جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

أسطورة غزة: إسقاط الترحيل هزيمة لـ «إسرائيل»! | بقلم: الدكتور عدنان منصور
أسطورة غزة: إسقاط الترحيل هزيمة لـ «إسرائيل»!



بقلم: الدكتور عدنان منصور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
05-11-2023 - 334

ليس من باب الارتجال او المناورة، أو الابتزاز، يطالب العدو الإسرائيلي بفتح معبر رفح امام أهالي غزة الذين ينوي الاحتلال بعملياته الوحشية إرغامهم بالقوة على ترحيلهم الى سيناء. إذ أنّ إفراغ القطاع من سكانه، هدف رئيس واستراتيجي للعدو الإسرائيلي، يمكنه في ما بعد، من احتلال القطاع، والقضاء على مقاومته وضمّه نهائياً الى كيانه.
إنّ تفريغ قطاع غزة من سكانه، يسهّل الأمر للعدو، كي يستفرد بالمقاومة، وتصفيتها بتغطية واسعة من دول غربية مستبدّة، مشبعة بالحقد، والكراهية، والعنصرية، فاقت كلّ تصوّر، يجسّدها عملياً اليوم بايدن أميركا، وماكرون فرنسا، وسوناك بريطانيا وشولتز ألمانيا.
سياسة نتنياهو وقادته العسكريين تهدف الى وأد القضية الفلسطينية في تراب غزة، طالما أنها تشكل عصب القضية وروحها. فلا مقاومة في فلسطين دون غزة، ولا أمن ولا استقرار للكيان المحتلّ بوجود مقاومة الغزاويين. لذلك، إزالة غزة عن خريطة فلسطين، مطلب العدو الإسرائيلي، كي تصبح حدود كيانه مباشرة مع الحدود البرية لمصر. وبعد ذلك تضبط الحدود اتفاقية كامب دايفيد التي أنهت الصراع بين مصر و»إسرائيل»، وقيّدت الدور السياسي والعسكري والأمني المصري، تجاه القضية الفلسطينية.
لقد توهّمت «إسرائيل» أنّ الانسحاب من غزة وفك الارتباط معها عام 2005، سيوقف نهائياً دور المقاومة فيها، ويعزلها عن الضفة الغربية. إذ أنّ «إسرائيل» حرصت على تطويق قطاع غزة وإبعاده عن ايّ تواصل مع الضفة الغربية.
دوف ويسغلاسDov Weissglas الناطق الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون كشف النيات الإسرائيلية لخطة فكّ الارتباط مع قطاع غزة في تصريح له لصحيفة «هارتس» يوم 6 تشرين الأول 2004 يقول فيه: «إنّ معنى خطة فكّ الارتباط مع غزة، هو تجميد عملية السلام. وأنّ تجميد عملية السلام، يعني منع قيام دولة فلسطينية، ومنع إجراء محادثات حول اللاجئين، والحدود والقدس، نتيجة لذلك، فإنّ كلّ المسألة المسمّاة دولة فلسطينية مع كلّ ما يترتب عن ذلك، سيُسحب من جدول أعمالنا».
لم تكن «إسرائيل» تتوقع أنه مع الوقت ستكون غزة وقود المقاومة وشعلتها، وحاضنة فلسطين، وضمير شعبها. لقد علقت «إسرائيل» أملها على سلطة صورية، رخوة هشّة في رام الله، لا حول ولا قوة ولا قرار لها، فكانت مع الوقت بمثابة إسفنجة تمتصّ تطلعات وآمال الفلسطينيين، وتحدّ من زخم نضالهم، وتصدّيهم لسياسة الاحتلال. فإذا بغزة تقلب المقاييس، وتطيح بأوهام قادة العدو وعملائه، وبكلّ اللاهثين وراء أنصاف الحلول، لتقول للعالم كله: غزة رأس الحربة في تحرير فلسطين. وهي قلب القضية، تحرّك وتضبط بوصلة فلسطين في الاتجاه الصحيح، وهي تواجه المعتدين، وكل المتخاذلين، والمساومين على حقوق الفلسطينيين.
لم ينفع رهان العدو على فكّ الارتباط مع غزة، رغم كلّ الإجرام والآلة العسكرية التي دمّرت القطاع باعتداءاته الوحشية شهري كانون الأول 2008، وكانون الثاني2009، ولا عدوان عام 2012، و2014، ولا الاعتداءات المتلاحقة، وآخرها حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لقطاع غزة الجاري على الأرض حتى اللحظة. إذ ظلّ القطاع خنجراً في حلق كيان الاحتلال، يقضّ مضاجعه على الدوام، يجعل القضية الفلسطينية متوهّجة، وفي صدارة قضايا العالم، وهي المستمرّة في نضالها وتصدّيها الكبير للاحتلال الإسرائيلي. لذلك وجد مجرم الحرب، نتنياهو وقادته العسكريون أنّ تصفية القضية الفلسطينية برمّتها أصبحت أمراً حتمياً لا بدّ منه، ويجب ان تتمّ بشكل نهائيّ في قطاع غزة، من خلال تدمير ممنهج للقطاع، ومن ثم إكراه سكانه على الرحيل الى سيناء، وهذا ما طلبه نتنياهو من مصر.
مصر اليوم، بحكم انتمائها إلى أمتها، وبحكم مسؤوليتها ومصالحها القومية والوطنية والأمنية، جعل رئيسها يرفض الترحيل القسري لسكان غزة. هذا الرفض شكل ضمانة رئيسة ليس للمقاومة في غزة فقط، وإنما لجميع الفلسطينيين في القطاع والضفة، وعموم فلسطين، لأنّ إفراغ القطاع من سكانه، سيتيح الفرصة لـ «إسرائيل»، للانقضاض عليه، وقضمه وضمّه إليها، وفي ما بعد، العمل على خنق الضفة الغربية، وكبت أنفاس أي مقاومة فيها، ومن ثم اللجوء الى الممارسات التعسّفية بغية تهجير سكانها الى الأردن.
