ِحالة إسرائيل هي حالة المجرم، الذي يرتاب بأي حركة، ويشعر أنه مستهدف، وأنه تم اكتشاف أمره، وأنه ملاحق، وأنه سيتم إلقاء القبض عليه في نهاية المطاف، وهو سيلقى جزاءه وربما حتفه.
هكذا هي إسرائيل ، الكيان الذي يشعر بعدم شرعيته، وبأن كل ما بنى عليه دولته هو باطل في الواقع والقانون، وأنه ملاحق، وأنه لا بد وأن يأتي يوم، ويلقى جزاءه وتكون نهايته.
وكما بالنسبة للمجرم، فإنه يشعر دائما بأنه يجب أن يدافع عن نفسه، ولا يتورع عن ارتكاب الجرائم، بوصفه بالأساس مجرما. لقد أطلقت إسرائيل على جيشها جيش الدفاع الإسرائيلي، لا أعتقد أن هناك جيش في العالم يحمل مثل هذه التسمية، تلك التسمية التي باعثها نفسي، لكنها لا تؤثر على طبيعة الجيش الصهيوني الإجرامية. إن القوات العسكرية الإسرائيلية سواء الجيش أو الامن الداخلي او ما يسمى اليمام، أو القوى المخابراتية، كلها قوى إجرامية لا تتورع عن ارتكاب الجرائم، ضد أي كان، حيث تشعر بالتهديد حتى لو كان أمامها طفلا، وإسرائيل تجد تبريرا لإجرامها ضد المستهدفين والذين يعتبرون أطرافا ضعيفة، وهم محميون بشكلل خاص في القانون الدولي، وفي الشرائع الإنسانية، ويتمثلون بالأطفال والنساء والمدنيين بشكل عام.
لقد أظهرت الحرب على غزة مدى ما يتصف به الجيش الصهيوني، من دوافع إجرامية، فقد أقبل دون تردد على الأهداف المدنية من مباني ومستشفيات ومدارس، حاصدا آلاف القتلى والجرحى بين الفلسطينيين المدنيين وبشكل خاص بين الأطفال والنساء، وقد مهد لحرب الإبادة ذلك بقطع الغذاء والماء والكهرباء والغاز عن القطاع، في نية واضحة للتسبب في إبادة جماعية، وطرد من يتبقى من سكان إلى خارج القطاع، ظنا من المسؤوليين الصهاينة أن ذلك سيوفر لكيانهم الأمن، ويؤجل الضبط الحرمي، والعقاب والحكم المؤبد أو الإعدام، حيث لن يبقى ما يسمى إسرائيل، لأنها كيان قائم على أساس باطل.
إن المسؤوليين الإسرائيليين واعون لهذه النهاية، لأنهم يعرفون كيف بدأت الحكاية، ويعرفون أنه في النهاية، حيث ستأخذ العدالة مجراها بحكم لعبة التاريخ.