جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

الرد الإيراني دفاع لا يعطي نتنياهو ما يريد بل يأخذ منه | بقلم: هدى رزق
الرد الإيراني دفاع لا يعطي نتنياهو ما يريد بل يأخذ منه



بقلم: هدى رزق  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-04-2024 - 283

الرد الإيراني المباشر على "إسرائيل" سيغير قواعد الاشتباك خارج الحدود، ويمكن أن يزيد خطر توسع الحرب. وفي مثل هذا السيناريو، سينعكس الأمر على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، حيث القواعد العسكرية الأميركية التي يمكن أن تصبح أهدافاً.

يحاصر ضغط المعارضين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست، ويطالبونه بإحراز تقدم في المفاوضات من أجل إنقاد الرهائن.

يبحث رئيس الحكومة الإسرائيلية عن حروب لإنقاد نفسه، فتتراءى له معركة رفح كأحد المنافد لحل معضلة بقائه في السلطة، فكلما ذهب إلى الحرب أطال عمر سلطته، وهو يحاول جر الإدارة الأميركية إلى الدفاع عنه بعدما رفع يده لضرب إيران.

انتظر المتطرفون اليمينيون الإسرائيليون بفارع الصبر الوقت الذي يضع الولايات المتحدة بمواجهة إيران، و"إسرائيل" بحاجة إلى إعادة بناء قوة الردع الخاصة بها بعد فشل عام 2006 في حربها ضد حزب الله، والحرب في الشمال مع حزب لله، وبعد طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، والحرب في غزة التي لم تحقق أهدافها رغم القتل والهدم.

نتنياهو بحاجة إلى توسعة الحرب ما دام هناك التزام تعهدت به الولايات المتحدة الأميركية بحماية أمن "إسرائيل" والدفاع عنها. وضع نتنياهو الهجوم الذي قام به على القنصلية الإيرانية واستشهاد قائد في حرس الثورة ونائبه، إلى جانب 5 أشخاص آخرين، سياسة إدارة بايدن في مأزق رفضها تحويل حرب غزة إلى حرب إقليمية ووضعها في وجه التزامها تجاه أمن "إسرائيل".

وكانت كل من إيران والولايات المتحدة قد أعلنتا منذ بداية الحرب على غزة أنهما سيتجنبان الحرب الإقليمية التي من شأنها أن تقودهما إلى صراع مباشر في حال خروج الأمور عن السيطرة في ظل الحرب التي تشنها "إسرائيل" في غزة.

وكانت الاتصالات التي أجرتها الولايات المتحدة مع إيران عبر وسطاء قد حققت بعض النتائج في هذا الشأن، ولو كانت جزئية. كان حزب الله قد التزم بقواعد الاشتباك التي حددها كجزء من استراتيجية الصراع وفتح جبهة مساندة لغزة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.

اعتبر الأميركيون عدم انخراط حزب الله بكامل طاقته مؤشراً لعدم توسعة إطار الحرب. كانت الجبهة عسكرية وسياسية يسعى الحزب من خلالها إلى الضغط على الأميركي والإسرائيلي من أجل إيقاف الحرب على غزة. وبعد هجمات الطائرات بدون طيار التي قتل فيها جنود أميركيون في المثلث السوري الأردني العراقي، تدخلت إيران لتهدئة المقاومة الإسلامية العراقية، لكن "إسرائيل" واصلت ضرب أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، ووسعت نطاق نيرانها في لبنان.

لم تنجح الولايات المتحدة في كبح الجانب الإسرائيلي، فيما تمتلك إيران ورقة قوية يمكنها أن تستعملها في مواجهة الولايات المتحدة، فمحور المقاومة لم يستعمل كل قوته، والأميركي وادعاؤه بمنع خروج الحرب عن السيطرة ومواصلة الحوار مع إيران، كان عليه الضغط على "إسرائيل"، ولا سيما أن عدم الضغط عليها يمكن أن يدفع إيران إلى كسر الأغلال المفروضة عليها على الطريق النووي، وهذا ليس خياراً يمكن للولايات المتحدة أن تتجاهله.

