بقلم: محمد نور الدين
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 03-12-2023 - 234 تركيا لم تتّخذ أيّ إجراء ضدّ إسرائيل (أ ف ب) غالباً ما كانت العلاقات التركية - الإيرانية تشهد خلافات أو تباينات، مردّها أكثر من سبب. كما غالباً ما كانت أنقرة، حتى في عهد الحكومات العلمانية التي سبقت وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة عام 2002، «تتفهّم» السلوك الإيراني، انطلاقاً من «ثابتة» أنّ انفجار العلاقات بين البلدَين ممنوع، مهما كانت الظروف. ومبدئيّاً، توطّدت العلاقات بين أنقرة وطهران مع وصول الإسلاميين إلى السلطة، واعتبار إيران وجودَ «إسلاميّ»، هو رجب طيب إردوغان، على رأس النظام في تركيا، أفضل بما لا يقاس من وجود العلمانيين. وقد أَظهر الرئيس التركي، في أكثر من مناسبة، صحّة الظنّ الإيراني به، فتمرّد على العقوبات الغربية على الجمهورية الإسلامية في مجال الطاقة وحركة الأموال، ولكن من دون أن يلغي ما تقدَّم أنه طبّق أحياناً جانباً من هذه العقوبات، ولا سيما لجهة تقليص واردات النفط والغاز من إيران. كما أنه لا يلغي، وهذا الأهمّ، أن الخلافات بين البلدَين لم تكن يوماً هامشية، بل تعود أصلاً إلى طبيعة النظامَين واصطفافاتهما الإقليمية والدولية، وفي مقدّمة ذلك الانتماء الأطلسي لتركيا، وعلاقاتها القديمة والثابتة والقوية مع إسرائيل، والتي ما فتئت تتوطّد في حقبة «العدالة والتنمية».جاءت عملية «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر، مفاجئة جداً بالنسبة إلى تركيا التي ارتبكت إزاء ما يجب فعْله حيالها، ولا سيما أنّ أولويتها تتمثّل في الحفاظ على ما وصل إليه مسار التطبيع بينها وبين إسرائيل، كما «المصالحة» مع «حلف شمال الأطلسي» في «قمّة فيلنيوس»، فضلاً عن المصالحات مع دول أخرى، من مثل السعودية والإمارات. ولذا، حاولت تركيا الوقوف على مسافة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وهو ما أثار، من دون شكّ، انزعاج فصائل المقاومة، وفي طليعتها «حماس». ومع أنّ الخطاب التركي ارتقى تصعيداً، وصولاً إلى قول إردوغان إن التاريخ سيذكر رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، بوصفه «جزّار غزة»، كما هو آرييل شارون «جزّار بيروت»، إلّا أن عدم اتّخاذ تركيا أيّ إجراء عملي ضدّ إسرائيل، سواء على المستوى الديبلوماسي أو الاقتصادي، أسهم في بقاء حالة الانزعاج تلك. الخلافات بين أنقرة وطهران لم تكن يوماً هامشية، بل تعود أصلاً إلى طبيعة النظامَين واصطفافاتهما الإقليمية والدولية وإذا كان الخلاف بين إيران وتركيا حول سوريا واضحاً و«قديماً»، في ظلّ امتناع إردوغان عن القيام بخطوات تصالحية مع دمشق، في مقابل تسريعه مسار التطبيع مع إسرائيل، فإن التباين الكبير بينهما تجاه الموقف من عملية «طوفان الأقصى» جعل الخلافات تَظهر إلى العلن. والقصّة، وفقاً لصحيفة «آيدينلق»، بدأت مع زيارة عبد اللهيان إلى أنقرة، في الأول من تشرين الثاني الماضي، واتفاقه مع المسؤولين الأتراك على التحرّك بصورة مشتركة والتنسيق في شأن الوضع في غزة. ولاحقاً، خلال قمّة طشقند، اقترحت إيران على تركيا القيام بخطوات عملية ترجمةً لهذا التحرّك المشترك، بوقف صادرات النفط والغاز (ومعظمها من آذربيجان) والمواد الغذائية، إلى إسرائيل. لكن تركيا لم تتّخذ أيّ إجراء ضدّ إسرائيل، معتبرةً أن الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا يعطي نتائج أكثر من أيّ خطوة عدائية تجاه دولة الاحتلال يمكن أن تزيد من «انعدام الثقة» بين دول المنطقة، كما قالت. كذلك، كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد زار أنقرة يوم السادس من تشرين الثاني، وحذّرها من أيّ تنسيق أو تعاون مع طهران في شأن غزة. وفي هذا الجانب، نقلت الصحيفة عن الأستاذ في جامعة طهران، فؤاد إيزادي، قوله إن «قطع التنسيق بين تركيا وإيران، يعني بلوغ إسرائيل أهدافها». وأضاف: «إيران تدعم المقاومة الفلسطينية في كلّ شيء، من السلاح إلى المال. لكن بعض الدول الإسلامية، مثل آذربيجان، لا تزال تؤمّن حاجات إسرائيل من الطاقة، وتمرّ هذه الصادرات عبر أراضي دول مسلمة (مثل تركيا)».
لا يوجد صور مرفقة
|