جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

خلفيات «ميناء بايدن الإنساني» المزيّف في غزة ومخاطره… | بقلم: الدكتور أمين حطيط
خلفيات «ميناء بايدن الإنساني» المزيّف في غزة ومخاطره…



بقلم: الدكتور أمين حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
25-03-2024 - 298

بعد خمسة أشهر من بدء العدوان «الإسرائيلي» المتواصل والمتمادي ضد قطاع غزة، وبعد 153 من التنفيذ «الإسرائيلي» المنهجي لعمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها «إسرائيل» بحق الفلسطينيين في قطاع غزة الإبادة التي تنفذ بشكل مدروس ومخطط عبر القتل والتدمير والتشريد وتحويل قطاع غزة الى أرض غير قابلة للعيش عبر حرمانها من كلّ مستلزمات الحياة بدءاً من الماء والغذاء مروراً بالعلاج والدواء وصولاً الى المسكن والإيواء. وبعد دفع السكان الى المعاناة غير المسبوقة في التاريخ من حيث تفشي المجاعة والرعب وانعدام الأمن ونشر الخوف والقلق بين الأطفال والنساء، بعد كلّ ذلك الذي حصل ويحصل بدعم ورعاية وتمويل وتسليح أميركي، بعد كلّ ذلك خرج رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ببدعة إنشاء «ميناء بحري إنساني» في قطاع غزة لتوريد المساعدات لأهل القطاع.
قد يخدع القرار الأميركي بعض البسطاء حسني النية ويجعلهم ينظرون بإيجابية إلى الموقف والتدبير الذي اتخذ كما هو ظاهر ومؤكد بتنسيق تام مع العدو الصهيوني الذي يرتكب جرائم الحرب وجرائم ضدّ الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية في غزة، لكن هذا الخداع سرعان ما يسقط وتنجلي الحقيقة وتطرح الأسئلة حول خلفية القرار الأميركي، حيث إنّ أميركا لو كانت حريصة على سكان غزة لكانت أوقفت حرب «إسرائيل» عليهم ولما كانت منعت مجلس الأمن من اتخاذ قرار بوقف النار حيث استعمل الفيتو الأميركي ثلاث مرات لإجهاض مشروع القرار، أو لكانت أوعزت لـ «إسرائيل» بفك الحصار عن القطاع ولكانت فتحت معابر رفح وكرم أبو سالم في جنوبي القطاع من مصر لمرور المساعدات أو كانت أمرت «إسرائيل» بتمكين أهل القطاع من الوصول الى الماء للشرب تلك الماء التي قطعتها حكومة العدو منذ نيّف وخمسة أشهر.
بيد انّ أميركا لم تقم بشيء من كلّ ذلك ولم تنظر ولم تصغِ لمعاناة الفلسطينيين في غزة ولم تعمل على وقفها وهو أمر لا يكلفها سوى قرار واتصال منها بمحظيتها «إسرائيل» التي تستمرّ بتلقي المال والسلاح والذخيرة دعماً وتشجيعاً لها في عدوانها؛ لا بل إمعاناً في الخداع شاركت في مسرحيات «إسقاط المساعدات الإغاثية» من الجو تلك العمليات التي تسبّبت بمجازر بنار الجيش الإسرائيلي حيناً وحيناً آخر بقتل بعض المنتظرين الذين سقطت الرزم عليهم فأودت بحياتهم، نعم أميركا لم تقم بما هو سهل وممكن وغير مكلف ثم جاء بايدن في خضمّ حملته الانتخابية استعداداً لانتخابات الخريف يدّعي «استفاقة ضمير إنساني» لديه ويقرّر فتح الميناء الإنساني لإغاثة سكان غزة. استفاقة ما كانت لتحصل لو لم تكن أميركا تريد تحقيق أهداف أخرى وتتذرّع بالعامل الإنساني غطاء لتحقيق تلك الأهداف كما اننا نرى انّ من شأن ذلك ان يحدث او يفتح الطريق الى قيام مخاطر ومحظورات تمسّ الفلسطينيين وقضيتهم وكما تمس آخرين كما يلي:
1 ـ تكريس احتلال «إسرائيل» لقطاع غزة وحصاره والاعتراف بحقها في ممارسة ذلك، ربطاً بما تدّعيه من مصالح أمنية لها. كما والقفز فوق الجرائم ضدّ الإنسانية والإبادة الجماعية التي تنفذها «إسرائيل» من خلال عدوانها وحصارها، وجعل من يبقى في القطاع من الفلسطينيين أسرى أو سجناء في معتقل كبير يشرع بشكل واقعي.
