جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الإرهاب

الغزو العثماني | بقلم: نبيه البرجي
الغزو العثماني



بقلم: نبيه البرجي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
07-12-2024 - 121

لعلكم تذكرون دعوة رجل دين لبناني عام 2011، رجب طيب اردوغان “ادخل الى دمشق غازياً أو فاتحاً”. ها هو يغزو المدينة السورية تلو المدينة، وحلمه أن يدخل الى فناء الجامع الأموي على حصان السلطان سليم (أم على حصان الملك داود؟)

من زمان انتهت معادلة “أميركا أو الله”، الآن “أميركا أو أميركا”، “أميركا أو الخراب”. وقد أصابنا من الخراب ما أصابنا. هكذا يغزو اردوغان سورية. بطبيعة الحال لمصلحة أميركا و “اسرائيل”، وهو يعرف أن روسيا وايران بحاجة ماسة اليه، ولا يستطيعان الاعتراض ولو بالكلام…

هكذا، لنكون أمام مهزلة بل خديعة، بل فضيحة، تدعى “محور الممانعة”، ليكتشف العالم مدى سذاجتنا حين اخترنا أن نكون في هذا المحور، وقد رأينا بعد كل ذلك الخراب، وبعد كل ذلك الدم، أن الآخرين هم من يقبضون ثمن الخراب وثمن الدم. أميركيون وأتراك و”اسرائيليون”، لتخفت الأصوات التي تهدد “اسرائيل” بازالتها من الوجود. ولم تكن هذه أصواتنا، وها نحن أمام الحدث السوري مهددون بوجودنا.

ماذا اذا وصل أبو محمد الجولاني، وهو ليس أكثر من انكشاري ومرتزق، الى حمص. حينذاك من يمنعه من الوصول الى طرابلس والى بعلبك، وحتى الى جونية وزحلة. ربما أبعد من ذلك بكثير ما دمنا على تشتتنا، وعلى صراعاتنا؟

اردوغان قال “ادلب وحلب وحمص وحماه بيد المعارضة (كناطق باسمها)، وهم مستمرون باتجاه دمشق، وكنا قد مددنا يدنا الى بشار الأسد لكنه لم يستجب”. لا يعنينا أي نظام، لكننا نسأل أي يد تلك التي امتدت الى بشار الأسد؟

اذ نعود الى المسيرة العثمانية في بدايات القرن السابع عشر، متى غزو لبنان، ما دام انتماؤنا الى ذلك المحور البائس قد عرّض رجالنا، رجال المقاومة، لكارثة يستحيل الخروج منها في المدى المنظور، لمن يعرف ما يعنيه غياب السيد حسن نصرالله، ولمن يعرف في أية ظروف كان أولئك الرجال يدافعون عن أرضهم وعن أهلهم، وبعدما دمر المحور اياه العلاقات اللبنانية ـ اللبنانية، والعلاقات اللبنانية ـ العربية.

كل ذلك من أجل تلك الهواجس الجيوسياسية الرثة، والتي تبعث على السخرية، كما على المرارة، لادراكنا ما هي أميركا، وكم كانت تلك الصراعات العبثية تصب لمصلحتها، لتوصلنا الى المقبرة. هل من سقف لنا الآن سوى السقف الأميركي؟

لا أحد وقف الى جانبنا حين كنا نواجه، باختلال هائل في موازين القوى، وفي ظروف القتال، أعتى قوة عسكرية في التاريخ. ومن تراه يقف الآن الى جانب سوريا المهددة بوجودها بعدما أدى الحصار، وقد تداخل مع استشراء الفساد، الى انهاك الشعب والى انهاك الجيش، ولا نريد الولوج الى الأيام المأسوية لهذا الجيش، الذي تجاوزت معاناته معاناة الجبال؟

كان علينا في لبنان أن نساق بالغارات الجوية الرهيبة، ودون أن يكون لدينا حتى مجرد صاروخ لاسكات طائرات الـ MK بالهدير الذي يزعزع ما تبقى من أعصابنا، الى اتفاق وصفه الخبراء الغربيون بـالـ “Dreadful agreement” أي الاتفاق المروع، ودون أن يكون لنا من خيار آخر سوى الموت تحت الركام.

ماذا ينتظر سورية الآن؟ هل هي العودة الى الولايات العثمانية، أم هي العودة الى الدويلات التي استحدثها الجنرال غورو، ناهيك باتفاقية السلام مع “اسرائيل”، ليتبعها لبنان في الحال، وقد بات تحت الوصاية الأميركية؟

في خضم هذا السواد، لن نسأل عن روسيا التي تواجه المعسكر الغربي بأسره، ولا عن ايران بمشكلاتها الداخلية والخارجية، ولكن هل يمكن أن يكون هناك وجود جيوسياسي أو وجود جيوستراتيجي لكل منهما، اذا وضع اردوغان يده على سورية، وبعدما رأينا الطائرات “الاسرائيلية” تغير على منطقة المزة (وكم تبعد عن القصر الرئاسي؟) دون أن تتمكن الصواريخ المصنوعة في روسيا من ملامسة أي من تلك الطائرات.

هل كان خطأ اعتمادنا على ذلك النوع من الحلفاء، وكان يفترض أن ندرك من سنوات وسنوات، وفي ظل هذه الغيبوية العربية الأبدية، وفي ظل التنافس الاقليمي الذي يستنزف الجميع دون طائل، أين أميركا في المنطقة. ترى لمن يعمل اردوغان الآن؟ وحتى أن احتل دمشق.

في نهاية المطاف لن يكون أكثر من دمية أميركية. من زمان حلّ الاسلام الأميركي محل الاسلامات الأخرى التي ابتدعها الفقهاء من كل المضارب، ومن كل المشارب…

اختلفنا من يكون رجل بعبدا. ليكن من يكون. مشكلتنا ليست في الرجل، وانما في ثقافة القرن التاسع عشر، حيث التبعية والارتهان يستوطنان لاوعينا. ماذا حدث لنا، وماذا يحدث لنا لو كنا في دولة تحمي مواطنيها من الغرباء ومن الغزاة، لا تضعهم هكذا في مهب الرياح، وفي مهب الحرائق.

لم يعد يعنينا اي شيء. لقد خسرنا رهاننا وخسرنا أنفسنا، وخسرنا رجالنا، لنبقى من دون سقف بانتظار الجنرال الأميركي الذي قد يعيدنا الى وعينا، ويحمينا من ذلك الغول المجنح، اذا لم ننتظر ما هو أشد هولاً، وما هو اشد فظاعة.

أبو محمد الجولاني على حدودنا الشمالية، وبنيامين نتنياهو على حدودنا الجنوبية. الجنرال غاسبر جيفرز بقبعة الكاوبوي بين الاثنين…

على أمل ألاّ يكون بانتظارنا ما هو أسوأ بقليل أو بكثير…


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//