسطين "وتطويبها" لدولة الكيان الصهيوني.
وبالنظر لأهمية منطقتنا العربية وحساسيتها الجيوستراتيجية، لم يكتف الغرب الاستعماري "بالمفعول الإعلاني" لهذا الكيان، بل لعب دور الولّادة، ولعب تالياً دور المرضِعة والحاضنة كي تقف إسرائيل على رجليها في المنطقة.
إذا كان لدور الدول الغربية الأوروبية مفعول إعلاني، بمعنى أن إعلان النوايا "بانشاء وطن قومي لليهود"، قد وقع على عاتق بريطانيا كممثل للاستعمار القديم، فإن رعاية هذا الاعلان قد وقع في ما بعد، على عاتق الولايات المتحدة الأميركية كممثلة للاستعمار الجديد.
غداة الحرب العالمية الثانية نشأ على المسرح الدولي الغربي حلف "الناتو" لمواجهة ما يسمى بالخطر الشيوعي على المستوى الدولي، المتمثل بحلف "وارسو" الذي يرعاه الاتحاد السوفياتي.
وفي السياق ذاته، وبالتزامن معه، جاء الإعلان الأميركي عن "حلف بغداد" سنة 1955، المتشكل من دول حليفة لأميركا، أبرزها العراق وباكستان وايران وتركيا والأردن، لمواجهة المدّ القومي العربي المتمثل بمصر عبد الناصر وسوريا العروبة وثورة الجزائر.
وفي حمأة المواجهة "لحلف بغداد" حصل القرار التاريخي بتأميم قناة السويس، وحصلت الوحدة التاريخية بين سوريا ومصر، وأُسقطت الحلقة المركزية في "حلف بغداد" باسقاط النظام الملكي في العراق على يد قيادة وطنية عربية يمثلها عبد السلام عارف وانتصرت ثورة المليون شهيد في الجزائر.
بعد فترة من الزمن شهد "حلف بغداد" تصدعاً هائلاً في بنيته، تمثل بخروج بغداد منه بعد اسقاط نوري السعيد وإسقاط شاه ايران، وتحوّل إيران إلى دولة إقليمية وازنة معادية لأميركا وتوجهاتها في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن اسم "حلف بغداد" بعد خروج العراق منه قد تحول إلى "حلف المعاهدة المركزية".
بعد هذا التصدع، وفي ظل انتصارات المقاومة في لبنان على مدى عشرين عاماً، تحريراً للأرض عام 2000، وانتصاراً في حرب تموز 2006، وصمود سوريا بوجه التهديد الأميركي بالاحتلال بعد احتلال العراق ، وبعد تحرير العراق من الاحتلال الأميركي، وصمود الشعب الفلسطيني في غزة على مدى عقدين من الزمن.
بعد كل هذا، جاء الإعلان عن حلف جديد بحجة مكافحة الارهاب والأصولية. هذا الحلف، لم تدخله مصر في الحرب على اليمن، وخرجت منه قطر، وانتفضت باكستان على حاكمها ونظامها، فانتصرت المعارضة الباكستانية المعادية لأميركا، واستعادت ماليزيا استقلاليتها بعد أن كان حاكمها أسير الفساد والتبعية الأميركية.
واليوم وبهذا الإعلان الجديد يحاول "دونالد ترامب" أن يبني عمارة جديدة بحجارة قديمة، وفي اعتقادي أنه إعلان من طرف واحد، لم يُسأل أركانه فيه، ولم يُستشر أعضاؤه المذكورون في الخطاب، بل هو يهدف للضغط على هذه الدول من أجل إحراجها في عملية ابتزاز مكشوفة، مستفيداً مما تعانيه من أزمات ومشاكل أمنية وربما احتياجات اقتصادية.
لقد خرجت مصر من الإعلان السابق سنة 2016، ولمّا يجفَّ حبر هذا الاعلان، فلماذا المحاولة الآن، وماذا تغير في المعطى المصري كي تقبل مصر بدور الغطاء الإقليمي له؟
وإذا اقتصر الأمر على الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي الدائرة في فلك السياسة الأميركية فليس في الأمر ما يستحق التوقف عنده.
وبالرغم من حالة التمزق التي تعيشها أمتنا، فإن قواها الحية اليوم تعبر بأرقى حالات التعبير، عن توازن في الردع مع العدو الصهيوني، مستفيدة ومساهِمة في اسقاط الأحادية التي كانت تهيمن على مصائر الشعوب، ومستفيدة من توازن دولي جديد، سياسي وعسكري واقتصادي، كان للسياسة الأميركية المستعدية لحقوق الدول وشعوبها، دورٌ في انضاجه وبلورته.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ليبيا، الأمم المتحدة، صحوة ضمير ام تدوير زوايا؟
بقلم: ميلاد عمر المزوغي

قراءة في واقع الأحزاب العربية، المشهد السياسي في تونس نموذجاً
بقلم: عبدالناصر بدروشي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور هاني سليمان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//