تقنيات خطابية جديدة استخدما سيد الجنوب في ظهوره يوم امس ، و كان خطابة يتسم بالواقعية من جانب باحترامه قدرات العدو و عدم الاستهانة به و ب ( الخيلاء ) من جانب آخر لأرعاب الخصم و هزيمته نفسيا قبل ال ( ميدانيا).
في مفردة ( الخيلاء) نستذكر قصة تاريخة من حروب الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و قوله لأبي دجانة لما رآه يختال عند القتال: إن هذه مشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموطن.
فالخيلاء رعبٌ للعدو
و رباطة الجأش و عدم الاهتمام إحباط له.
لذلك ورد في الأثر ( النصر صبرُ ساعة ) لأن العدو يتوقع الهزيمة بعد الهجوم فالصمود ثلاثة ارباع النصر لمساهمته باحباط العدو و هزيمته الداخلية ..
و لم يستجب سيد الجنوب لدعوات العاطفيين و المغالين ممن اراد اقحام الجميع بالجميع بدون احتساب العاقبة للجميع .
و بقى السيد ( شعبياً ) و لم يصبح ( شعبوياً ).
في استراتيجيا الحرب تكون الواقعية أساس في الانتصار ، فالاستهانة بالخصم سبب في الهزيمة.
لذلك اعتمد السيد و ذكّرنا ايضاً بالحروب السابقة باستراتيجيا تسجيل النقاط في هزيمة العدو ، لأنّ استراتيجيا الضربة القاضية له وقتُه و استعداداته الخاصة ، و في التاريخ هناك حروب اعتمدت سياسة الضربة القاضية هدفاً اساساً فطالت لسنين و خسرت مئآت الالاف من البشر .
كانت استراتيجيا تسجيل النقاط هي السبب في تراجع الكيان في جميع حروبه السابقة مع جند المحور على جميع الجبهات و يؤكد سيد الجنوب استمرار اعتماده عليها الى الان لأنها ناجعة في التصدي للعدو .
الجيش النظامي لا يمتلك صبراً طويلا تجاه ( فصيل مسلح ) يتوقع انهيارا بمجرد تحريك الدبابة باتجاهه.
انّ حرب المطاولة اساس انتصار المقاومة على جيش الكيان ، ففيها ينهار الجيش النظامي قبل انهيار المقاومة .
و التقنية الاحدث و الابرز التي استخدمها السيد في خطابة هي ( الغموض في اسلوب الهجوم و التصدي ) ، فهنالك هجوم و لكن ب ( الاسلحة المناسبة ) و هنالك تصدي و لكن بأمور ( أعددنا لها عدتها ).
و هذا تحوّل و نضجٌ جديد في خطاب السيد و انتقاله من ذِكر ( مخازن الامونيا ) و ( الصواريخ النقطية ) ، الى اساليب تصدّي و مواجهة غامضة .
الخصم في حالة رعبٍ الان لجهله بأدوات التصدي و الهجوم و هو المطلوب .
مرّة أخرى يُثبت لنا سيد الجنوب أنه امير الشجاعة و أمير البيان و أمير الحرب كجده علي بن ابي طالب عليه السلام .