يستطيع بايدن قطع جزء من عمليات نقل الأسلحة إلى "إسرائيل"، فمن المؤكد أن الدول الأخرى ستحذو حذوه، فرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتعرض لضغوط لوقف عمليات نقل الأسلحة إلى "إسرائيل". كما أعلنت كندا أنها ستجمد شحنات الأسلحة إلى "الدولة" اليهودية. إن لدى بايدن طرقاً أخرى للضغط على "إسرائيل"، إذ يمكنه الحد من مستوى التعاون العسكري معها أو يمكنه أن يصدر تعليماته للوفد الأميركي لدى الأمم المتحدة بدعم قرار جديد يدين العملية الإسرائيلية.

شكل الصبر الاستراتيجي عنواناً بديهياً لإيران من أجل تجنب الوقوع في فخ "إسرائيل". لم تقم طهران حتى الآن بالانتقام بشكل مباشر، إلا أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة وصلت إلى مستويات لا يمكن لإيران تجاهلها، رغم أنها عمدت إلى إبعاد شبح الحرب الإقليمية، وهي على يقين بأن "إسرائيل" تريد تحويل الانتباه عن غزة، وهي تقصدت من خلال ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق ضرب المفاوضات الأميركية مع طهران حول الملف النووي وغزة، وجرها إلى صراع مع الولايات المتحدة لعزلها، وإذا ما ردت الضربة فستتحول "إسرائيل" من جلاد في غزة إلى ضحية.

من الواضح أن الهجوم في دمشق كان استفزازاً مستهدفاً لمحاولة الإيقاع بإيران، ويستهدف هذا الهجوم أيضاً عملية تطبيع طهران مع دول الخليج، وخصوصاً السعودية.

خلال صلاة عيد الفطر في طهران يوم الأربعاء، تعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "بمعاقبة" "إسرائيل" على الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل/نيسان، والذي أسفر عن مقتل 7 أعضاء في حرس الثورة الإسلامي الإيراني، بما في ذلك قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، فيما قال الرئيس جو بايدن إن التزام الولايات المتحدة بحماية "إسرائيل" صارم وسط مخاوف من أن تقوم إيران بالانتقام قريباً من القصف الإسرائيلي المميت لمبنى القنصلية الإيرانية في سوريا .

قيّمت الولايات المتحدة الرد الإيراني بأنه وشيك، واستدعى "الجيش" الإسرائيلي جنود الاحتياط في وحدات الدفاع الجوي الأسبوع الماضي تحسباً لضربات محتملة. وكان وزير الخارجية الإيراني قد أبلغ نظيره البريطاني الذي طالب إيران بضبط النفس وعدم توسعة الحرب بأن لندن وواشنطن شجعتا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على توسيع الحرب المستمرة في قطاع غزة بصمتهما.

الرد الإيراني المباشر على "إسرائيل" سيغير قواعد الاشتباك خارج الحدود، ويمكن أن يزيد خطر توسع الحرب. وفي مثل هذا السيناريو، سينعكس الأمر على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، حيث القواعد العسكرية الأميركية التي يمكن أن تصبح أهدافاً مع تصعيد محتمل في هذه البلدان.

ليست الخسارة الأولى للحرس الثوري، لكن في هذه الحرب المصيرية للمقاومة الفلسطينية ستجد إيران بطريقة أو بأخرى إمكانية للتغلب على الصعوبات. "إسرائيل" لديها نية جادة لإثارة حرب كبيرة، لكن إيران تجنبت ذلك بحكمة كبيرة.

ستستخدم إيران المنطق، ولن تشن هجوماً. بالنسبة إليها، لم يحن الوقت لمعركة كبرى مع "إسرائيل". ورغم تزايد الاغتيالات الإسرائيلية بالتوازي مع حرب غزة، فمن المرجح أن يتم الرد بطريقة لن تأتي بالنتائج التي تريدها "تل أبيب"، بل يمكنها أن تفتح ثغرة وتفرض منحى مختلفاً في الحرب والمفاوضات التي تحصل اليوم.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//