حينما حصلت حرب فتح/حماس كان الهدف الإعلان ان لا وحدة حصلت لأن خالق اغتصاب الوطن وتفتيته “ايدي سبا” هو يهودا/والبيت الأبيض ولم يقصدا ابداً توحيد شبر منه مع شبر، إلا إذا تم تحرير أي شبر وشبر. وهذا لم يحصل قط. فمن يتحد بموجب أوسلو يخدع نفسه. أو يخدعنا وهكذا كان. أما المفارقة فكانت في صراع نفس الطبقة: فالقيادتان من الأغنياء والمقتتلون من الفقراء. “سلام عليك يا كارل ماركس”.
ربما بعد اقل من شهر على حرب فتح/حماس، أو حماس/فتح لا فرق، وفي ندوة محدودة لمجموعة من القياديين في الفصائل في مركز باسيا في شمال مدينة البيرة، مديره مهدي عبد الهادي، وكنت انا من خارج الفصائل، وكان الحديث عن “الانقسام”، تاثيره، تجاوزه أسبابه…الخ. كنت الوحيد الذي قال: لن يتم تجاوز الانقسام.
أنا أعلم انني متهم بالتطرف، وهذا كذب، أنا أُحاكم منذ 1975 لأنني لا أكذب وببساطة لأنني لست مرتزقاً. لم اتطرف حين كتبت 1991 أن م.ت.ف سوف تنخ وتركع وتعترف بالكيان…وكتبت غير هذا كثيراً.
واليوم أكرر، قامت بريطانيا بفصل جناحين من اجنحة الهند لتشكيل دولة تدين بإيديولوجيا الدين السياسي، بشقيها المنفصلين جغرافيا “باكستان الشرقية والغربية” واللذين لاحقا انفصلا عن بعضهما وإلى الأبد. لقد صنعت اتفاقات أوسلو “وحدة”
رام الله غزة، وها هما لن تتحدا ابداً.
ليس الأمر ذا علاقة بالله ولا بالوطن ولا بالإيديولوجيا، بل بالمصالح الطبقية بدءا من الملياردير وصولا إلى عضو عادي في تنظيم ربما يعمل حارساً على باب بيت هذا أو ذاك. جميعها مصالح طبقية تبدأ من فاسد وطفيلي و كمبرادور وتنتهي بموظف براتب 500 دولار . بل إن الأخير جاهز ليقتل ابنه لأنه يعلم أن غيره لا وظيفة له ولا أملاك له، أي هو محظوظ فلماذا لا يقتل!
وبكلام السياسة، منذ أن بدأ الهمس بما يسمى “سلطة وطنية” مغطاة بزعم “على أي شبر محرر” بدات إيديولوجيا الاستدوال أي التطبيع تطمس عقيدة التحرير. وعليه، كل من فاوض، ناقش، شارك، استفاد، قاد، استثمر….الخ في اتفاقات أوسلو مقتنع هو جداً، أن المحتل 1948 ليس لنا، وبأن المحتل 1967، ليس إلا بانتظار الضم التدريجي.
ولكنه يقول أيضا: “بين هذه اللحظة وتلك إكسب ما يضمن مستقبل أولادك، الملياردير بالملايين والحارس بالملاليم”. فالاستدوال: إهداء الوطن للعدو.
أذكر في عام 1985 كنا في نشاط لصالح فلسطين، وكنت أقف مع صحفي من الأهواز/عربستان اسمه ناصر المطرقي. جاء رجل مسن، فقال ناصر، هذا عمي، واضاف، هذا عادل سمارة من الأرض المغتصبة. فقال الرجل: لا ، إنها “مُهْداة”
هكذا حرفيا.
أما ما اضحكني ليلة أمس، هو أن الإعتقالات طالت حتى من ينادون بدولة مع المستوطنين!!!لكنني تداركت المصالح الطبقية، فدولة مع المستوطنين تنسف نظرية ومشروع الاستدوال.