لايزال العالم، يترقب نوع ومكان وزمان الرد الإيرا.ني، على العد.وان الإسرائيلي. على القنصلية الإيرا.نية في دمشق.
العملية الإيرا.نية، التي سيطرت فيها وحدات من الحر.س الثو.ري، على سفينة إسرائيلة في مضيق هرمز، ليست الرد الايرا.ني، على العد.وا.ن على القنصلية، إلا في حال تبين وجود هدف كبير داخل السفينة، يمكن أن يوازي العد.وا.ن على القنصلية، أو إذا تبين أن إيران، حصلت على ثمن كبير، له علاقة بالوضع في فل.سط.ين المح،تلة، وفي الصراع في المنطقة، يمكن أن تراه بديلا عن عملية عسكرية، ضد أهداف إسرائيلية.
أيا كان المسار الذي ستاخذه الأحداث، فايران ومعها محور المقا.و.مة، حققت مكاسب استراتيجية كبيرة، حتى لو لم تقم برد عسكري مباشر.
فحكومة العد.و الص.هيو.ني، فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي من العد. وان، على القنصلية، بجر الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مواجهة مباشرة مع إيران، ترى فيها المنقذ الوحيد لمأزقها الوجودي في غز.ة، حيث سارعت واشنطن، لتاكيد عدم علاقتها بالعد.وان، وأنها لن تشارك في عملية ضد إيران، وكان ردها خجولا، بأنها ستعمل على منع وصول القذائف الإيرانية، إلى ا.لكيا.ن الص.هيو.ني "اذا تمكنت" فيما سارعت بريطانيا والدول الأوروبية، للاعلان بأنها لن تشارك في أي عمل ضد إيران، وحتى دول من أدوات امريكا، مثل تركيا وقطر والكويت، أعلنت أنها لن تقبل باستخدام أراضيها للعد.و.ان على ايران.
وبانتظار الرد الإيراني، تقف القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، والمجتمع الإسرائيلي، على "رجل واحدة" هذه المرة، والقلق والخوف والشعور بالهزيمة يسيطر على الجميع، والشلل التام يسيطر على كل المجلات الحيوية داخله، والكل يؤكد فشلهم في تحقيق غايتهم من العد.و.ان. وان حكومة نتنياهو، أخطأت خطأ استراتيجيا، سيعمق من أزمتها الوجودية.
في المقابل.. هذه الصورة بالتأكيد تسر القيادة الإيرانية، ويسهٌل عليها خوض معركة أعصاب، وصراع ارادات، مع ا.لكيا.ن الص.هيو.ني، وهي ترى هذا التخبط والرعب، الذي يسود المجتمع الإسرائيلي وقيادته، وهذا يجعلها غير مستعجلة على الرد، ومن مصلحتها استنزاف صبر العد.و الص.هيو.ني، وتعميق خساراته، قبل أن تطلق طلقة واحدة..
وبانتظار الرد الإيراني، أيا تكن طبيعته، تبدو أطراف محور المقا.و.مة، جاهزة لما تقرره غرفة عملياتها، سواء للمشاركة، او الرد على اي تصعيد اسرائيلي او امريكي.
ولان الخطيئة الاسرائيلية، تاخذ الطابع الإستراتيجي، فان تداعياتها ستكون كبيرة، على الوضع في فل.سط.ين المح.تلة، وعلى مسار الصراع مع تحالف العد.و.ان بشكل عام.
ما يجري ثبت عدة حقائق..
الاولى.. حالة الضعف التي تأكدت داخل ا.لكيا.ن الاسرائيلي، والتي وضعته على حافة الانهيار، لولا عملية الإنقاذ السريعة، التي امنتها له الولايات المتحدة ومنظومتها الاستعما.ر.ية، لكن حتى هذه المساعدات، تبدو محدودة في قدرتها، على تأمين الحماية الكاملة لهذا ا.لكيا.ن، وبما يضمن له الاستمرار في المنطقة.
الثانية .. تراجع القدرة الأمريكية، على تنفيذ مخططاتها ومشاريعها في المنطقة، خاصة وأن أي تورط أمريكي أكبر، سيضعها أمام خسارة استراتيجية، لموقعها ومكانتها في المنطقة والعالم، وفي ساحات الاشتباك الأخرى، وتحديدا مع الروسي في أوكرانيا، وفي صراعها مع الصين، على قيادة السياسات والاقتصاديات العالمية.
الثالثة.. أن محور المقا.و.مة، يراكم انتصاراته ونقاطه، في هذا الصراع مع تحالف العد.و.ان الأمريكي الص.هيو.ني، وهو ما سيشكل في النهاية، حالة انتصار كبرى، ستغير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة والعالم.
نستطيع التأكيد، أن ما يجري، أبعد بكثير من ساحة الاشتباك في فل.سط.ين المح.تلة، ليطال كل الساحات في المنطقة والعالم، وسيسرع من عملية الانتقال من مرحلة القطب الواحد، برأسه الأمريكي، إلى العالم المتعدد الأقطاب، والذي يعني انتهاء سيطرة المنظومة الأمريكية الغربية، على السياسات والاقتصاديات العالمية، مع ما يعني ذلك، من تغيرات عميقة، في الخرائط الجيوسياسية في المنطقة والعالم، سينتج عنها انهيار أمبراطوريات، ودول وأنظمة، وصعود اخرى، وهذا سيضعنا، أمام دراما جيوسياسية مثيرة، ستمتد لسنوات عديدة.