الإستراتيجية الأميركية ومشروع تكريس إسرائيل كرباج منطقة غرب آسيا أصبحوا في خبر كان،
لَم تَصِل فرحة الأميركي لقَرعتِهِ بموضوع استكمال مشروعه القاضي بتذويب القضية الفلسطينية وفرض كيان سياسي فلسطيني من دون أظافر تتبَع فيه الضفة الغربية للأردن وغَزَّة لمصر،
واستكمال التطبيع العربي مع الكيان ليصبح هوَ سيد المنطقة بلا منازع ويحافظ الأميركي على مصالحِهِ في غرب آسيا،
جائَت عملية طوفان الأقصى إستكمالاً لسيف القدس لتقطع على واشنطن وتل أبيب حلمهم الواعد برسم معالم شرق أوسط جديد خالي من أي قُوَّة عسكرية تقف بوجه إسرائيل،
ما ساعدَ بنجاح عملية الطَوَفان وتضليل العدو الصهيوني هُوَ دخول حركة الجهاد الإسلامي معركته الأخيرة ضد الكيان الغاصب بمعزَلٍ عن حركة حماس التي وقفت فيها متفرجَة وعلى الحياد، في أكبر عملية تضليل للكيان مارستها المقاومة الفلسطينية بدِقة عاليه وذكاء منقطع النظير حتى بَدآ للعقل الصهيوني أن القَوم تفرقوا وأن جمعهم أو إصلاح ذات البين بينهم أصبحَ من الماضي، وأنهم أصبحوا يتنافسون لذلك سيفشلون وستذهب ريحهم هباءً منثورآ،
إنطَلَت الحيلة على العدو الذي إسترخَىَ واطمَئَنَّ واعتقد بأن جُل ما تستطيع فعله حركة حماس هوَ إطلاق عدة صواريخ وتعود فتختبئ في أنفاقها،
تأكدت قيادة العمليات المشتركة من أن العدو تم تضليله وأنه أصبحَ على يقين بأن حماس لا تريد القتال وهي تسعى نحو حلول مع الكيان الغاصب، فبدأَ مِحوَر المقاوَمَة التخطيط لعملية طوفان الأقصىَ وتمت دراسة أدق تفاصيل العملية من ألألِف إلى الياء، بدءً من عدد حاجة المهمة للرجال ونوعية السلاح والتوقيت والأهداف ونقاط الدخول ونقاط التلاقي وخطة الإنسحاب، بسريَة مطلقة وبشكلٍ دقيق، وكان الهدف الأساس جلب أسرىَ،
وفي صبيحَة يوم السبت 7/10/2023 فاجئَت قوات القسام والأقصى وباقي الفصائل الجنود الصهاينة وهم في مهاجعهم وعلى أسِرَتهُم والغالبية العُظمىَ منهم لم يتجرأوا على حمل السلاح والمواجهة فمنهم مَن قُتِل ومنهُم مَن وقعَ أسيراً بيَد رجال المقاومة ولم يتمكن أي أحد منهم من الفرار،
في النصف ساعه الأولى من بدأ الهجوم البري والجوي والبحري الفلسطيني بدأت إيران بشَن هجوم سايبيري ضخم جداً إستهدَفَ كافة المراكز الحكومية والعسكرية والمصارف والمؤسسات والمطارات محطات توليد الطاقة وتحلية المياه، وعندما إجتاز رجال الله الشريط الألكتروني الذي يُعتَبَر خط الدفاع الأول عن المستوطنين ووصلت طلائعهم إلى المواقع العسكرية التي تعتَبَر خط الدفاع الثاني، سيطَر الأبطال على غرفة التحكم بالكهرباء للشريط الفاصل والمواقع والمراقبة الألكترونية والكاميرات وشبكة الإتصالات الأرضية وقاموا بتعطيلها جميعها وبذلك فصلوا كافة القوات وشيفراتها عن بعضها البعض وأصبحوا كالعميان واشتبكوا مع حاميات المواقع بعدما سيطروا سيطرة تامة على غرفة التحكم.
