جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

لا امل في أفق العرب إلاّ، المقاومة | بقلم: الدكتور عصام نعمان
لا امل في أفق العرب إلاّ، المقاومة



بقلم: الدكتور عصام نعمان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
01-07-2018 - 1714
يواجه العرب في حاضرهم تحدياتٍ خمسة: التحدي الأول محوره المجتمع . المجتمع في بلاد العرب يعاني في نسيجه تمزّقاً وتمزيقاً مزمنين. التمزّق ذاتي، مصدره تعددية عميقة، متجذّرة، ومرهقة اتسم بها المجتمع في مختلف مراحل تاريخه. التمزيق وافد، متواصل ، شامل ، وعنيف مصدره قوى خارجية طامعة، غازية، شرسة ، ومقتدرة. كل ذلك اورث المجتمع في بلادنا ، عموماً، حالاً من الحبوط والقنوط والإنحطاط أوهنت، وما زالت، مختلف وجوه حياتنا المعاصرة.
التحدي الثاني محوره السلطة. السلطة في بلاد العرب إتسمت، اجمالاً، بنزوع اهلها الى طلب الإقتدار والاحتكار والتحكم والبطش كما الشغف بالمال والممتلكات والمتاع ناهيك عن الإثراء غير المشروع، والحرص على بسط النفوذ بالهيمنة والهيبة معاً ما اشاع ثقافة الفساد والزبائنية والمحاصصة.
التحدي الثالث محوره الدين، ولا سيما الإسلام تحديداً الذي أورث، بتشعّبِ مفاهيمه ومذاهبه وتكاثر عصبياته وسؤ استعماله في خدمة اهل السلطة، اورث انشقاقاتٍ عميقة ، أسوأها وأخطرها الشقاقُ السني- الشيعي ما ساعد تنظيمات الإرهاب التكفيري، بدعمٍ سخيّ اميركي وصهيوني بالمال والسلاح والرجال، في السيطرة على مفاصل الجغرافيا والإخلال بموازين الديموغرافيا في بعض الأقطار ومناطق البلاد. كل ذلك زاد نسيج المجتمع تمزيقاً وأفراده وجماعاته تشظّياً.
التحدي الرابع محوره شحٌ في الموارد واسباب العيش ناجم عن تخلّف في رعايتها وتنميتها، و تفاوتات واختلالات في تملّكها، وتحكّم في احتكارها، وسؤ في توزيعها، ودور مؤذٍ للقوى الخارجية في استغلال إختلالاتها وإحتكاراتها وبالتالي ترسيخ سلوكية التبعية للأجنبي وشرعنة مشاركته في قضايا الشأن العام الداخلي وتوسيعها.
التحدي الخامس محوره اهتزاز النظام الدولي الناظم للعلاقات السياسية بين الدول الامر الذي تسبّب بتداعي الدولة مفهوماً ومؤسسات -وهي الاساس في بنيته– كما بإختلال التعددية المجتمعية ، وتزايد التدخلات الخارجية ما ادى تالياً الى نشؤ كيانات قَبَلية ومذهبية واثنية متمايزة داخل اطار الدولة التقليدية الهشة والمتداعية ، والى نزوع القائمين على تلك الكيانات للإستعانة بقوى خارجية بغية توطيد سلطتهم مقابل أجور وبدلات وعمولات تُقتطع من موارد البلاد.
ذلك كله أرهق النظام الإقليمي المتمثل في جامعة الدول العربية وصدّعه وأورث حروباً اهلية مستعرة ومستمرة . وفي سياق حال الحبوط والقنوط والإنحطاط الراهنة ، تتبدى بإطراد إرهاصات وبوادر ولادة منظومة إقليمية مغايرة ومتراخية قوامها كيانات سياسية وأثنية وعسكرية متمايزة ذات هوّيات متعددة ومتصادمة .
هل من آفاق للمستقبل في بلاد العرب؟
تبدو الآفاق في بلادنا ضيقة وحالكة نتيجةَ التحديات والإختلالات سابقة الذكر ، فلا اهداف ولا صبوات مشتركة ذات شعبية وازنة بل ثمة ضمور لافت لقضية الوحدة ، وانحسار متواصل لقضية فلسطين بما هي قضية العرب المركزية وذلك في غمرة تصعيدٍ منهجي للإستعمار الإستيطاني الصهيوني وتحالف ضمني بين اميركا ووكلائها المحليين لإحلال ايران محل اسرائيل كعدو قومي للعرب. في ضوء ذلك كله، لا غلوّ في القول إنه بات لكل قطر عربي ، عقب ما يسمّى "الربيع العربي" وفي غمرة اضطراباته الداخلية وحروبه الاهلية ودعم الولايات المتحدة مباشرةً او مداورةً لتنظيمات الإرهاب التكفيري ، قضيته المركزية الخاصة به .
غير ان ضيق الآفاق وحلكتها لا يحجبان ظاهرةً بازغة. إنها نجاح القوى الحية في معظم انحاء بلادنا العربية في إستيلاد مقاومة متنامية ، ميدانية وثقافية ، ولاسيما في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن ، ناشطة ضد اميركا واسرائيل وحلفائهما المحليين والأطلسيين.
المقاومة الميدانية تبدو مصممة ومثابرة على ترسيخ سلوكية الصمود والتصدي والمواجهة، وعلى بناء القدرة والفعالية اللازمتين لإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني بدليل ما حدث في الحرب ضد لبنان والمقاومة سنة 2006 ، ولإلحاق الهزيمة بالإرهاب التكفيري وحليفيه الاميركي والصهيوني بدليل ما حدث ويحدث في سوريا والعراق واليمن خلال السنتين الاخيرتين وفي الوقت الحاضر.
المقاومة الثقافية ما زالت مقصّرة في التصدي لخصومها التقليديين الماضويين المدعومين من الجماعات العنصرية ، وبعضها حاكم ونافذ في اميركا واوروبا. صحيح ان روّادها نجحوا في تجاوز سياسة التبعية للغرب الامبريالي ولمعظم وكلائه المحليين ، لكنهم ما زالوا اسرى تفكير ماضوي راسخ بمفاهيم وقيم وتقاليد شائخة. من هنا تستبين الحاجة التاريخية الى إنتزاع دورٍ فاعل للثقافة الحرة الناقدة في مسار بناء نهضة عربية شاملة . ذلك لا يتحقق إلاّ بثورةٍ في فهم الإسلام ومفاهيمه تكفل إقصاء فقهاء السلاطين وفقههم، وتجاوز أشياخ الجاهلية المعاصرة ، واعتماد ارقى مناهج العلم والفن والتكنولوجيا ، والإفادة من منجزاتها المضيئة بغية بناء الدولة المدنية الديمقراطية على اسس الحرية ، وحقوق الإنسان، وحكم القانون، والعدالة، والتنمية .
من مجمل ما تقدّم بيانه يتضح ان بلاد العرب تعيش مخاضاً عميقاً وطويلاً، تعتمل في مختلف جوانبه تحديات وعوامل سلبية كابحة ومترافقة مع صراعات محمومة بين ثلاث قوى إقليمية نافذة، إيران وتركيا واسرائيل، تُقابلها وتواجهها مبادراتٌ وحركاتُ مقاومةٍ مدنية وميدانية وثقافية صاعدة، ترنو إلى المشاركة في صناعة نهضة شاملة، وتؤشر الى نجاحات واعدة.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ألمانيا، وما أدراكم
بقلم: تييري ميسان

سلام عادل، الدال والمدلول وما يمكث وما يزول /ح 1/
بقلم: د. عبدالحسين شعبان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور عصام نعمان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//