علميا وعسكريا واستراتيجيا وتكتيكيا وبكل الحسابات والمقاييس. بدأت ايران ردها على الاعتداءات الاسرائيلية واستهداف القنصلية في دمشق. واستهداف قادة مستشارون في الحرس وقوة القدس.
الاعلان الايراني وتبليغ واشنطن ودول القرار وحلفاء اسرائيل بالرد. واستعراض القوة بالمناورات جهود لتحضير المسرح وتأهيله للرد وما سيترتب عليه.
التحضير ايضا استهدف شد عصب الحلفاء وتطمين غزة وشعبها ومجاهديها والتأثير على معنويات وجاهزية اسرائيل وحلفائها. ووضع ايران ودورها في اولويات الهم الاعلامي. وهذه حكمة وليست مضيعة للوقت.
ارباك واشغال الخصم واحراج حلفائه ودعوتهم لعدم الانخراط وتحمليهم مسؤولية المشاركة ايضا فعل عسكري مجدي.
احتجاز السفينة الاسرائيلية في الخليج جزء من الرد وبداية موفقه وتحذير بالنار وبالفعل لا بالقول وانذار لحلفاء اسرائيل ومناصريها ومسانديها واكمال الطوق والعزل البحري والبري لإسرائيل والاهم اعلان ان المحور بات شريكا ومسيطرا في خمسة بحار حاكمه في التجارة الدولية وفي تصعيد وانهيار الامبراطوريات وهذا امر هام واستراتيجي في الحروب.
فالجرأة والجدية والحزم والقرار بالرد بات مشفوعا بأفعال ممارسة بداية من البحار والمضائق وحيث لم يتوقعه او يتحصن في مواجهته العدو.
والخطوة تعني ان الطريقة الايرانية للرد تبطن قرارا استراتيجيا نوعيا يتم عبره التأسيس لدخول ايران الحرب كطرف محوري ومقرر .مقاتل وشريك حاسم.
والفارق جوهري بين الرد المحسوب، وكفا الله المؤمنين شر القتال، والانخراط في الحرب.
فالرد وانتهى تصير ضربة بضربه والبادئ اظلم فتنتهي مفاعليها بساعات او تؤدي الى حرب يوم القيامة.
اما دخول الحرب بالتدرج وبتوسيع المسارح وتنويع الاهداف فهذه تعني قرارا استراتيجيا طالما ايران حاذرته وناورت وسعت الا تصل اليه.
وبما انها قررت وبدأت الانخراط فالتحولات والنتائج ستكون عاصفة ونوعية وتاريخية ليس اقلها اشهار هزيمة اسرائيل في حرب غزة.
واسرائيل هي من قال ويخوض الحرب على انها وجودية واذا هزمنا فيها فلا مكان لنا في المنطقة.
نعم دخول ايران المتدرج في الحرب كطرف مقاتل مباشرة تعني تحولا نوعيا استراتيجيا في مسارات الحرب واحتمالاتها وبنتيجتها الحكمية الوحيدة خسارة اسرائيل لها وهزيمتها المدوية حيث لا يعود لها مكان في المنطقة.
باختصار هذه هي حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر ولن يطول الامر وشواهدنا والواقع والمعطيات والاحداث كلها تجتمع لتقرر هذه الخلاصة.
فان تدخل ايران الحرب يعني ان قوة نوعية كبيرة هائلة الاهمية والتأثير قد دخلتها فتضيف عناصر نوعية حاسمة في تقرير المسارات والنتائج.
وتعني وهذا الاهم ان المحور بساحاته وجبهاته وايران اساسا قرر انها حرب لا هوادة فيها ولا نهاية لها الا تحرير القدس
في المقابل فإسرائيل والاطلسي والعالم الانجلو ساكسوني والنظام الرسمي العربي والاسلامي قد دخلوا الحرب الى جانب اسرائيل وقدموا واستخدموا واستنزفوا كل واي من قدراتهم وما زالت اسرائيل تتخبط في رمال غزة وتعجز وتتلقى الضربات.
ومازال لبنان ومقاومته قوة نوعية لم تستخدم اكثر من ١٠% من قدراتها اضافة الى ان اليمن الفاعل المحوري في جبهات اسناد غزة لم يستخدم ١٠ % مما يملك ومما اعلن وكذا المقاومة العراقية التي اوقفت العمليات ضد الوجود الامريكي ثم اعلنت انها ستعود بقوة ان تدخلت امريكا لحماية اسرائيل وشاركت في الرد على الرد.
وسورية جبهة العمل المحورية لم تبدا بعد مشاركتها وقد استعدت واتمت التحضيرات لساعة الفصل.
لمن ينتظرون الرد الايراني ولمن يراهن على اسرائيل وامريكا لكسب الحرب.
نقول وتقول الوقائع المعاشة والتطورات وفي ابرزها واحدثها واهمها نوعيا؛ ها قد دخلت ايران الحرب ودخلتها باستراتيجية التدرج والشمول والشراكة فيها بحيث تتقرر التوازنات والتطورات وكلها باتت في صالح غزة وانتصارها والقدس وتحريرها.
لم تكن ايران راغبة او مستعجلة لدخول الحرب وكانت تفضل تاجيلها واستمرار خوضها بالجولات وعبر الحلفاء وترصيد النقاط الا ان للزمن وحاجاته منطقه وضروراته فقد قدم نتنياهو الفرصة الذهبية والحجة والذريعة واستدرج ايران للحرب وايران ستخوضها على طريقتها واستراتيجياتها لا على رغبة نتنياهو ولا على مزاج المستعجلين واو المتشككين والمعادين لها.
التتمة تاتي والاستيلاء على السفينة في الخليج بداية الغيث والنذير بالاتي والبداية وليست النهاية.