2 ـ إيجاد بيئة التهجير الطوعي – القسري لسكان القطاع من خلال فتح المجال للذين يعانون من ويلات الحرب والحصار ان يستغلوا وجود بواخر الإغاثة وإقامة المأوى العام الذي تخطط أميركا لإقامته في سياق إنشاء «الميناء الإنساني» والاستجابة للضغوط وهجرة القطاع. وهنا تكون أميركا تمكنت بهذا الأمر من تنفيذ أحد أهداف هذا العدوان الإسرائيلي (تفريغ القطاع من أهله وتغيير في الخريطة الديمغرافية له وهو ما تطمح إسرائيل له وتعمل لتحقيقه). وهنا يفهم القرار «الإسرائيلي» المتضمّن نقل مليون فلسطيني من رفح الى الغرب أيّ الى المكان المزمع إقامة الميناء فيه غرب خان يونس.
3 ـ إسقاط مسؤولية أميركا عن جرائم «إسرائيل» في القطاع خلال هذا العدوان من خلال إبراز «إنسانيتها المزعومة» بينما هي في الحقيقة شريك كامل المسؤولية عن كلّ جريمة ارتكبت حيث إنها هي الراعي وهي المموّل وهي المسلح وهي المشجّع على الحرب -العدوان وهي التي تمنع وقف إطلاق النار، ومع ذلك تأتي أميركا من خلال هذا المشروع لتظهر «إنسانيتها» المزيفة لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين.
4 ـ التمهيد لتنفيذ احتلال أميركي عسكري فعلي للقطاع متجاوزة الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، حيث إن اميركا وبقرار منفرد منها دون الرجوع لأحد مما ذكر، تنفذ هذا المشروع الذي سيتطلب في مرحلة أولى على حدّ تقدير الأميركيين نشر أكثر من 1000 عسكري أميركي على البر الفلسطيني وفي المياه الإقليمية الفلسطينية وهو عدد قابل للزيادة حسب متطلبات المهمة.
5 ـ التمهيد لوضع اليد الأميركية الإسرائيلية على حقول النفط والغاز الفلسطينية في بحر غزة ومنطقتها الاقتصادية الخالصة وفيها حقلان كبيران فيهما كمية كبيرة جداً من الغاز الطبيعي، على حدّ توقع الخبراء.
6 ـ تهميش الدور المصري، في كلّ ما يتعلق بالقطاع. ففي حين يشكل معبر رفح بين غزة ومصر شريان الحياة الرئيسي اليومي والدائم لاتصال القطاع بالخارج، يأتي الميناء الأميركي العائم ليكون هو البديل وفي هذا صفعة استراتيجية هامة لدور مصر الإقليمي والعربي.
7 ـ بدء العمل الميداني الفعلي لإنشاء قناة بن غوريون المنافسة او البديلة لقناة السويس، وتوقع تطوير «الميناء الإنساني المزيف» ليكون نقطة التقاء القناة تلك مع البحر المتوسط وفي ذلك ضربة قاسية لقناة السويس وللاقتصاد المصري.
على ضوء ذلك نرى كم هي المخاطر المتأتية عن مشروع أميركي ظاهره إنساني وحقيقته عدوانية إجرامية تتوخى حجب مسؤولية “إسرائيل” عن جرائمها وتكريس مفاعيل عدوانها ووضع اليد الأميركية على قطاع غزة متجاوزة القانون الدولي والشرعية الدولية.
ولذلك فإنّ مصلحة القطاع والقضية الفلسطينية تقضي برفض هذا المشروع، والتمسك بما تطالب به المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص المطالب الخمسة وهي مطالب مشروعة تبدأ بوقف العدوان ويليه انسحاب الاحتلال من غزة وتمكين السكان من العودة الى مناطقهم بدءاً من شمال القطاع ثم فك الحصار عنه وتمكينه عبر المعابر البرية من تأمين احتياجاته الحياتية والاقتصادية كلها وأخيراً تبادل الأسرى. وأيّ خطة او مسار حلّ يتجاوز هذه الأهداف الخمسة إنما يصبّ في خدمة “إسرائيل” ويكرّس عدوانها ومفاعيله ضدّ الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//