لايزال الكثيرون لايقدرون على التخلي عن شعارات الربيع العربي لسبب بسيط هو انهم لم يفهموا الربيع العربي الا كما لقنتهم اياه الجزيرة ووعاظ الربيع العربي .. وماتعلمون هو من بنات أفكار الموساد الذي شوش العقل العربي وصور له ان عدوه ليس في تل أبيب بل هو في دمشق وطهران وبنت جبيل ..
ولذلك فان اسرائيل ضربت الجيش السوري الذي كان يهددها ويرفض أي سلام معها .. ضربته بالثوار العرب والاسلاميين ..
واسرائيل حرضت العرب والمسلمين ليعيدوا الساعة الى لحظة القادسية ونسيان لحظة سقوط القدس .. والسفر من تلك اللحظة عبر الزمن والعيش حول زمن القادسية ..
كانت اسرائيل تقصف سورية فيكبر العرب والمسلمون تهليلا .. وكانت اسرائيل تحرك داعش التي لن تقتل جنديا امريكيا واحدا ولم تقتل جنديا اسرائيليا واحدا فيما كان مئات الجنود السوريين يذبحون في الطرقات والعالم العربي والاسلامي يعتبر ذلك نصرا من الله .. كل جيوش الاسلام .. كانت تحارب الحيش السوري وحلفاءه .. ولم يعرف أحد السر في اختيار اسم أبو محمد الجولاني الذي لاينتمي الى الجولان بل هو من منطقة درعا .. ولكنه كانت ترجمة للواء غولاني الاسرائيلي ..
اليوم تكشفت كل الاسرار .. ورأى العرب بأم أعينهم ان اسرائيل تقصف غزة ودمشق في نفس الوقت لأن اسرائيل ترى ان دمشق هي التي تحمي غزة ,, وفلسفة دمشق هي التي تحمي فلسفة غزة .. وان جيش محمد ضيف في غزة نهض لأن جيش دمشق بقي نصيرا له ولم يمت كما ماتت بقية جيوش العرب ..
لم يسأل العقل العربي لماذا فقط دمشق تتعرض للقصف الاسرائيلي والاميريكي هي وغزة دون اي عاصمة عربية واي مدينة عربية .. ؟؟ لماذا لاتقصف القاهرة ولا الرياض ولا الدوحة ولا عمان ولا تونس ولا الرباط ولا استانبول؟؟ فقط دمشق وغزة .. ألا يستحق هذا ان يفكر العربي في أن اللعبة قد انكشفت الآن وأنه لم تعد هناك اسرار .. وأنه لا ربيع عربي ولا جيوش اسلامية ولا جهاد ولاجوامع .. فقد صمتت كل الجوامع في مذبحة غزة .. وصارت مشغولة بالتصوف ورقص الدروشة .. وجفت كل التبرعات وصار المسلمون فقراء لامال عندهم .. وتحجرت الحناجر التي كانت تصدح بالدعاء لنصر أهل سورية المظلومين .. وانصرف الجمع للدعاء لأولي الامر ان يوفقهم الله فيما اختاروا ..
اذا لم يستيقظ العربي حتى اذا استيقظت الديناصورات .. فما حدث في غزة أيقظ الديناصورات من شدة ارتجاج غزة بالقتابل والقصف .. ووصلت رائحة الدم الى سكان الاسكيمو ولايزال بعض العرب ينتظرون فتوى شيخ .. وقرار مسجد .. واصبع أمير .. والامر بسيط جدا وهو ان دمشق ظلمها العرب .. كما يظلمون غزة اليوم .. طعنوا دمشق بحناجرهم .. واليوم أغمدوا خناجرهم ووقفوا يتفرجون .. على مذبحة غزة ..
اليوم يجب ان يضحك العربي من كذبة ان قطر دولة لعا سيادة ورأي ولها موقف مبدئي .. فهي تشنجت في التصالح مع سورية والاعتذار منها .. بحجة انها تقتل الاطفال .. أما عندما يأتي الامر لاسرائيل فانها تصافح وتستقبل قادة اسرائيل وتبتسم لهم .. وكأنهم لم يرتكبوا أكبر مجزرة للأطفال في التاريخ البشري .. فلم يقتل هذا العدد من الاطفال خلال هذه الفترة القصيرة الا في غزة .. وبطريقة علنية وفاجرة ..
على العربي أن يضحك من نفسه عندما يقول ان غزة اليوم تحارب بسلاح أعطاه لها محمد مرسي بالأنفاق .. رغم ان يحي السنوار وكل قادة حماس أعادوا ملايين المرات علنا وأمام الشاشات انهم يشكرون سورية وايران ومحور المقاومة على دعمهم بالسلاح والخيرات والاموال والتدريب وكل شيء .. ولم يذكر احد منهم محمد مرسي ولا اردوغان ولا قطر .. ومع هذا لايوال العربي يسرق جهد دمشق وفضل دمشق .. ويرى ان دمشق التي عوقبت في حرب الربيع العربي لاتزال أخطر عدو لاسرائيل في قلب حرب غزة .. لأن دمشق هي قاعدة الارتطاز الريسية لغوة ولحزب الله ولايران .. ولولاها لانفرط عقد هذا المحور .. لأن حزب الله لن يجد طريقا للتسلج وهو محاصر من كل ناحية في لبنان ومن البحر وبالقرار 1701 .. ولأنه لولا سورية لما كانت ايران قاردة على الوصول الى حزب الله .. ولولا سورية لما تمكن خزب الله من دعم حماس ..
أيها العربي .. نصيحتي لك .. فكك رأسك من على كتفيك اذا لم تفهم .. وأرسله الى مصلح بوابير كاز .. لأنه لن يفهم على رأسك الا مصلح بوابير كاز ؟؟
هل رأيتم الهشاشة في التفكير والحكم؟