المقاومَة الإسلامية في لبنان ساندَت إخوانها في فلسطين منذ بدء العدوان حتى اليوم، مَن سيساند لبنان في حال قَرَّرَت إسرائيل شَن حرب عليه؟
وهل ستندلع حرباً شاملَة في المنطقة إذا ما أقدَمَت إسرائيل على إجتياح لبنان؟
بين المأمول والواقع لا بُد من أن سيناريو الحرب المتوقعَة على لبنان مدروس بدِقَّة وصورتهُ واضحة وأهدافه متبلَورَة لدى قيادة المقاومة العُليا، وأن كافة الإحتمالات موضوعه على الطاولة ومأخوذة بالحسبان وخصوصاً أن حزب الله أكثرَ مَن خَبِر الكيان الصهيوني ودرَس عقليته ويعرف كيف يُفَكِر قادتهُ العسكريين وساستهُ بكل الظروف،
أيضاً وأيضاً حزب الله يعرف محيطه العربي تمام المعرفة ويفهم ثقافته وطبيعة تفكيره وانتمائه السياسي والأيديولوجي حتى باتَ هذا الحزب مدرسة يتخرَّج منها طلاب أكاديميين في فهم طبيعة العربان والأنظمة وطبيعة التفكير السياسي والديني لكل مجتمع ونظرة كُلٍ منهم إلى المقاومة الإسلامية ذات الطابع الشيعي الجعفري شكلاً،
بكل الأحوال وبمعرفة الجميع أن حزب الله أعَدَّ العُدَّة لحرب كبيرة وواسعة مع العدو الصهيوني آخذاً في حسبانه تدخل قِوَىَ خارجية لصالح الكيان ستكون شريك فاعل في المعركة من اليوم الأوَّل،
فهو يرتكز على قوته وقواته وامتداده الشعبي والجغرافي، ويتكِئ ناحية الشرق والشمال إلى سوريا الأسد التي لم تسمح عام 2006 خلال حرب تموز بإلتفاف الجيش الصهيوني من جهة الجنوب الشرقي وهددت بدخول الحرب،
وهي اليوم تكرر موقفها الذي تبلغته تل أبيب بأنها لن تقف على الحياد في حال شن هجوم على لبنان وستمنع أي عملية إلتفاف حول منطقة البقاع من جهة الجولان والجنوب السوري،
إذاً المقاومة لن تكون وحيدة في معركتها مع إسرائيل وستكون سوريا شريك أساسي فيها أضف إليها العراق واليمن،
أما على صعيد الداخل اللبناني هناك قِوَىً وطنيه شريك للمقاومة في معركة الدفاع عن لبنان كالقوى الوطنية وحركة أمل بكل ثقل مجاهديها من دون أن نستثني العامل الفلسطيني المهم جداً على صعيد خَوض العمليات البرية، هذا إذا كانت المعركة دفاعية ولكن بما عرفناه عن قرار القائد العام للمقاومة بنقل المعركة إلى الداخل الفلسطيني فإن ظروف المعركة ستتغيَّر ونتائجها ستكون وبآل على العدو الصهيوني الذي سيفقد أكثر من نصف جيشه في الأيام الاولى للحرب،
هي حربٌ ستكون مُدَمِرَة لن يتمكن العربان من مساندة إسرائيل فيها ولن تتمكن أمريكا من إنقاذها إذا ما اشتعلت هذه الحرب واتسعت دائرتها لتشمل سوريا والعراق واليمن،
وفي حال إلتحام عناصر المشاة عن قُرب فإن مقاتلي المقاومة سيُبدعون في نحر الجنود الصهاينة وتمزيق صدورهم عن مسافة صفر ولن يتمكن الشبان الصهاينة من منازلة شباب حزب الله والثبات أمامهم لإختلاف العقيدة والهدف، ولأن المعتدي دائماً ضعيف وصاحب الحق ليث تصعُب هزيمته أو إركاعه،