نتنياهو الذي فشل حتى اللحظة، في تحقيق هدفه بترحيل سكان غزة إلى سيناء، واصطدم برفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دفع بالولايات المتحدة،
منتهزة الأزمة الاقتصادية والمالية، والاجتماعية الخانقة التي تعيشها مصر في الوقت الحاضر، كي ترمي الطعم لها، وتغريها بشطب 100 مليار دولار من ديونها التي تجاوزت 170 مليار دولار، بعد أن قفز دينها الخارجي خمسة أضعاف من عام 2011 الى عام 2022، في حين انخفضت قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، وزاد الطلب عليه نتيجة ارتفاع فاتورة الواردات، وفوائد الديون وأقساطها. ومما يزيد من صعوبة الوضع الاقتصادي الخانق لمصر، هو أنه يتوجّب عليها في العام المقبل 2024 سداد قيمة فوائد الدين العام الداخلي والخارجي البالغة 36.3 مليار دولار، مع العلم أنّ بيانات دولية تشير الى انّ الدين العام لمصر عام 2028، سيصل الى 510 مليارات دولار، مقارنة بـ 163 مليار دولار عام 2022.
إنّ رفض مصر – حتى الآن – ترحيل سكان غزة الى سيناء، أحبط المشروع الأميركي – الإسرائيلي في الصميم، وأحبط حلم نتنياهو في هذا الشأن.
لا شك في أنّ مصر تحمّلت مسؤوليتها الوطنية، لكون الأمر يرتبط مباشرة بسيادتها، واستقرارها وأمنها القومي، وبحق الفلسطينيين الطبيعي في البقاء على أرضهم. لكن هل تصمد مصر في نهاية المطاف أمام الضغوط الناعمة، والمغريات اللاحقة، وتسجل للتاريخ موقفاً مشرّفاً، تستعيد فيه ولو جزءاً من حضورها المتوهّج الذي كان متميّزاً في أمتها وفي العالم أيام الفترة الناصرية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي؟!
مصر اليوم أمام امتحان كبير، حيث أنظار العرب تتطلع اليها، يترقبون الآتي من الأيام المفصلية العصيبة، في الصراع العربي الإسرائيلي، ليعرفوا من الذي سيحقق هدفه في ميدان غزة: مقاومة الفلسطينيين، ورفض مصر الترحيل وقرار رئيسها، أم مجازر «إسرائيل» وضغوط واشنطن ومغرياتها الرامية الى ترحيل الفلسطينيين من قطاعهم، ووأد قضيتهم؟!
الجواب في القاهرة، عند الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث الكلّ يعلق الآمال الكبار، على صمود مصر أمام المغريات، والضغوط، في هذه اللحظات الحاسمة التي يشهدها قطاع غزة، وصمود شعبه الأسطوري، حتى لا يأتي الترحيل في نهاية الأمر على حساب فلسطين، ومصر، وأمن الأمة كلها.
إنّ أيّ تراجع لمصر عن موقفها الحازم، وأياً كانت أسبابه وتبريراته في ما بعد، سيزلزل الأوضاع في المنطقة بأكملها، ويخلخل دولها، وإنْ حظيَ هذا التراجع بدعم ومغريات، ووعود قوى الغرب الخبيثة، واستنفار أجهزة الإعلام في الداخل والخارج، للترويج له، وتبريره، والإفراط في الحديث عنه وتظريفه، وهي تدافع عنه بكلّ قوة، لإقناع الشعب المصري بفائدته ومكتسباته، بعيداً عن تداعياته الخطيرة على مصر، ودول المنطقة.
الأيام المقبلة ستكشف النقاب عن المواقف الحقيقية للدول والأطراف المعنية، وعما يُرسم ويُحضّر لقطاع غزة ومقاومته الباسلة.
مجرم الحرب نتنياهو، كالطير المذبوح في مستنقع غزة، يعرف أنّ حياته السياسية قد انتهت، والمحاكمة بانتظاره. ومع ذلك هو مصمّم بيأسه، وعنجهيته، وإجرامه، على الذهاب بعيداً لاجتياح غزة، وإنْ تطلب الأمر تنفيذ سياسة الأرض المحروقة، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي للغزاويين الى أبعد الحدود، فيما هو يعرف أنّ الحرب على غزة، وإخضاع شعبها وكسر إرادته قد خسرها، شأنه شأن مجرمي الحروب من أدولف هتلر وبنيتو موسوليني، وغي موليه، وانطوني ايدن وإيهود أولمرت وكلّ مجرمي الحروب وعشاقها.
غزة الصغيرة، أصبحت أسطورة مدوّية، لم يشهد العالم مثيلاً لها. مقاومتها المعجزة، بهرت العالم كله، بابتكارها عمليات حربية نوعية، غيّرت المعادلات العسكرية، وكسرت الموازين، ودفنت خطط العدو
في رمالها.
فشل «إسرائيل» الذريع في احتلال غزة، والقضاء على مقاومتها، وترحيل شعبها، يعني أنها هزمت، وما على مجرم الحرب نتنياهو وقادته العسكريين، إلا أن يترقبوا مصيرهم الأسود الذي ينتظرهم…


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//