جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

الإنتقام الإيراني : بين القانون الدولي و الردّ العسكري | بقلم: حيّان نيوف
الإنتقام الإيراني : بين القانون الدولي و الردّ العسكري



بقلم: حيّان نيوف  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
14-04-2024 - 297

لا تزال قضية العدوان الإرهابي الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق تتفاعل على المستويات الدبلوماسية و السياسية و الأمنية الإقليمية و الدولية ، حيث شكل هذا العدوان حدثاً مفصلياً من المتوقع أن يخلّف تداعيات على الإقليم ويدشّن لمرحلة جديدة ..

وبالرغم من أن "اسرائيل" لم تتبنى رسمياً هذا العدوان الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي من فوق الأراضي المحتلة ونتج عنه تدمير مبنى القنصلية بالكامل واستشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيبن العاملين من بينهم الجنرالين "محمد رضا زاهدي" و "محمد حاجي رحيمي" وخمسة آخرين ، فإن البيانات الصادرة عن كلّ من طهران ودمشق أكدت بلا لبس بأن الجريمة نفذتها "تل ابيب" وقدمتا تفاصيل حول ذلك ..

ويعود امتناع اسرائيل عن تبني العدوان بشكل رسمي إلى محاولة بائسة من قبلها للتهرب من المسؤولية القانونية التي حددتها اتفاقية فيينا لعام 1961 والتي تضمن حماية البعثات والمقرات الدبلوماسية للدول الموفدة لدى الدول المضيفة ، كما ان اسرائيل تحاول التملص من حتمية الردّ الإيراني على مقتل مواطنيها بأيدي اسرائيلية ..

يمكن وصف الجريمة الإسرائيلية بأنها جريمة مركّبة ، فهي تشمل اعتداء على اراضي الدولة السورية وقتل مواطنين سوريين ، وعدواناً على مقرات دبلوماسية للدولة الموفدة ونقصد إيران ، وقتل دبلوماسيين إيرانيين ، وكل تلك الجرائم يحرمها القانون الدولي بكل بنوده وتفاصيله و يعاقب عليها ..

وبالرغم من أن طهران اتخذت قرار الإنتقام رداً على هذا العمل الإرهابي ، فإنها حافظت على غموض مقصود حوله وحول توقيته وطبيعته ، والهدف من ذلك عدم منح اسراىيل فرصة للهروب من مأزق غزة وجبهات الإسناد بفعل الرد الإيراني ، ولجأت طهران بدايةً ووفق ما يقتضيه القانون و الاعراف الدولية إلى الطرق القانونية و القنوات المؤسساتية الأممية و الدولية في مجلس الامن و الامم المتحدة ، وحشّدت الراي العام الدولي ضد الكيان الصهيوني الذي لا يفرق في اعتداءاته بين مدني وعسكرية ، وبين مقرات دبلوماسية ومنشآت عسكرية ..

التحرّك القانوني و الدبلوماسي الإيراني تسبب بحرج كبير ليس لإسرائيل فحسب ، بل أيضاً للولايات المتحدة التي عرقلت إلى جانب كلّ من فرنسا وبريطانيا صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الجريمة الإسرائيلية بعد ان تقدمت موسكو وبالتنسيق مع طهران ودمشق بمشروع بيان لهذا الهدف ، وقدمت واشنطن مبررات واهية لموقفها بحجة انها غير متأكدة من وضعية المبنى المستهدف وأنها ستشعر بالقلق فيما لو كان منشأة دبلوماسية ..

فيما اعتبرت طهران ان امتناع واشنطن عن إدانة الجريمة الإسراىيلية يشكل دليلا على مسؤولية واشنطن عنها خاصة بان طائرات F35 و الصواريخ الدقيقة التي استخدمتها اسراىيل بالهجوم أميركية الصنع ، وكيف لواشنطن أن تخلي مسؤوليتها وهي التي سبق لها اتهام طهران بالوقوف وراء الهجوم على قاعدة البرج 22 الاميركية في الاردن فقط لأنها ظنت بأن المسيّرات التي استخدمتها المقاومة كانت صناعة إيرانية ؟! وكيف لواشنطن أن تبرر مسؤوليتها الاخلاقية و القانونية والدولية كدولة دائمة والعضوية في مجلس الأمن الدولي وهي التي سارعت لتسخير هذا المجلس لإدانة حادثة الهجوم على قنصليتها في بنغازي بليبيا في العام 2012 واعتبرت تلك الحادثة مبررا لمزيد من التدخل و العدوان على ليبيا ..

