جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق الجرائم الأمريكية

خفايا إعادة انتشار القوات الأمريكية غير الشرعية على الحدود السورية- العراقية | بقلم: علي اليوسف
خفايا إعادة انتشار القوات الأمريكية غير الشرعية على الحدود السورية- العراقية



بقلم: علي اليوسف  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-08-2023 - 456

تعيد القوات الأمريكية غير الشرعية تموضعها في المناطق الحدودية بين سورية والعراق، وهو سيناريو جديد قديم، ابتدأ قبل أسابيع عبر دمج التنظيمات الإرهابية على شكل حزام متصل من منطقة التنف وصولاً إلى غرب الفرات، وتحديداً الحقول النفطية في شرق الفرات "حقلي كونيكو والعمر" بريف دير الزور.
هذا التوجّه الأمريكي يدلل على نوايا الولايات المتحدة لعرقلة المسارات السياسية الخاصة في حلّ الأزمة السورية، وقطع الطريق أمام المباحثات السورية العربية، أو بهدف انتقال الصراع الأمريكي الروسي إلى الجغرافية السورية.
وللإيهام بأن قواتها متواجدة لمحاربة الإرهاب، تستثمر القوات الأمريكية هذا التواجد إعلامياً وسياسياً عبر قتل زعماء "داعش" الموالين لها كـ"أبو أسامة المهاجر" بعملية شرق الفرات، أي أن الهدف هو السعي الأمريكي لتكريس وجود القوات الاحتلالية داخل الأراضي السورية، في ظل الحراك السياسي الإقليمي تجاه سورية، وتزايد المؤشرات على اندماج مسار آستانا مع المبادرة العربية، لذلك تسعى واشنطن لتوفير المبررات، بما في ذلك ما تدّعيه بمحاربة الإرهاب وانتظار الحل السياسي لإبقاء قواتها في سورية.
كما أن هذا السيناريو يوظف على صعيد الدعاية الانتخابية للرئيس جو بايدن خلال المرحلة القادمة، ولاسيما أن بوادر البرنامج الانتخابي القادم لبايدن أو غيره من المرشحين الديمقراطيين قد يتضمن ما يُسمّى التزام واشنطن بدورها في محاربة الإرهاب في العالم، وذلك لمواجهة مبادرات عدد من أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي الذين يستغلون أي مناسبة لعزل الرئيس جو بايدن عبر اتهامه بإساءة استخدام السلطة والتقصير في أداء واجبه كرئيس للولايات المتحدة، وجرّه إلى التحقيق بمخالفاته هو وعائلته، وإحالة تلك الاتهامات إلى لجنتي الأمن الداخلي والقضاء التابعتين لمجلس النواب.
قبل أيام أرسل الجيش الأمريكي المحتل تعزيزات عسكرية إلى قواعده المنتشرة في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، وهذه التعزيزات هي عبارة عن رتل عسكري ولوجستي مؤلف من 40 آلية دخلت من بوابة الوليد غير الشرعية، كما دفع جيش الاحتلال الأمريكي بتعزيزات عسكرية إلى مناطق تواجده في "رميلان" وتل بيدر والشدادي بمحافظة الحسكة.
من الواضح أن السيناريو الأمريكي يرتكز على إغلاق المعابر بين سورية والعراق، خاصةً أن هناك معلومات موثقة تؤكد أن هناك تهديدات من الجانب الأميركي من أن أي محاولة لإعادة فتح المعابر بين سورية والعراق ستواجه بردّ أميركي قاسٍ.
هذه الأبعاد المتعدّدة هي التي دفعت الإدارة الأميركية للمسارعة في تعزيز تواجدها العسكري، وفي إحداث تغيير ديموغرافي وهيكلي داخل بنى التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة من الجغرافيا السورية، أي ربط هذه القوات من منطقة التنف، وصولاً إلى مناطق مختلفة من إدلب، مروراً بمناطق سيطرة ميليشيات "قسد"، وهو ما كانت قد كشفته موسكو وفي مناسبات عدة عن خطورة ما تنتهجه واشنطن من خلال تشكيل قوات جديدة أو إعادة هيكلة التنظيمات القديمة وتطعيمها بقوات من العشائر العربية وتشكيل غرفة عمليات موحدة تحت الإشراف الأميركي.
كلّ المعطيات تشير إلى أن القوات الأمريكية المحتلة قد تكون عرضت، أو اتفقت مع ميليشيا "قسد" على التحضير لحملة عسكرية للسيطرة على مدينة البوكمال وقطع طريق دمشق– بغداد، وهو أمر غير مستبعد ما دامت منظومات الصواريخ الأمريكية "هيمارس" باتت في يد هذه الميليشيات الانفصالية، وجرى التدريب على استخدامها من قبل مدرّبين أمريكيين. ما يعني أن هدف العملية هو قطع طريق دمشق– بغداد، وتوسيع طوق الأمان حول محيط القواعد الأميركية غير الشرعية في شمال شرق سورية، وصولاً إلى ربط قاعدة التنف بمناطق شرقي الفرات.
إن الإصرار الأمريكي على البقاء العسكري الاحتلالي في سورية، والإبقاء على العقوبات والحصار على الشعب السوري- إجراءات لا شرعية دولية لها، ولا شرعية إنسانية ولا حتى شرعية أمريكية- تخفي أهدافاً خفية، فلماذا هذا الإصرار؟.
تؤكد الأحداث الجارية وإعادة التموضع العسكري للقوات الأمريكية غير الشرعية، بأن "الدولة العميقة" هي التي تضع الأهداف العسكرية منها والاقتصادية، والتي جميعها مبنية على عقلية "الكاوبوي" الأمريكي، والدليل هو تراجع الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن أي موقف تتخذه، لتعود الى المسار الأول وهو البقاء العسكري الاحتلالي، وتشديد الحصار الاقتصادي.
ولعلّ إقرار "لجنة العلاقات الخارجية" في مجلس النواب الأمريكي، بأغلبية ساحقة مشروع قانون "مكافحة التطبيع مع الدولة السورية 2023"، ليس إلا حلقة أخرى في مسلسل التراجع الأمريكي، بل الضغط على الدولة السورية، لأن القانون يفرض شروطاً على الدول العربية للانفتاح على دمشق، وإعاقة التطبيع الدبلوماسي بوضع قيود على الحكومة السورية، ووضع العوائق أمام التطبيع الاقتصادي بوضع معوقات أمام إعادة الإعمار وعودة الاستثمارات والنشاط التجاري إلى سورية.
كما أن قانون "مناهضة التطبيع" الأمريكي يمثل جهداً أمريكياً لمحاصرة روسيا وإيران في سورية، خاصةً بعد أن بات وضع الوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية محلّ تساؤل وشك، خصوصاً بعد انتفاء مبررات الوجود الأمريكي شمال شرقي سورية، بانتهاء مهام التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، واقتصار دوره على دعم ميليشيا "قسد" الانفصالية الموالية للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي تسعى واشنطن لتجنّبه عبر العقوبات على الدولة السورية، وتعزيز تواجدها العسكري، وأخيراً محاولة قطع الطرقات البرية بين سورية والعراق، والتي بلا شك أنها ورقة تدافع بها أمريكا عن نفوذها في موازاة حلفاء سورية إيران وروسيا، فهل يقود إعادة تموضع القوات الأمريكية العسكرية غير الشرعية على الحدود السورية- العراقية إلى صدام مع تلك القوات الأمريكية في سورية، أم ستنتهي بتعزيز الانقسام العربي والعودة إلى الاصطفافات الإقليمية بين موسكو وبكين وواشنطن وبروكسل؟.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//