جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الصاروخ اليمني الثاني على الرياض الدلالات والتداعيات...؟! | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
الصاروخ اليمني الثاني على الرياض الدلالات والتداعيات...؟!



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
21-12-2017 - 1639
في مطلع الشهر الماضي استهدف مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ بالستي يمني تضاربت الأقوال حول نتائجه الميدانية، فمن مدّعٍ بأنه أسقط بصاروخ اعتراضي أطلقته منظومة صاروخية أميركية تعمل على الأرض السعودية، إلى مؤكد بأنّ الصاروخ أصاب هدفه وأحدث من التدمير والآثار ما أثار الرعب وجعل المطار يغلق لبعض الوقت، ولكن الأخطر في ذاك الصاروخ هو ما فهمته أميركا تحديداً من مجرد إطلاقه وفسّرته بأنه تطوّر نوعي في منظومة التسليح اليمنية الوطنية الدفاعية من جهة، وما يمكن أن يكون لها من مصادر الدعم والإسناد اللوجستي من جهة ومن جهة ثانية من عدم الاكتراث لا بل تحدّي الهيبة الأميركية التي تدّعي أميركا أنّ وجودها في السعودية يمنح هذه الأخيرة الحصانة والمناعة الدفاعية التي تمنع أيّاً كان من المسّ «بواقعها الأمني والنفسي» عسكرياً.
وللسبب الثاني بشكل خاص، جيّشت السعودية وأميركا كلّ ما لديهما من القوى السياسية والدبلوماسية وشنّت حرباً شعواء شاملة على اليمن وقواه الوطنية خاصة أنصار الله الحوثيين وشمل هجومهما لا بل حمّلت المسؤولية في الإطلاق لكلّ من إيران وحزب الله بعد أن اتهمتهما بتزويد الحوثيين بالصواريخ وبإمدادهم بالخبرات، وذهبت السعودية بعيداً في تخصّصاتها لجهة رسم خريطة حركة الصاروخ من بيروت الى طهران ثم إلى اليمن ثم موافاة عناصر حزب الله الى مكان الإطلاق والتنفيذ ضدّ الرياض.
لقد ظنّت السعودية وأميركا أنّ الحملة هذه من التهويل التهديد ستشكل ردعاً حاسماً يحميها من الآتي عبر الضغط على إيران وحزب الله و«تخويفهما»، للضغط على اليمن من أجل الامتناع عن تكرار استهداف الرياض مرة أخرى. بيد أنّ الميدان كذب التوقع السعودأميركي، وقبل أن ينصرم الأسبوع الخامس بعد إطلاق الصاروخ الأول وبمناسبة مرور ألف يوم على بدء العدوان السعودأميركي على اليمن أطلق أنصار الله الحوثيون صاروخاً بالستياً ثانياً على الرياض مرة أخرى بعد انتقاء هدف أكثر أهمية من الهدف الأول هو قصر اليمامة الذي قيل إنّ فيه لحظة الإطلاق جمعاً من الأمراء والمسؤولين الأمنيين والعسكريين والسياسيين الهامّين في السعودية، فما هي معاني هذا الصاروخ وما هي دلالاته والتداعيات؟
بداية نقول إنه بصرف النظر عمّا أنزله الصاروخ من خسائر ومن أيّ نوع كانت، فإنّ مجرد إطلاقه وفي هذا الظرف بالذات وبعد حملة التهويل والتهديد السعودأميركية يعتبر انتصاراً يمنياً كبيراً تمثّل بتأكيد عنفوان وإرادة يمنية فولاذية لم تؤثر فيها حملة التهويل والتهديد السعودي الأميركي، وكذلك أظهرت أنّ الجهات التي أرادت أميركا أن تضغط عليها لتمنع اليمن من استهداف الرياض، تبيّن بأنّ هذه القوى في وضع من اثنين، اما أنها لم تكترث بالتهديد ولم تمارس أيّ ضغط على اليمن أو أنها لا تملك التأثير أصلاً، وبما أنّ العلاقة بين الأطراف تلك مع اليمن هي علاقة مميّزة، فإننا نجد أنّ الاحتمال الأصحّ هو أنّ إيران وحزب الله لم يكترثا أصلاً بالتهديد وأنهما مقتنعان بحق اليمن في ممارسة هذا التصرف الدفاعي المؤثر، لذلك فإنهما تؤيدان القوى اليمنية في الممارسة الدفاعية الصاروخية وليسا في أيّ شكل من الأشكال بوارد الاستجابة أو الرضوخ للمزاعم والطلبات أو التمنيات أو التهديدات الأميركية والسعودية، بوجهيها سواء الاتهام بتزويد اليمن بالصاروخ او الاتهام بامتلاك القرار في اليمن.
