![]() |
![]() |
![]() |
بقلم: الغزالي رشاد محمد الغرباوي
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 20-02-2025 - 214 تعيش أمهات الأطفال المصابين بالتوحد تجارب معقدة ومليئة بالتحديات على الصعيدين النفسي والاجتماعي. فالأم غالبًا العمود الفقري للعناية بالطفل، إذ يتطلب الأمر منها جهدًا كبيرًا لتلبية احتياجاته اليومية المتغيرة، بدءًا من الرعاية الأساسية إلى التحديات المتعلقة بالتعليم والتواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه الأم ضغوطًا اجتماعية بسبب نقص الوعي المجتمعي باضطراب التوحد، مما يزيد من شعورها بالعزلة والقلق. مأساة الأمهات تكمن في التوفيق بين رغبتهن في توفير أفضل حياة ممكنة لأبنائهن وبين التحديات اليومية التي تواجههن، وسط غياب الدعم النفسي والاجتماعي الكافي في كثير من الأحيان. رغم هذه التحديات، تظل أمهات الأطفال المصابين بالتوحد مثالًا للقوة والصمود. فعلى الرغم من المعاناة والمصاعب، يسعين دائمًا لتقديم أفضل ما لديهن لأطفالهن، سواء بالبحث عن أفضل البرامج العلاجية أو التعلم المستمر لتطوير مهاراتهن في التعامل مع التوحد. هذا الصمود ينبع من الحب العميق الذي يربط الأم بطفلها، وهو ما يدفعهن للاستمرار في مواجهة الصعوبات وتحقيق النجاح، رغم التحديات كلها. من أبرز أوجه المأساة الشعور بالعزلة الاجتماعية الذي تعانيه الأمهات. فكثيرًا ما تشعر الأم بأنها تعيش في عالم منفصل، بعيدًا عن الدعم الذي قد تحتاجه من العائلة أو المجتمع. هناك أيضًا عدم الفهم أو التقدير الكامل من الآخرين لمدى الصعوبات التي تواجهها، مما يزيد من العبء النفسي على الأم. التحدي الأكبر يكمن في التواصل مع الطفل المصاب بالتوحد، إذ يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم، ما يجعل الأم تشعر بالعجز أو الإحباط أحيانًا. وقد تضطر الأم إلى البحث عن طرق بديلة للتواصل والتفاعل، مما يتطلب جهدًا وصبرًا مضاعفًا. بالإضافة إلى الضغوط النفسية، هناك أيضًا الضغوط المالية، إذ تتطلب رعاية طفل مصاب بالتوحد نفقات إضافية للعلاج والتأهيل والتعليم المتخصص، مما قد يرهق الأسرة اقتصاديًا. الأم قد تجد نفسها مضطرة للتخلي عن عملها أو تقليصه لتتمكن من رعاية طفلها، ما يضيف عبئًا ماليًا إلى العبء العاطفي. رغم هذه التحديات كلها، تظل الأم تمثل رمزًا للقوة والصمود، إذ تسعى جاهدة لتقديم ما في وسعها كله لرعاية طفلها وتطوير مهاراته، حتى وإن كان ذلك على حساب صحتها النفسية والجسدية. قصص الأمهات مع أطفالهن المصابين بالتوحد غالبًا ما تكون مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنها أيضًا قصص تحمل في طياتها الحب، الصبر، الأمل. عديد من الأمهات يمررن بتجارب معقدة في رحلة تربية أطفالهن من ذوي التوحد، ويمكن أن تتجلى هذه القصص في نواحٍ متعددة من الحياة اليومية. المشكلات التي تواجه أسر أطفال التوحد التشخيص المتأخر الشعور بالعزلة التحديات اليومية الشعور بالذنب البحث عن علاج لكن على الجانب الآخر، هناك أيضًا قصص نجاح مبهرة: الصبر والعزيمة اكتشاف مواهب فريدة الدعم المجتمعي نصائح للتعامل مع أطفال التوحد زيادة الوعي والتعليم تشجيع التعاطف والتفهم خلق بيئات شاملة توفير الدعم العاطفي توفير موارد متخصصة التواصل الفعال تشجيع الأخوة تقديم التدريب للعاملين في المجتمع تعزيز التعاون بين الأسر والمدارس بتطبيق هذه النصائح، يمكن للمجتمع أن يسهم إسهامًا فعالًا في تحسين حياة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم في تحقيق إمكاناتهم. في النهاية، يجب أن نعترف بأن مأساة أمهات الأطفال المصابين بالتوحد ليست معركة فردية، بل هي مسؤولية مجتمعية تتطلب منا جميعًا التعاون من أجل تقديم الدعم المناسب لهذه الأمهات وأبنائهن، سواء كان ذلك بتقديم خدمات علاجية متخصصة أو تعزيز الوعي المجتمعي بالتوحد أو تقديم الدعم النفسي والاقتصادي اللازم.
لا يوجد صور مرفقة
|