سيطَر الأبطال على ما يزيد عن 700 كلم مربع من المستوطنات التي تم تحريرها بالدم واستمروا بالتقدم حتى بلغوا مسافة 10 كلم تفصلهم عن حدود الضفه الغربية بالعمق الفلسطيني وقتلوا ما يزيد عن ألف صهيوني وأسروا في اليوم الأول المئات،
معركة لا تشبه مثيلاتها من ذي قبل تخللها تضليلٌ للعدو وتمويهٌ والإيحاء إليه أن حركة حماس ليسَ لديها أي رغبه بفعل أي شيء،
دفعت فصائل المقاومة بتعزيزات إلى داخل نقاط الإشتباك وقامت بالتبديل بين عناصرها واستمرت بالقيام بعمليات هجومية ضد المواقع الإسرائيلية الستة المتبقية بهدف الإستيلاء عليها وتعزيز السيطرة على المناطق المُحَررَة والتثبيت فيها وعدم الإنسحاب منها،
ما حصل في المستوطنات شكَلَ كارثة على الكيان الصهيوني وأشعَرَ أميركا بخطر زوال إسرائيل فسارعت إلىَ الإتصال برئيس الحكومة اللبنانية لمعرفة ما إذا كان حزب الله سيدخل الحرب أم لآ؟
المصريين إتصلوا بحزب الله بشكلٍ مباشر لكن لا أجوبة تريح أميركا وتطمئن إسرائيل فالمقاومة ليست معنية بطمأنتهم،
كعادتها مصر وقطر سارعوا لإلقاء طوق النجاة للكيان لكنهم فشلوا لأنه للأسف أصبحَ بعيداً عن البر وأبعد من مرمىَ يُمناهم فإسرائيل التي خسرَت ما يزيد عن الف وخمسماية قتيل وأربعة الاف جريح وأكثر من ٧٠٠ مفقود وثلاثمائة أسير خلال ٤٨ ساعة كيف ستقبل بوقف لإطلاق النار وهيَ المعروف عنها أنها إذا خسرت حرب واحدة ينتهي وجودها،
لذلك كان لا بد لها من حشد جيشها على حدود القطاع لتحرير المساحة التي تسيطر عليها المقاومة وإجتياحه،
القرار بالإجتياح إتُخِذ والعملية قآبَ قوسين وأدنىَ، لأن الأميركي ليست لديه مشكلة بتشديد الحصار على المدنيين وقطع الماء والكهرباء والفيول وتدمير قطاع غزة ولو قُتِلَ عشرين ألف فلسطيني، المهم لديها أن تنتقم إسرائيل من الفلسطينيين لذلك بدأوا بالتدمير الممنهج ومن دون سابق إنذار،
حركة حماس هددت بإعدام أسير صهيوني مع كل غارة يقوم بها الإحتلال من دون أي إنذار مسبق للمدنيين،
المشروع الأميركي بعد العملية أصبح في خبر كان، وإسرائيل لَم تَعُد الدولة التي يليق بها أن تقود المشرق العربي وغرب آسيا،
والتطبيع تعطلت عجلاته عن الدوران، وما يرعب أمريكا وإسرائيل دخول حزب الله الحرب وعلى ما يبدو أن الحزب اصبَح نصفه داخلها ولا عودَة إلى الوراء،
العالم انقسم حيال ما يجري في فلسطين اليوم، ولكن أبرز المتأثرين على خسارة إسرائيل والقتلى الصهاينة هوَ ملك المغرب ورئيس دولَة الإمارات ورئيس جمهورية مصر وملك الأردن وملك البحرين وأمير قطر،
الساعات القليلة القادمة ستتنبئ بكل جديد ومع كل تطَوُر سنكون معكم بالتحليل والتقدير،