أما على الصعيد اليمني، فإن من شأن إطلاق الصاروخ على الرياض متبوعاً بالتهديد والتلويح بأنّ دائرة الاستهداف الصاروخي ستتوسّع ومعطوفاً على صدقية القيادة اليمنية التي لا تطلق تهديداً إلا إذا كانت قادرة على وضع التهديد موضوع الفعل، ومع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ قوات العدوان السعودي لم يعد بيدها شيء من الأوراق العسكرية إلا ولعبتها بما في ذلك ارتكاب المجازر بحق المدنيين أو الحصار الإجرامي التجويعي الذي فرضته السعودية على اليمن او نشر الأمراض فيها خاصة الكوليرا، ورغم كلّ ذلك فإنّ إرادة الدفاع اليمنية لم تتأثر لا بل استمرّت في خطّها التصاعدي حتى وصلت النار الى الرياض، مع التهديد بأنّ هنالك 300 هدف سعودي وإماراتي دول العدوان الرئيسية تشكل بنك أهداف يمكن التعامل الصاروخي معه، غنّ كلّ ذلك يقود الى الاستنتاج بأنّ العدوان السعودي على اليمن بلغ مرحلة جديدة يمكن تبيّن سماتها، كالتالي:
1 ـ وصول قوى العدوان الى الحائط المسدود، حيث لا يمكنه التقدم أكثر ويستحيل معه تحقيق أيّ انتصار أو إنجاز ميداني، مهما كانت الأوراق التي ستستعمل، والأوراق كلها جرّبت.
2 ـ عجز السعودية عن منع القوى الدفاعية اليمنية من تطوير قدراتها العملانية والنارية الصاروخية، رغم الحصار الخانق الذي تمارسها على اليمن وعجزها عن منع هذه القوى من استهداف العمق السعودي أو مراكز الثقل النوعي الاستراتيجي للدولة. وهذا يجعل السعودية تفقد جزءاً من استقرارها الأمني الذي تحرص عليه.
3 ـ افتضاح العجز الأميركي عن حماية السعودية وإظهار قصور الهيبة الأميركية عن تأمين المناعة الدفاعية للرياض.
4 ـ رسم معادلة ردع استراتيجي فاعلة تقيم توازناً بين صنعاء والرياض الأمر الذي يتسبّب بانهيار إضافي للهيبة السعودية التي تمرّغت يوم سحق اليمنيون الكثير من المراكز العسكرية السعودية على الحدود.
هذه النتائج التي تُعتَبر دراماتيكية بالنسبة للسعودية، معطوفة على اعتبارات داخلية وإقليمية ودولية أخرى تضع السعودية أمام خيار واحد للخروج من مأزق اليمن، هو وقف العدوان والبحث عن حلّ سياسي واقعي يُصاغ بالمحاكاة مع الواقع اليمني الذي أظهر عجزاً سعودياً عن إخضاع اليمن، وهل تفهم السعودية ماذا يعني بدء انسحاب القوات السودانية من الميدان؟ هل تدرك كلّ ذلك وتحلّله وتستخلص العبر وتتجه الى الحلّ السياسي الفعلي وتترك اليمن لأهله؟ وتكتفي من الخسائر الاستراتيجية بما حلّ بها أم تتابع العمل اللاواعي وخارج المنطق وتستمرّ بالمكابرة مؤملة بشيء ما لن يأتي من الخارج وعندها ستكون الخسارة المستقبلية من طبيعة مختلفة تترجم في الداخل السعودي؟
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


أهمية إحكام عزلة قرار ترامب
بقلم: الدكتور منير شفيق

جامعة الأمة العربية تجتمع مع الفصائل الفلسطينية وبعض الاحزاب السورية لإقامة فعاليات لأجل القدس وفلسطين
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//