وبكل الاحوال فإن جرائم الإعتداء على المقرات و البعثات الدبلوماسية ليست غريبة عن واشنطن خصوصاً وحلفائها ، ولعل من المهم التذكير بالقصف الاميركي الوحشي على السفارة الصينية في بلغراد عاصمة يوغسلافيا في العام 1999 بخمسة صواريخ موجهة و دقيقة نتج عنها مقتل ثلاثة صحفيين صينيين وإصابة عشرين آخرين داخل السفارة ..

إنّ كل القرائن الحالية و التاريخية تشير إلى ان واشنطن كانت على علم بالعدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق ، بل ربما أن الجريمة تمت بموافقتها او بقرار منها مهما حاولت التستر و التبرير و الإختباء ..

اليوم يمكن القول بأن العقل الإستراتيجي الإيراني نجح من خلال النهج الذي اتبعه في التعامل مع هذه الجريمة تحقيق انتصارات دبلوماسية و سياسية وقانونية ، وبات مهيئاً للإنتقال إلى مرحلة الرد الإستراتيجي العسكري و الأمني دون الالتفات إلى التبعات القانونية والاعراف الدولية التي خاض غمارها في المرحلة الأولى ليؤكد بان حرمة المقرات الدبلوماسية لا يختلف عن حرمة أراضي الدولة ، ولسان حال طهران يقول "لو أنكم قمتم بإدانة اسرائيل على جريمتها لربما كان لنا حديث آخر ، لكن تعنتكم ومكابرتكم في دعم اسرائيل فضح أكاذيبكم و جعل القصاص حتماً مقضيّاً"


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       بمشاركة سورية.. اجتماع تنسيقي لتحدي القراءة العربي في القاهرة//       الدفعة الثانية من الأطفال المشاركين في معسكر زوبرونوك الترفيهي تغادر إلى بيلاروس//الخارجية الروسية: الغرب ينهب موارد سورية ويمنع المهجرين من العودة إلى وطنهم//الوزير المقداد يبحث مع نظيره الصيني تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات//الغباش: سورية تدعو منظمة الصحة العالمية للمساهمة برفع الإجراءات القسرية المفروضة عليها//       الوزير المقداد في الاجتماع الوزاري العربي – الصيني: الشراكة بين الدول العربية والصين نابعة من واقع متماثل ولا بد من فتح آفاق جديدة لرفع مستوى التعاون//النعماني يبحث مع ميا تعزيز التعاون بين سورية وسلطنة عمان//       إيرواني: استمرار الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب يزيد من معاناة الشعب السوري//الخارجية: تكرار بعض الدول الغربية مواقفها السلبية أمام ما يسمى مؤتمر بروكسل يؤكد استمرارها في سياساتها الخاطئة تجاه سورية//سورية تستنكر دعوة مؤتمر بروكسل لعدم عودة اللاجئين: كان الأجدى به تخصيص تمويل لدعم هذه العودة وتعزيز مشاريع التعافي المبكر//       أصيب ثلاثة طلاب في غارة شنتها مسيرة إسرائيلية على لبنان//       كوبا تدين مجدداً الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة//الأونروا تحذر من تزايد الأمراض المعدية جراء اكتظاظ مخيمات النازحين بغزة//استشهاد مسعف جراء استهداف طيران العدو الإسرائيلي سيارة إسعاف جنوب لبنان//       توقف الاتصالات الهاتفية في مركز هاتف بغداد بدمشق//القوات الروسية تنفذ خلال أسبوع 25 ضربة عسكرية عالية الدقة وتصد 31 هجوماً أوكرانياً//60 شهيداً خلال الساعات الـ 24 الماضية جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة: جرائم الاحتلال في جباليا تظهر سعيه لجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يزور طهران ويقدم التعازي للسيد الخامنئي والرئيس المكلف مخبر باستشهاد رئيسي وعبد اللهيان 30-5-2024//السيد نصر الله: غزة معركة وجود.. وجبهة الجنوب قوية وضاغطة//3 أدباء سوريين ينالون مراتب متقدمة بمسابقة الدكتور ناجي التكريتي الدولية في العراق//       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//